لإسلام والغرب اليوم

 

لإسلام والغرب اليوم

جلال العرفي

يصور لنا بنو علمان أن الغرب لا يوافق على إقامة دستور إسلامي يحكم البلاد والعباد وهذا صحيح من حيث الأصل فقد قال الله تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ، ولكن الأحوال تتغير وتتبدل وموازين القوة والضعف تُــغير المواقف والأهداف ، فالغرب اليوم وعلى رأسهم أمريكا منهكين من حروبهم التي خاضوها في أفغانستان والعراق و ليبيا ولديهم مشكلة مالية كبيرة ووضعوا جداول زمنية للخروج من أراضي الحرب التي دخلوها فهم الآن لا يريدون إلا أمنهم وسلامتهم وقد رأينا بعض تصريحاتهم بأنهم لا يمانعون في التعامل مع الإسلاميين وآخر هذه التصريحات ما قالته هليري كلنتون في عدم ممانعتها من التعامل مع أي نظام في مصر حتى إسلامي بشرط عدم انتهاج العنف ، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك وقالوا ربما يتفاوضوا حتى مع طالبان من أجل السلم . فينبغي علينا اغتنام هذه الفرصة الذهبية وأن نطالب بكل حرية ووضوح بحقنا في أن يكون دستورنا إسلامي مصدره الوحيد الشريعة الإسلامية ، نريد دستور يمنع الفوائد الربوية في قروض المصارف ، ونريد دستور يلغي ضريبة الدخل المفروضة على مرتباتنا ظلما وزورا ونريد دستور لا يغتصب أموالنا بالضرائب الجائرة والجمارك الظالمة فليس في مال المسلم من حق إلا الزكاة ، حتى التبرع لفلسطين وغيرها لا يجوز شرعا استقطاعه من المرتب بدون علم وإذن صاحب المرتب . ولا عائق لتطبيق الشرع إلا من بني جلدتنا والذين يتكلمون بألسنتنا المنهزمين المنبطحين وعلى رأسهم العلمانيين والليبراليين قال تعالى : وترى كثيرا منهم يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ، فالذين لا يريدون شرع الله ليسوا الغرب ليست أمريكا ليست كلتنتون ، الذين لا يريدون الشرع اسمهم محمد ومحمود وعلي وللأسف الشديد ،ولكن لا يصرحون بذلك بل يبثون الشائعات و الإرجاف بين الناس ويخوفونهم بالغرب وأن مطالبتنا بالشريعة ستستعدي علينا دول الغرب .. فنسأل الله أن يخزيهم وخيب آمالهم ومساعيهم وأن ينصر الإسلام والمسلمين .


الكاتب: جلال العرفي
التاريخ: 09/12/2011