نُصرةُ طالبان كاسري الأوثان ومُنَكِّسي الصلبان حقٌ على أهل الإيمان

 

نُصرةُ طالبان كاسري الأوثان ومُنَكِّسي الصلبان حقٌ على أهل الإيمان

كلنا يذكر أمر الملا عمر حفظه الله بهدم ما كان تحت سلطان دولته أعادها الله من أوثان الكفر البوذية، متأولاً قول الله تعالى: (الذين إن مكنَّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونَهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل بما أرسله الله تعالى فقال:" بأن نعبد الله ونكسر الأوثان".
وكلنا يقف اليوم مشدوهاً ليس أمام صمود طالبان الأسطوري، بل أمام أخلاق هؤلاء القوم العظيمة، وهم يحملون رسالة الإسلام السامية في ممارستهم لفريضة الجهاد، وتحريهم مقاصد الشريعة فيه، ومعاملتهم للأسير الكافر الحربي، وسِعَة صدرهم لأمة المسلمين سواءٌ مَن نصرهم أم من خذلهم؛ أخلاقٌ لا يضر صاحبَها أن يموت ولم يحمل من الدنيا سواها، أخلاقٌ نقرأ عنها في كتب السير وسمات الصحابة وسِيَر العلماء، أخلاقٌ لم ولن توجد عند منظمات حقوق الإنسان ناهيك عن مجتمعات الناتو النتن ومجتمعات الزنا والربا وجيوش المرتزقة واللواط وأبناء السفاح.
وكلنا يسمع الآن بما حشده أعداء الله تعالى من العدد والعتاد في عدوانهم الإجرامي على أرض أفغانستان الإباء، يريدون خابوا وخسروا القضاء على الجهاد وإطفاء شعلته وكسر رايته، فإذا بالقلب يتفطّر لا خوفاً على مجاهدي طالبان- طلاب العلم العاملون - بل حزناً ألا نكون معهم في مصاف الرجال أو لديهم نتشرف بخدمتهم، وإذا بالعين تفيض بالدمع لا أسفاً على فراق من اصطفاه الله للشهادة منهم، بل أسفاً على حالنا قابعين في مجتمعات الذل، قد حيل بيننا وبين إخوتنا بل هم سادتنا وتاج عزتنا؛ هم طالبان طلاب العلم، وهم طالبان طلاب العمل، وهم طالبان طلاب الجنة، وهم طالبان طلاب العزة الحقيقية مهما فاتهم من الدنيا، وطلاب الكبرياء الإيماني في زمان ذلة الكفر والنفاق والمساومات والمداهنات.
فاسمحوا لي يا من أحبكم أن أتصل بكم عبر قرآن ربنا عز وجل أُسرِّي عن نفسي وإياكم بقوله تعالى: (ولا تحسبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون. فرحين بما آتاهم الله مِن فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم مِن خلفهم ألَّا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضلٍ وأن الله لا يُضيع أجر المؤمنين. الذين استجابوا لله والرسول مِن بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقَوا أجرٌ عظيم. الذين قال لهم الناسُ إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونِعم الوكيل. فانقلبوا بنعمةٍ مِن الله وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ واتبعوا رضوان الله والله ذو فضلٍ عظيم. إنما ذلكم الشيطان يُخوِّف أولياءه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين. ولا يَحزُنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله ألّا يجعل لهم حظاً في الآخرة ولهم عذابٌ عظيم. إن الذين اشتَروا الكفرَ بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذابٌ أليم. ولا يحسبنَّ الذين كفروا أنما نُملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنما نُملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مهين. ما كان الله لِيذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيثَ مِن الطيب وما كان الله لِيُطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي مِن رسله مَن يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجرٌ عظيم).
إن نصرة طالبان اليوم حقٌ على كل مؤمن؛ فمَن نصر طالبان في كسر الأوثان فقد كسر الوثن القابع في قلبه، ومن نصر طالبان في تنكيسهم الصلبان فقد نكَّس الصليب في حياته فلم يعد يداهن فيه فضلاً عن أن يوالي ويعادي عليه، ومن نصر طالبان في إيمانهم بنصر الله فقد استنهض الإيمان بوعد الله في قلبه رغم طول إملاء الله تعالى للعدو، ومن نصر طالبان في صبرهم على بلاء الحرب فقد حقق إيمانه بحكمة الله تعالى فيما يحجبه عنا من الغيب، ومن نصر طالبان فقد كاد أن يصيب من رداء الكبرياء الإيماني الذي يأتزرون به، بل يكاد أن يحقق الرجولة في نفسه حين يتمثل بأخلاق الرجال، وينظر بعينيه إلى قمم الجبال فيرى نفسه محلِّقاً إليها، يكاد الجسد يسابق القلب تحليقاً في ميدان الجهاد تارة، وفي محراب الدعاء تارة، وفي الجنة إن شاء الله تارات وتارات...
اللهم انصر طالبان كاسري الأوثان منكسي الصلبان، اللهم صوِّب رأيهم وسدد رميهم، اللهم مجري السحاب منزل الكتاب هازم الأحزاب اهزم حزب الناتو الصليبي وانصرنا عليهم.
محبكم في الله
وسيم فتح الله


الكاتب: وسيم فتح الله
التاريخ: 18/02/2010