حقيقة البرمجة العصبية..! |
|
حقيقة البرمجة العصبية
شك أن دورات البرمجة العصبية لا تخلو من فوائد يسيرة..من تحفيز الإنسان..وتوجيهه نحو تحديد هدفه..إلخ.. (بحكم اقتباسها لبعض التجارب الواقعية الناجحة ,ومحاولــة إسقاط التقنيات المستخدمة في هذه الدورات على الشخصيات الناجحة..ولأن هـذه الدورات أيضا مبنية على اقتباس بعض نظريات من علوم شتى..فيصدق أن يكون فيها صواب) ..
لابسبب ذات البرمجة الذي هو "علم" متكامل عند أهله يعرف بـ"NLP" لكنها لا تخلو أيضا من مخاطر كبيرة..ومعايب خطيرة..يجدر التنبيه عليها للمهتمين..بهــــذا الشأن..والمتحمسين منهم خاصة..والمفتونين بها من أبناء المسلمين.. -وبيان ذلـك..أن النظريات التي تبنى عليها هذه الدورات مقتبسة من علماء غربيين..والذيـن يؤسسون نظرياتهم على مباديء فلسفية أو نظريات اجتماعية..أو دراسات نفسية.. وهــؤلاء العلماء بدورهم اقتبسوها من أفكار قديمة كفرية هدامة..تتعلق بوحدة الوجود..والإلحاد الصوفي..
ويتجلى ذلك عبر المفاهيم الخداعـــة التي تعرض بثوب براق..كالطاقــــة الكامنة..والروحانيات..إلخ..والتي لاتعــدو أن تكون صورا للفكرة الوثنية الصوفية بوحدة الوجود..ولكن اتخذت اللعب على وتــر اللغة ليغطي البهرج على الحقيقة -وأيضا..فهي ترسخ لمفهوم شطب الخطوط الحمراء..وسياحـة الفكر في الجولان في عالم أعماق الذات..واستلهام القوى الداخلية..
بعيدا عن حقيقة التوكل على الله سبحانه وتعالى..لأنه-رغم محاولة "المشايخ" المفتونين بها لإضفاء الصبغة الإسلامية-يخرج بهذا المفهوم -أعني التوكــل-عن ضرورة إيقاظ "العملاق" الداخلي..كما عبر أحدهم في كتاب ألفه"أيقظ العملاق من داخلك"..وأن النفس البشرية..فيها قوى خارقة..تستطيع عبر برمجتها-بزعمهم-البلـــوغ بها إلى المستحيل ويمكن تلخيص ما سبق بأنه عبارة عن "تأليه للذات"..على طريقة "تأليـه العقل" عند الفلاسفة..المستمد من عقيدة العقل الكلي -وكمثال يسير..فإن من ضمن القواعد أو المصطلحات التي يدرسها المنتظمــــون في هذه الدورات..أن يقال "الروحانيات"..كمصدر للطاقة..
بغض النظر عن كنه هذه الروحانيات ومصدرها..ولا أدل على ذلك..أن كثيرا مـن المتعاطين مع هذه المفاهيم..يذكرون للمتلقين..أمثلة من عبادة البوذيين وكيــف أنها تحفزهم للمصابرة..واستنزال القوة والتحدي والإصرار.. الأمر الذي قد يبـــث في النفس-بل قد بثّ!-..شيئا من الشكوك..حول خصيصة الإسلام..وأثره.. وحـتى لو ذكر المدرّب في دوراته الإسلام صراحة واقتصر عليه..فإن هذه الروحانيـات..لن تعدو أن تكون وسيلة من وسائل هذا "العلم" لتمرير مشروعه الهدام ..
فتختزل العقيدة التي خلقنا لأجل العمل بها..بأن تكون مجرد تطبيق عملي..للبرمجــة العصبية..وعليه..فالنصراني واليهودي والبوذي ..وغيرهم..قد يكون أنجح مــــن المسلم..مادام أنه طبّق هذه الروحانيات ضمن البرنامج المعمول به في الدورة على نحـو أفضل! يقول الدكتور صلاح الراشد-وهو من الدعاة في الأصل مع الأسف!-..وهـو صاحب مركز تدريبي في الكويت بعد حديثه عن النشوة التي يتمتع بها البوذي ما نصه" وهي التي يستشعرها المؤمن في قيامه الليل أو في متعة سجوده أو في تكرار الذكـر "!
