انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  أنظروا هؤلاء الذين يشتمون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، في شمال شرق إيران يزورون مقابر عليها الشواهد : أعضاء تناسلية وعلى بعض الأضرحة صورة الخميني !!  |  فيلم غربي يفضح عنصرية الصهاينة  |  المرجع (الحسني الصرخي) واقتتال أتباع المرجعيات الشيعية في جنوب العراق - ظاهرة جديرة بالاهتمام والتحليل..!   |  بربكم ماذا أقول للإمام الخميني يوم القيامة؟ هذا ما قاله عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية لضباط شرطة شيعة خدموا وطنهم بإخلاص....!!!  |  (حسن نصر اللاة) يقول: مايحدث في حمص المنكوبة هو مجرد فبركات إعلامية..! - تفضل شوف الفلم يا أعمى البصر والبصيرة.. تحذير: مشاهد مؤلمة  |  شهادة شاهد عيان شارك في مذبحة حماة  |  
 الصفحة الرئيسية
 قـسـم الـمـقـــالات
 خـزانــة الـفـتاوى
 الــركـن الأدبــــي
 مكتبة الصـوتيـات
 مكتبة المـرئـيـات
 كـُتـاب الـمـوقــع
 مشاركات الـزوار
 مكتبـة الأخـبـــار
 مكتبـة المـوقـــع
 تحـت الـمـجـهــر
 خدمات عامة
 راســلــنــــــا
 محرك البحث
 مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali وهذا عنوان حسابه الجديد hamedalalinew

    رسالة إلى المجاهدين في سبيل الله ..

حفظ في المفضلة
أرسل الموضوع
طباعة الموضوع
تعـليقـات الـزوار


رسالة

إلى المجاهدين في سبيل الله 

 

بقلم

عبد العزيز بن محمّد

  

 

   إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا.من يهده الله فلا مُضلَّ له،ومن يُضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.

 

   أما بعد.

 

   فهذه رسالة إلى المجاهدين في سبيل الله عزّ وجلّ.وأقول للمجاهدين: أُثبتوا على درب الجهاد واصبروا عليه،فإنّكم والله في نعمة عظيمة مِن الله.فالجهاد في سبيل الله تعالى مِن فضل الله يَمُنُّ به على مَن يشاء مِن عباده.كما قال الله عزّ وجلّ (يا أيّها الذين آمنوا مَن يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لَوْمَة لائم ذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء والله واسع عليم) [ألمائدة:54].

 

   فهؤلاء القوم الذين يحبّهم الله تعالى ويحبّونه يوالون المؤمنين في الله.ويعادون الكافرين في الله.ويجاهدون مِن أجل إعلاء كلمة الله تعالى.  لا يخافون لَوْمَة لائم.ولا تثنيهم عن عزمهم طعون الطاعنين ولا كلمات الشانئين.

 

   فهنيئاً لهؤلاء القوم تزكية الله تعالى لهم وثناؤه عليهم وشهادته باستقامة منهجهم.فجدير بهم أن لا يفرّطوا بهذا الفضل العظيم الذي مَنّ الله تعالى به عليهم.

 

   فهذه الآية العظيمة تزكّي المجاهدين في سبيل الله.فلهم فيها كفاية وغنى وفخر.

 

   والمقاتلون في سبيل الله يحبّهم الله عزّ وجلّ كما قال الله تعالى (إنّ الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنّهم بنيانٌ مرصوص) [ألصف:4].

 

   وأثنى الله تعالى على المجاهدين بالصدق فقال (إنّما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابوا وجاهَدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) [ألحجرات:15].

 

   وأخبر الله تعالى عن المجاهدين بالفوز كما قال تعالى (أجعلتم سِقاية الحاجِّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند اللهِ واللهُ لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظمُ درجةً عند الله وأولئك هم الفائزون يبشّرهم ربهم برحمةٍ منه ورضوانٍ وجنّاتٍ لهم فيها نعيمٌ مقيم خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجرٌ عظيم) [التوبة :19-22].

 

   والمجاهد بنفسه وماله في سبيل الله هو أفضل الناس كما شهد له الرسول صلّى الله عليه وسلّم بهذا.فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (أتى رجلٌ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أي الناس أفضل ؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله. قال ثم مَن ؟ قال: مؤمن في شِعْبٍ من الشِّعاب يعبد الله ويدع الناس من شرّه) متفق عليه.

 

   وأفضل العمل: الإيمان بالله تعالى والجهاد في سبيله.كما روى البخاريّ ومسلم عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيُّ العمل أفضل ؟ قال: إيمانٌ بالله وجهادٌ في سبيله..) ألحديث.

 

   والجهاد في سبيل الله ذِروة سنام الأمر،فهو أعلى شيء فيه.كما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (رأس الأمر الإسلام.وعموده الصلاة.وذِروة سنامه الجهاد).صحيح جامع الترمذيّ للألبانيّ.

 

   فهذه النصوص العظيمة وغيرها كثير في فضل الجهاد والثناء على المجاهدين وتزكيتهم وبيان ما لهم مِن الثواب العظيم هي تستلزم الثبات،وتستنهض الهمم لسلوك درب الجهاد وقتال الكفار أعداء الدين.

