الآمال في أحداث الصومال

 

الآمال في أحداث الصومال

بقلم الشيخ / محمد بن عبدالله الحصم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

 فالمحاكم الشرعية في الصومال وقبلها الطالبان في أفغانستان إنما نصروا دين الله سبحانه وتعالى وأقاموا شرعه وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر فأبدل الله بهم الخوف أمنا و الفوضى نظاما ومكنهم في الأرض واستخلفهم فيها فتداعى عليهم أمم الكفر وعلى رأسهم حامية الصليب أمريكا ليطفؤوا نور الله تعالى ويصدوا عن سبيله وما نقموا منهم إلا أنهم يطبقون شريعة الله في أرضه ويقيمون حكم الله تعالى على عباده ،

 فأقبلت أمريكا بحدها وحديدها وفخرها وخيلائها وأذنابها وعملائها تحاد الله ورسوله وتحارب أولياءه .

 وتشتد الأزمة بأهل الحق وتضيق عليهم الأرض بما رحبت وهم لا يزالون بحبل الله مستمسكين ، وعلى ما أصابهم صابرين ، وفي جهادهم ماضين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم يستشرفون موعود الله لهم بالنصر والتمكين .

 و من هنا .. من اشتداد الأزمة .. من علو الأعداء واستبدادهم وطغيانهم .. من دماء الشهداء .. من صرخات الثكالى .. من أنين الأسرى ..

 من هنا تنطلق آمالنا ويعظم رجاؤنا بأن الفرج قريب ، وأن النصر وشيك ، وقد قيل : \" اشتدي يا أزمة تنفرجي \" لا تيأسن من انفراج شديدة قد تنجلي الغمرات وهي شدائد والله سبحانه وتعالى يقول \" حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين \"

 قال ابن كثير – رحمه الله - : \" يذكر تعالى أن نصره ينزل على رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عند ضيق الحال وانتظار الفرج من الله في أحوج الأوقات إليه \"

فمن ظن أن أمر الطالبان أو المحاكم الشرعية أو غيرهم من المجاهدين قد انتهى وأن الأمر سيستقر لأعداء الله تعالى وأن أمريكا أو الصفويين ستنجح مخططاتهم فقد ظن بالله غير الحق ظن الجاهلية .

قال ابن القيم – رحمه الله - : \" فمن ظن بأنه لا ينصر رسوله ولا يتم أمره ولا يؤيده ويؤيد حزبه ويعليهم ويظفرهم بأعدائه ويظهرهم عليهم وأنه لا ينصر دينه وكتابه وأنه يديل الشرك على التوحيد والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالا لا يقوم بعده أبدا فقد ظن بالله ظن السوء ونسبه إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله وصفاته ونعوته

 فإن حمده وعزته وحكمته وإلهيته تأبى ذلك وتأبى أن يذل حزبه وجنده وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لأعدائه المشركين به العادلين به فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف أسماءه ولا عرف صفاته وكماله \" [ زاد المعاد جزء 3 - صفحة 196 ]

فأبشروا يا أحبابنا في الصومال وفي العراق وفي أفغانستان وفي الشيشان فإن الله لا يخلف الميعاد وقد وعدكم بالنصر وجعل ذلك حقا عليه فقال : \" ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز \"

 وقال تعالى :  وكان حقا علينا نصر المؤمنين

 وقال تعالى : وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173}

وقال تعالى :  إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ

 وأبشروا فإن الله لن يضيع جهادكم قال سبحانه : \" والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم \"(قرأ الجمهور قاتلوا )

 قال الإمام الطبري – رحمه الله - : \" والذين قاتلوا منكم أيها المؤمنون أعداء الله من الكفار في دين الله وفي نصرة ما بعث به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم من الهدى فجاهدوهم في ذلك { فلن يضل أعمالهم }

 فلن يجعل الله أعمالهم التي عملوها في الدنيا ضلالا عليهم كما أضل أعمال الكافرين\"

وأبشروا أيها المسلمون فإن أمريكا قد بلغت أوج عتوها وأسرفت في غيها وضلالها ومحاداتها لله ورسوله وهذا أذان بقرب زوالها وهلاكها والله جل وعلا يقول : \"

فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام \"

 وقال تعالى : \" لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير \"

وقال تعالى : \" ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون \"

 وقال تعالى : \" لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد \" .

فأمريكا وغيرها من أمم الكفر تحت مشيئة الله وقدرته وقهره فلا تنخدعوا بها ، ولكن اعلموا أنها سنة الإملاء والإمهال \" وأملي لهم إن كيدي متين \"

وقال تعالى : \" وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير \"

وقال عليه الصلاة والسلام : \" إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته \".

 وإنا بحمد الله تعالى نرى آثار هذه السنة الإلهية ظاهرة فنرى تخبط أمريكا وفشلها في العراق وأفغانستان على أيدي تلك العصابة المؤمنة الذين بفضل الله تعالى مرغوا أنفها بالتراب وحطموا كبريائها وغطرستها وأفشلوا مخططاتها فكفى الله بجهاد هؤلاء الأبطال بلاد الإسلام شرا عظيما ، وأحيا ببطولاتهم روح الجهاد في ضمير هذه الأمة ، فوقع لأمريكا ما كانت تحذر حتى وجدت نفسها في مستنقع وأعيتها السبل وبطل سحرها ،

وهذا كاهنها الأكبر بوش يغير ويبدل ويقدم ويؤخر ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين ولا يهدي كيد الخائنين فلا يزيدهم الله إلا فشلا وضعفا

 وصدق الله : \" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين \".

أيها الأبطال المجاهدون : إن سنة الله تعالى لا تبديل لها ولا تحويل وهو ناصر دينه ومنجز وعده ، فعليكم بتقوى الله تعالى فهي خير زاد وعدة لكم على أعدائكم ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واعلموا أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا .

وأنتم أيها المسلمون عليكم بنصرة إخوانكم بالنفس والمال ما استطعتم إلى ذلك سبيلا ، وعليكم بالدعاء لإخوانكم الذين يذبون عن أعراضكم ودمائكم وهذا لا يعذر فيه أحد .

لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم تسعد الحال

 واعلموا أن الله غني عنكم وأن ما تقدموه لأنفسكم من خير تجدوه عند الله وأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

فاللهم يا مجري السحاب ويا منزل الكتاب ويا هازم الأحزاب عليك بأمريكا ومن والاها وعليك بالرافضة ومن والاهم ..

 اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم آية ..

 اللهم اجعل كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم في تدميرهم .. اللهم انصر المجاهدين في سبيلك .

 اللهم سدد رميهم وثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وتقبل شهداءهم واشف جرحاهم وفك أسراهم .. اللهم وحد صفوفهم وألف بين قلوبهم واجمع كلمتهم .. اللهم انصرهم نصرا عزيزا ..ا

للهم تول أمرهم واجبر كسرهم وارحم ضعفهم ..

اللهم كن لهم ناصرا ومعينا ووليا وظهيرا ..

 اللهم آمين . محمد بن عبد الله الحصم 19/ 12 / 1427 هـ 8 / 1 / 2007 م


الكاتب: الشيخ / محمد بن عبدالله الحصم
التاريخ: 13/01/2007