صدام حسين .. وفئة معينة من الناس

 

صدام حسين .. وفئة معينة من الناس

أبوالزبير الأنصاري

حقيقة .. أرى أنه الحديث عن صدام حسين قد أضبع كثيرا نقاشا وحوارا وتحليلا ..
وقد أبدى الجميع رأيه فيه .. ما بين من يرى كفره وبين من يراه لازال على الإسلام .. وهناك من يتوقف في تكفيره ويكل أمره إلى الله تعالى .. وهناك من يراه عظيما شهيدا فهو الرئيس البطل الصامد .. وهناك وهناك وهناك ..

ليس حديثي حقيقة عن هذا الموضوع فكما قلت قد كثر الحديث .. لكني أتعجب من فئة معينة من الناس امتلأت مجالسهم وحديثهم عن التحذير من التكفير وعدم التهجم على الحكام والحكومات وعدم إثارة الشباب وإشعال حماسهم .. فالحاكم يطاع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك – مطلقا - ! وفي نفس الوقت نراه عندما مات صدام حسين بدل العودة لنفس المنوال والموضوع الذي حفظناه منهم .. على عكس ذلك ! بدؤوا يظهرون صدام بالظالم الديكتاتوري الكافر - بسبب اعتقاده بالبعث – قاتل الأبرياء والأطفال والنساء .. بل يرون كفره ويرون أن هذا من الدين الذي يجب أن نصدح به ولا نجامل به أحد !

ولو يتأمل المتأمل في هذه الفئة .. كيف تناقضت ؟ لأنه بمجرد سماع كفر الحكومات أو الحكام يكيلون التهم لقائل هذا الكلام ويحذرون منه ويعدونه من الخوارج المارقين أو من الشباب المتحمسين حديثي الأسنان !!

لا أدري هل بقولهم هم ألم يوجبوا على أهل العراق الخروج على هذا الحاكم الكفار ؟ ألن يتسببوا بإراقة الدماء وظهور الفتنة بين هذا الشعب المسلم ؟ ألن يتسبب هذا بخروج خلايا التكفيريين !!
لا .. سيجيبونك أنه لا يوجد قدرة لديهم فلا يجوز لهم الخروج !! فهم قد أخذوا هذه الاحتياطات كلها .. فلا تقلق أخي الفاضل !!

لكننا سنذهب معهم .. فما حكم إعداد العدة إذن ؟ سيقولون هاه هاه لا ندري !
بالتأكيد عليهم أن يقولوا واجب .. لأنه مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب .. فيجب بإجماع الأمة خلع الحاكم الكافر .. لكن نحن لا نستطيع فعل هذا الواجب لأنه لا توجد قوة .. إذن علينا التجهيز والإعداد لهذا العمل الجهادي العظيم ألا وهو قلب نظام الحكم الكافر والخروج على هذا الكافر الظالم ... لكن .. عندنا مشكلة يا أحبة ما هي ؟ ولي الأمر لا يسمح بحمل السلاح .. ومن يحمل السلاح يقبض عليه ويسجن .. ولعله يسلم إلى أمريكا ليحاكم هناك .. فإن قاوم هذه الحكومة سوف يحاصر ويلاحق ويقتل أو يؤسر ! وسوف يطلق عليه إرهابي خارجي !
فماذا نفعل الآن ؟ كيف الخروج من هذه المشكلة؟ إما أن نقول أنه يصمد ويقاتل أو نقول لا عليك أن تفعل هذا الواجب فتجلس وتأثم !
طيب إن قلنا عليه أن يصمد ويقاتل .. في هذه الحالة سوف تنشر صوره عبر العالم كله .. لأنه الإرهابي الذي سوف يخرج على النظام العالمي .. وسوف يقوم ولي الأمر في بلادنا المسلمة ( !! ) بطاعة النظام العالمي وعلينا عدم مساعدته بل إن رأيناه في بلادنا أن نبلغ عنه طاعة لولي الأمر .. !