وهذا الذي زعم أنه شبيه بحالة المؤمن..إنما يصدق عليه فعل المتصوفة..حين يشرعون في الذكر الجماعي بأسلوب متتابع مع رقصات غريبــــــة وصولا إلى حالة الوجد والصرع..وقد أشار إلى طرائقهم شيخ الإسلام ابن تيمية..منذ قرون..وبين أن ما يظنونه سببا للرقي والوصول إلى المراد ليس غير تزيين من إبليس..
وفي دراسة للدكتورة فوز كردي..أستاذة العقيدة..خلصت بعد جهد مشكور..أنه على مستوى النتائج والمخرجات..فإن المتدربين في هذه الدورات..لم يحصل لهم مــن الرقي الذي وعدوا به على صعيد تنمية القدرات..إلا في حالات نادرة.. وحتى هذه الحالات لايعود الفضل في نجاحها لذات الدورات بقدر ماهو عائد إلى ما سبقت الإشارة إليه من كون هذا العلم..يعتمد على سرقة خبرة من هنا..
وفائدة من هناك..تصادف أن تكون صوابا..فينتفع به شخص مخصوص.. لكن المخاطر الجسيمة المتعلقة بالعقيدة..والعبادة..وسلوك المسلم ..على المستوى البعيد..هو السمة البادية في حقيقة هذا العلم المتأسس على جذور ثيوصوفية..كما أكــد ذلك العلامة الدكتور سفر الحوالي وقد نقل الدكتور سعيد الغامدي وغيــــــره..عن ثمرات خبيثة..لوحظت على كثير من المفتونين بهذه الدورات..من انخفاض مستـواهم الديني وترك الصلاة والانشغال بالهوس في البحث عن كوامن الذات..
وأخطر مافي الأمر..أن هذه الدورات تتدرج بصاحبها ..إلى أن يبلغ ما يشبـه غسيل المخ..بأن يكون في الواقع قد تدرب على أن يخرج عن إطار المألوف..وأن يتجاوز كل الخطوط..مهما كانت..بحجة فرضيات وثنية خداعة..كالطاقة الكونية..واللاوعي..إلخ يقول الدكتور رشلي كرابو-وكان من الغربيين المفتونين بهذا العلم..فيما تنقــل عنه الدكتورة فوز " لقد وجهنا لذلك الوليد "البرمجة اللغوية العصبية " غاية الاهتمام حتى سنة 1986م عندما حوكم مؤسس هذا العلم باندلر "أبو الوليد" في قضايــا القتل وترويج المخدرات والقوادة، عندها ألقينا بالوليد مع المغطس. " وتقول إحدى التائبات "حرمتني البرمجة اللغوية العصبية لذة العبودية ، وقلّ الدعـاء في حياتي تدريجياً فقناعتي الداخلية بقدرات عقلي الباطن أزالت كل معاني الافتقار لقوة خارجية"
وتضيف : " إنها فتنة ، لم أكن ألتفت لكونها هكذا أبداً لكثرة ما تلقيـت من مدربي – هداه الله - عن مشروعيتها وتوافقها مع منهج الدين الحنيف ! وذات ليلةــ وأنا أقرأ كتاب الله ، استيقظ قلبي وأنكرت نفسي وبحثت لطلب الحق فأبصرت بفضل الله الفرق الشاسع بين منهج العبودية ومنهج البرمجة العصبية ، فالحمد لله الذي هداني وما كنـت لأهتدي لولا أن هداني الله "!!
فإلى ما انتهت إليه هذه الأخت..أوجه دعوتي للقاريء الكريم..ولنفسي قبله..أن يكون المنهل كتاب ربنا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم..ولقد لقن الرســـول العظيم صحابته"الله مولانا ولا مولى لكم"..فإذا هم افتخروا بـ"يوغا" لسبر مكنونات النفس والتواصل مع الذات ..افتخرنا عليهم بالصلة والتواصل مع رب هــذه النفس..عبر "الصلاة" ..فسحقا لهم وتعسا لمن اغتر بهم..