والرسول لا بواكي له بقلم محمد القحطاني
يوم أبي طلحة
في يوم أحد وما أدراك ما ذلك اليوم , حينما كُسر جيش المسلمين وما بقي حول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سوى قلة قليلة وكان منهم أيضا امرأة باسلة , كان ذلك المغوار يصد السهام عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بيده حتى شلت يمينه بسبب ذلك وكان يقول للرسول صلى الله عليه وآله وسلم
(يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك )
فكان الصديق رضي الله عنه دائما ما كان يقول إذا ذكر يوم أحد بأنه يوم طلحة !
ما إن يسقط أحد الأئمة أو الخلفاء أو الطبول أو حتى أي صحفي كادح !! حتى يفز الناس وتنهمر الدموع التماسيحية والحِمارية و-الغلبانة-وتُكتب القصائد على كل بحر ونهر وبركة سباحة وتقوم الدنيا لذلك الحدث كأنه انفجار هيروشيما .
لكن إذا كانت القضية تتعلق بالدين لا تسمع ولا تشم ولا تذوق ولا تحس ولا ترى إلاّ الشيء اليسير إلاّ إذا وافق هواهم ولم يُغضب عليهم أصحاب العصي !
فأصبح من مسلمات الواقع عندهم أن نصرة الدين تتم بعد شرطين مجتمعين:
1- موافقة أمريكا .
2- موافقة الهوى ومصلحة الكرسي .
ولم يتبقى سوى وضع هذين الشرطين في كتب الفقه المعاصرة وربما بعض العمائم قد ترحب بهذا الاجتهاد !
صلى عليك الله يا علم الهدى /// ما لاح فجر أو تعبّد طــائع
إن الشعوب لا تلام بقدر لومنا للأجهزة المؤثرة عليهم (سياسية/ إعلامية/ دينية/ تعليمية/فنية ) فهم من يأسرون الرأي العام ويحركون أغلبيته لذلك تنفق الملايين على هذه الأجهزة حرصا على دوام هذا التخدير!
والله لم نطالب بتجهيز الأسراب الحربية والأساطيل العسكرية والضفادع البشريةإن بقوا على لياقتهم فربما يكون بعضهم قد تحول الآن إلى قنديل بحر أو سلطعون من قلة التدريب الجاد][، والجيوش الجرارة لغزو الدنمارك أو إرسال صواريخ عابرة قارات قرب سواحلهم كرسالة تحذير أخيرة , إنما نريد ربع هذا المجهود الذي نراه يُصب على بعض الأحداث بإسراف أخرق مع احترامي لكل المشاعر والآراء سواء على الصعيد السياسي أو حتى الرياضي أو غيرها فإن الدين له حرمة وله قداسة يجب أن نكون أكثر حزما وجدية واجتهادا في نصرة ديننا والذب عن حرماته فكيف والأمر والقضية قضية محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعظم رجل في البشرية كلها .
والله ما طالبنا بالمستحيل[وإنما بالمستطاع ومع كثرة الأوجاع و وتكالب الشر من كل الجهات وبكل الأساليب فإننا مسلمون وحقيقة الإسلام هي أن نثبت ونقاوم كل بقدر طاقته حفاظا على مسلمات الدين وثوابته مهما كان الأمر فنموت أحراراً كراما .
قصة لا أنساها ما حييت
في أحد مراكز التدريب على اللغة الإنجليزية لدى إحدى الشركات الكبرى في بلاد الحرمين حرسها الله كان هناك مدرس غربي يحب إثارة النقاط التشكيكية وكان الفصل كله من المسلمين ولكنهم من غير الملتزمين فطرح الخبيث موضوعا عن الزواج والتعدد حتى وصل إلى أن استهزأ وقال بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يضحك علينا و يتزوج أكثر , فما كان من أحد المسلمين إلا وقد تملكته قوة جعلته يرفع الطاولة ويرميها من على بعد على الأستاذ الخبيث وينقض عليه كالأسد فأدى ذلك إلى إصابة الأستاذ الخبيث إصابات بليغة وأحيلوا إلى المحكمة وأسفرت القضية عن ركل هذا الخبيث خارج البلاد وإبقاء هذا الأسد في مكانه .
قرأت أخبارا بالأمس عن بعض الشركات الكبرى والأثرياء المسلمين الذي قاطعوا المنتجات الدنماركية وهناك تحركات إيجابية لبعض المسؤلين الكبار في بعض الدول آمل أن تثمر جهودهم أيدهم الله وفتح عليهم وأقل شيء نفعله كأدباء في هذه الحادثة هو الدعاء والكتابة .
أقول أيها الأحباب لنعمل ما بوسعنا ولنتبايع على التضحية والفداء للدين ولنجدد مواثيقنا وعهودنا ولنستعد جيدا فالقادم أهول بكثير مما مر فإنها حرب صليبية وبكافة الأساليب... ولكنني بين كل ذلك أرى الفجر الصادق تغازلني أشعته وكلما غازلتني أشعته ابتسمت و قلت لا إله إلا الله محمد رسول الله !
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
[محمد القحطاني
بلاد الحرمين
25/12/1426 هـ الكاتب: محمد القحطاني التاريخ: 28/12/2006 عدد القراء: 5691
أضف تعليقك على الموضوع
|