أناس بلا إحساس!..(هل أنت منهم؟)..

 

من حكمة الله سبحانه وتعالى بل من رحمته بهذه الأمة..أنه لا يتركها تغط في سبات عميق..حتى يبعث فيها ما يوقظ منها غافلا..

 

فيفيق بعض السكارى من سكرهم..وينتبه بعض الراقصين على أتراح الأمة..من هول ما يجنونه بغيابهم عن نبضاتها وتضميد جراحاتها

 

بإصلاح أنفسهم أولا..ثم بتسخير طاقاتهم في سبيل استرجاع كرامة المسلمين ثانيا..

 

باستجماع قواها..واستلهام ما يوثق عراها..ويوحد صفها ويجمع على الحق كلمتها

 

عبر رفع شعار ذاتي خلاق عنوانه:أنت من يؤخر النصر..وبكلام أجمل وأحكم وأجل"إن تنصروا الله ينصركم"

 

أما المجاهدون فاختصروا المسافات منذ البدايات..ولم يكونوا أبناء الحدث ولا آباء الانفعال الآني الذي ما يلبث أن يخمد بسكوت النبأ ..لأنهم فهموا الخريطة..وعرفوا مكان الكنز ومكمن العز!

 

فإن كنت مثلا بعد مشهد الطفلة  المفجوعة هدى  وقد خرقت  صرخاتها آذن (الأحياء ) واخترقت جدران (الأموات).. وبعد مسلسل مشاهد العراق الأليمة الأثيمة  اليومية..إن كنت مع هذا لا تزال تجرع بطنك السم الأمريكي الزؤام..والمنتج الصهيوني الحرام..بأكل ما ينتجون منه وشرب ما يصنعون..(كالبيبسي والكوكا كولا..إلخ)

 

فاعلم أنك بليد الإحساس...خفيف العقل..قاسي القلب..فهو كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله!..وما الله بغافل عن شخيرك!

 

وإن كنت تحرص بشغف أن تتابع المونديال..زاعما أنك تشجع الفريق الفلاني  ..الذي لايوجد ضمن أعضائه أحد أقربائك..بالطبع..!

 

ولن يدخل جيبك درهم واحد إذا فازت ألمانيا على إيطاليا..أو السعودية  أو تونس على البرازيل(طبعا ليعذرني الإخوة على الأمثلة الخيالية المستحيلة لأننا في زمن التردي قد فشلنا حتى  في الكرة رغم الملايين التي تصرف في سبيلها!)..كما لن يسجل في دفتر مذكراتك أن هذا يوم عز لك أو مجد..إذا انهزمت كوستريكا من المكسيك!

 

فأقول إن كنت تتابع المونديال العالمي ..راضيا مطمئنا ..فعليك أن تراجع قلبك ونبضك لتصحح ضرباته المخذولة..وسكناته المرذولة..

 

وإن كنت تملك شيئا من المال..أيا يكن..ولم تحدثك نفسك بالمسارعة للجهاد به أو بشيء منه..لتكون ظهيرا لإخوانك في فلسطين

 

وهم محاصرون فلا يصل إليهم قفيز ولا درهم..كما أخبر الصادق المصدوق..فأنت عديم الإحساس..أيضا

وأمرك عسير..ولا أرى لك طبيبا سوى التوبة..فاطلبها من مشفى الرحمن..وهو كائن على بداية الصراط المستقيم..فاترك أول شمال وأول يمين وثاني يمين وثاني شمال وثالثهما ورابعهما!..واستمر..غاذا سيرك..كالنحلة أو النملة!

 

ولا تلتفت إلى الخلف ولا إلى الحواف..فإنها مزروعة بالغرقد والزقوم..وقد علمت وصف تي الشجرة في القرآن فطلعها "كأنه رؤوس الشياطين"

 

وإن كان الله قد عافاك مما سبق وغيره مما لم يذكر وما أكثرها الأدواء..فاحترس من الإبطاء.. فإنه مظنة التوقف..وهو أول طريق القهقرى..

 

بل تحاش أن لايكون يومك خيرا من أمسك..وغدك خيرا من يومك..

 

فإن تعثرت..فكل ابن آدم خطاء..وخير الخطائين ما تعلم

ولا تستوحش من قلة السالكين..ولكن قل لعلي أكثّر سوادهم..

واعلم أن أجرك بقدر غربتك..وبلاءك بقدر إيمانك..

 

فتزود لسفرك  بزاد التقوى والصبر وحب الجهاد وأهله..وستجد نهاية هذا الطريق..موصولة بالصراط المضروب على ظهر جهنم..

 

فبقدر ما تتزود في الصراط الأول..تكون نجاتك وسعادتك وسرعتك على الصراط الثاني

 

هذه معادلة العزة باختصار..

 

فشمر فإن حجة الله البالغة قائمة..وعليك يوم القيامة شاهدة

 

وليس يكفيك أن تغتاب الحكام-وغيبتهم حلال أو واجب-بل اعمل ما يدل أنك لو كنت حاكما سيكون فعلك مشرفا

ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.
الكاتب: أبو القاسم المقدسي
التاريخ: 28/12/2006