هي حلقة مفرغة سوف نعيش وندور حولها ولن نخرج .. بسبب العفن الفكري والفساد الشرعي التأصيلي الذي يحوونه .. فحقيقة تشنيعهم على صدام والقول بكفره هو التوجه السياسي الحكومي عندهم وإلا فقد كان سابقا غير مسموح بذلك !

فبماذا يتهمون صدام .. ؟
- بالإيمان بالفكر البعثي ؟ فالآخرين إما يكون بعثيا أو يكون ديمقراطيا أو يدعي الحكم بالإسلام وهو في حقيقته يؤمن بأفكار كفرية واعتقادات هي من الردة والكفر .. كما يقول أحدهم في لقاء معه أنه يجب علينا احترام الإنسان مهما كان عاداته وتقاليده ودينه ووطنه !! فهذا عقيدة الولاء والبراء لا يفهمها أبدا .
- أيتهمونه بالظلم ؟ فغيرهم كثير لا يحكم بشرع الله تعالى ويتخذ القوانين الوضعية شرعا ومنهاجا وهذا هو عين الظلم والعبث ببلاد الله تعالى .. بل وهم أشهر من يسرق أموال الأمة ونفطها وهم الذين يستولون على أراضي الناس ويضيقوا على أصحاب التجارة فإما أن يقضي عليه أو يدخله في نصيبه !! وغيرهم يطلب راتب بالملايين كونه ولي أمر !! بل ويطلب أن يأخذ هذا الراتب عشر سنوات مقدم .. وكأنه يشعر أنه سيفطس قريبا !
- أيتهمونه بقتل وأسر المسلمين ؟ فهذه سجون غيره تكتظ بالمسلمين وتغص بالدعاة والمجاهدين والعلماء .. ففي كل دولة تجد سجنا .. عفوا هل قلت سجنا ؟ قصدت مهلكا أو جحيما يعيش فيه من صدع بكلمة الحق ! أو نصح أميرا ! .. لا والله لا يعدو الأمر على هذا فقط .. إنما اكتظت السجون بالمحجبات الطاهرات العفيفات !!! لماذا ؟ لأنهن لا يردن خلع الحجاب .. لا لا ليس هذا فقط .. بل السجون قد تملأ بمن يخالف رأي هذا العسكري أو الشرطي .. أو من لا يعطيه بقشيشا .. ففي الحادثة المستعرة حاليا في مصر .. حول رجل قد تم تصويره في سجن أم الدولة وهو يعذب ويضرب ثم يصور وهو ينتهك عرضه ويدخلون العصا في دبره .. وذلك لماذا ؟ لأنه رفض أن يعطي بقشيشا لهذا الجلاد الذي يقف عند الباصات .. فحسبنا الله ونعم الوكيل ! وكلكم تذكرون الشرطي الذي يظهر وهو يصفع الرجل المغلوب على أمره وكله ذل وهوان ..


بالله عليكم قولوا لي ماذا يتهمون صدام أيضا ولم يسلم منه هؤلاء الفجرة الظلمة ؟
فإن كان لصدام نصيب فهو لهم النصيب الوافر من ذلك ..

فكفوا عنا جشاءكم لا أبا لكم .. فإننا لم نعد أغبياء ولا أسرى للمناصب الرنانة ولا المشالح الغالية ولا العمائم الملونة المزركشة ولا حتى هذه اللحى البيضاء ...
كفوا عن ذلك .. وإلا فانظروا إلى من تمجدونه وسلطوا عليه ألسنتكم ..

نسأل الله تعالى أن يرحمنا ويغفر لنا ويهدينا إلى الحق .. إنه لا يهدي إلى الحق إلا هو ..

وكتب ،،
أبو الزبير الأنصاري


الكاتب: أبوالزبير الأنصاري
التاريخ: 06/01/2007