ليلى والذئــب !

 

ليلى الّذئبْ !

هل سمعتم قصة الذئب و ليلى ..
إنها قصة طهر يتجلى ..
خرجت ليلى من البيت لجدة ..
قد عراها السوء و عرتها المهدة ..
حملت ليلى لجدتها طعاما ..
و بيدها قطفت ورد الخزامى ...
أخذت تمشي بين أزهار الربيع ..
و خُطاها صانها فيها خشوع ..
أخذت تذكر نصحا من أبيها ..
و من الأم و من كل ذويها !
حين قالوا يا ابنة العز العفاف ..
و قلوب من لظى النار تخاف ..
و سرور النفس بسجود الرجاء ..
و كمال البكر أن تحيى الحياء..
و دلال البنت لا شك جمال ..
و تغض الطرف عن كل الرجال ..
أخذت تمشي يماشيها الفخار ..
و يداعب قلبها أحلى قرار ..
حين قالت سأفوز بعفتي ..
غايتي نيل الجوار بجنتي ..
بينما الأفكار تأتي و تروح ..
جاءها ذئبٌ بكلمات اللحوح ..
برز الذئب يقول أيا خليلة ..
قد بهرني نور عيناك الجميلة..
لم أكلم في حياتي من نساء ..
وأتيت اليوم أتعبني العناء ..
فابسطي لي يديك و افهميني ..
قد سحرني منك نور فاحتويني ..
نظرت ليلى بنظرات ازدراء ..
ثم قالت لست كالأغبياء..
التمس غيري فإني العفيفة ..
و ابتعد عن من نواياها شريفة..
نظر الذئب و فكر ثم قدّرْ ..
فتصنّع حزناً و تباكى و تدبر ..
قال يؤسفني من النور صدود ...
فدعيني كي أداوي جروحي و أعود ..
قالت العفة سر على درب الأمان ..
فالعفاف اليوم للنفس حصان ..
و حذاري أن ترد إلى سؤالي ..
و اتقي الرب و لا تبغي نوالي ..
أخبرت ليلى أباها بأدب ..
يا أبي ذئب تولى و ذهب ..
قبل رأس العفة الأب الحنون ..
قال يا بنتي وأدتي ذا المجون ...
ستر الله على ذاك الرجل ..
فله أهل و لو كان عقل !
مرت الأيام فأتاها الخبيث ..
يا ليالي سعيي اليوم حثيث ..
ارحمي قلبي و داري دمعتي ..
امسحي همي و داوي أنّـتي ..
سكتت ليلى و حقرت فعله ..
يا أبي قم و داوي طيشه ..

يا أبي قم و حطم رأسه ..
يا أخي قم و حقر قدره ..
حفظ الوالد لليالي قدرها ..
و حماها ممن تمنى ضرها ..
ما تهنى الذئب حين تعقلت ..
رفعت للأهل رأسا و اتقت ..
كانت الليلى فتاة عاقلة ..
و رزانا لجنان آملة ..
فجزاها الله في الدنيا دلال ..
و حفظها من حرام بحلال ..
فافخروا و افرحوا بكل مؤنسة كليلى ..
و اجعلوها قدوة الأحرار عُـلْيـا..
و ضعوها في العيون و في المقل ..
إيه يا ليلى فقد أحييت الأمل ..
ليت كل المسلمات كعقل ليلى ..
ليتهم يكـفُّـون عن شرف بليه ..
لك كل القبعات تطير فخرا ..
منك قلب الورد يستأنس عطرا ..
قد كبرتي في العيون لعفتك ..
فاحفظي القدر تنالي بغيتك ..
و العفاف اليوم لا لم ينتحر ..
فاثبتي و التقي من يستمر ..
و العفاف اليوم يزهو و يسر ..
فالعفاف لسعدكم أصل و سر ..
العفاف العفاف العفاف أيا بنات
العفاف أيا بنات !




جمانة ( 6 )


الكاتب: أم عبدالله آل الشيخ
التاريخ: 25/12/2007