 

فَصْل

   إنّ الجهاد في سبيل الله عبادة لله عزّ وجلّ،وطاعة وقُرْبة.فأهل الإسلام يعادون الكفّار في الله.ويجاهدونهم مِن أجل إعلاء كلمة الله.ويقاتلون أهل الكفر حتّى يكون الدين كلّه لله.كما أمر الله تعالى بهذا فقال (وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكونَ الدين كلّه لله) [ألأنفال:39].

 

   وإِمام المجاهدين عليه الصلاة والسلام قال (بُعِثْتُ بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله تعالى وحده لا شريك له).رواه أحمد وهو في صحيح الجامع.

 

   وقال (أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن ّ محمّداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مِنّي دماءهم وأموالهم إلا بحقّ الإسلام وحسابهم على الله).متفق عليه.

 

   فالجهاد في سبيل الله عبادة نتقرّب به إلى الله عزّ وجلّ.وعمل عظيم مِن أعمال أهل الإسلام أمرهم الله تعالى به.وهو ماضٍ في هذه الأمّة      لا ينقطع.كما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم  (لا تزال طائفةٌ من أمّتي يقاتلون على الحقِّ ظاهرين إلى يوم القيامة).رواه مسلم.وفي لفظ:      (لا تزال طائفةٌ من أمّتي ظاهرين على الحقِّ لا يضرّهم من خذلهم حتّى يأتيَ أمر الله وهم كذلك).متفق عليه واللفظ لمسلم.

 

   فالجهاد في سبيل الله صفة لازمة للطائفة المنصورة.

 

   وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (ألخيلُ مَعْقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة،ألأجر والمَغنم).متفق عليه.

 

   قال ابن حجر رحمه الله في بيان بعض فوائد الحديث: (وفيه أيضاً بشرى ببقاء الإسلام وأهله إلى يوم القيامة.لأنّ مِنْ لازم بقاء الجهاد بقاء المجاهدين وهم المسلمون).فتح الباري (6/70).

 

   وكذا استدلّ الإمام النووي بهذا الحديث في شرح صحيح مسلم (13/16) على أنّ الجهاد باقٍ إلى يوم القيامة.

 

   فهذه العبادة العظيمة ـ الجهاد ـ الذي هو ذِروة سنام الأمر لا يتغيّر أبداً عن هذا الوصف.فالمجاهدون في سبيل الله ماضون عليه بثَبات وعزيمة قويّة بمشيئة الله تعالى.ولا يساومون عليه،ولا يعاوضون به غيره.والمجاهدون في سبيل الله لا يقاتلون مِن أجل أمر دنيويّ عَرَض لهم.وإنّما الجهاد فريضة مِن الله ربّ العالمين لإعلاء كلمة الله.فهم يقاتلون على هذا الأصل العظيم.

 

   وإذا تأمّلتَ أخي هذا الأمر ازددتَ ثباتاً على الجهاد،وازددتَ محبّةً لهذا العمل العظيم. 

 

فَصْل

   أيّها المجاهدون.إنّ العزّة ملازمة للجهاد.فالمؤمن المجاهد في سبيل الله يعزّه الله تعالى وينصره ويؤيده ويحفظه.

 

   والتولي عن الجهاد سبب للذلّ.فقد صح عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال (إذا تبايعتم بالعِيْنة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتّى ترجعوا إلى دينكم) ألسلسلة ألصحيحة للألبانيّ.

 

   إنّ النصر مِن الله القويّ العزيز وحده.وليس النصر بعَدد ولا بعُدّة.فقد قال تعالى (ولقد نصركم الله بِبَدر وأنتم أذلّة فاتّقوا الله لعلّكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألَنْ يكفيَكم أن يُمِدّكم ربّكم بثلاثة آلاف مِن الملائكة مُنْزَلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم مِن فَوْرهم هذا يُمْددكم ربّكم بخمسة آلاف مِن الملائكة مُسَوِّمين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولِتطمئنّ قلوبكم به وما النصر إلا مِن عند الله العزيز الحكيم) [آل عمران:123ـ126].

 

   والله تعالى وعد المؤمنين المجاهدين بالنصر.وهو معهم بتأييده وحفظه.كما قال تعالى (ولَيَنصرنَّ اللهُ من ينصرُه إنّ الله لقويٌّ عزيز) [ألحجّ:40].

 

   وقال تعالى (يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصرْكم ويثبّتْ أقدامكم والذين كفروا فتَعْساً لهم وأضلّ أعمالهم ذلك بأنّهم كرِهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم أفَلَمْ يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين مِنْ قبلهم دمّر الله عليهم وللكافرين أمثالُها ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم) [سورة محمّد صلّى الله عليه وسلّم:7ـ11].

 

   وقال تعالى (وكان حقّاً علينا نَصْرُ المؤمنين) [ألروم:47].

 

   وقال تعالى (ولقد سبَقَتْ كلمتنا لعبادنا المرسلين إنّهم لهم المنصورون وإنّ جندنا لهم الغالبون) [ألصافّات:171ـ173].

 

   فالمؤمن المجاهد مِن أجل إعلاء كلمة الله منصور بإذن الله.والمجاهدون في سبيل الله وإن كانوا أقلّ مِن عدوّهم عدداً وعُدّة،وإن أصابهم الألم والجراح والتشريد والقتل فإنّ المجاهدين غالبون لعدوّهم بإذن الله تعالى.

 

   فالله جلّ وعلا حكم بنصر أوليائه المجاهدين على الكفار.ونحن نرى هذا النصر جليّاً بين أظهرنا في أرض العراق.فالمجاهدون هنا يُلحقون بأهل الكفر بأصنافهم ومللهم خسائر عظيمة.ويذيقونهم ضرباتٍ موجعة.وكلّ هذا مِن فضل الله تعالى وحده لا شريك له.

 

   فالنصر للمؤمنين المجاهدين في سبيل الله.فاستيقِنوا به يا عباد الله.فقد مدح الله تعالى المتوكّلين عليه،الذين يحسنون الظنّ به سبحانه،الموقنين بنصر الله وتأييده للمؤمنين فقال (الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشَوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونِعْم الوكيل فانقلَبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ واتّبَعوا رضوان الله والله ذو فضلٍ عظيم إنّما ذلكم الشيطان يُخوِّف أولياءَه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين) [آل عمران:173ـ175].

 

   وقال الله تعالى (ولمّا رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً)[ألأحزاب:22].

 

   وأمّا المَكَاره التي تصيب المجاهدين فإنّها لا تثنيهم عن عزمهم،     

 

 ولا تضعف همّتهم.فهذه المكاره ابتلاء يُقابَل بالصبر والاحتساب.وعاقبة الصبر على الأذى في الله عاقبة محمودة.وأمّة الإسلام بفضل الله هي أمّة الصبر والمصابرة والمُرَابَطة.والله تعالى يتولّى الصابرين،كما قال تعالى (قال الذين يظنّون أنّهم ملاقوا الله كم مِن فئةٍ قليلة غَلَبَتْ فئةً كثيرة بإذن اللهِ واللهُ مع الصابرين) [ألبقرة:249].وأخبرنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ النصر مع الصبر.رواه أحمد وهو في ألسلسلة الصحيحة للألبانيّ،  ألمجلّد الخامس.وفي صحيح الجامع.

 

   قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (فقوله صلّى الله عليه وسلّم (إنّ النصر مع الصبر) يشمل النصر في الجِهادَين: جهاد العدوّ الظاهر،وجهاد العدوّ الباطن.فمَن صبر فيهما نُصر وظفر بعدوّه.ومَن لم يصبر فيهما وجزع قُهِر وصار أسيراً لعدوّه أو قتيلاً له).جامع العلوم والحِكَم ص262.

 

   فلا يَهِن المجاهدون لِما يصيبهم.فقد نهى الله عن الوهن والضعف فقال (ولا تَهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين) [آل عمران:139].

 

   وقال تعالى (ولا تَهِنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون مِن الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً) [ألنساء:104].

 

     قال ابن كثير رحمه الله: (أي: لا تضعفوا في طلب عدوّكم،بل جدّوا فيهم وقاتلوهم واقعدوا لهم كلّ مرصد.(إنْ تكونوا تأْلمون فإنّهم يأْلمون كما تأْلمون) أي: كما يصيبكم الجراح والقتل كذلك يحصل لهم.كما قال تعالى (إنْ يمسسكم قرحٌ فقد مسَّ القوم قرحٌ مثله) [آل عمران:140].

 

   ثمّ قال تعالى (وترجون مِن الله ما لا يرجون) أي: أنتم وإيّاهم   

 

  سواء فيما يصيبكم وإيّاهم مِن الجِراح والآلام،ولكن أنتم ترجون مِن الله  المثوبة والنصر والتأييد كما وعدكم إيّاه في كتابه وعلى لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم،وهو وعد حقّ،وخبر صدق.وهم لا يرجون شيئاً مِن ذلك.فأنتم أولى بالجهاد منهم،وأشدّ رغبةً فيه وفي إقامة كلمة الله وإعلائها).ألتفسير (1/521).

 

   فالجهاد في سبيل الله لا ينتهي ولا يتوقّف لأنّ المؤمنين المجاهدين أصابهم القتل والأسر والجراح وأنواع الأذى.فالجهاد في سبيل الله كما ذكرنا عبادة عظيمة نتقرّب به إلى الله عزّ وجلّ.ومنزلته شريفة لا تزال معمورة ينزلها المجاهدون.وهو طريق موصلٌ إلى الجنّة لا يزال يسلكه المقاتلون في سبيل الله.

   فأيّ قيمة للألم والجراح والأذى مع النصر في الدنيا الذي يناله المجاهدون في سبيل الله ؟ وأيّ قيمة لكلّ تلك المصائب مع الجنّة ؟ إنّها والله الجنّة.فمَن فاز بها فهو في النعيم المقيم.لا خوف عليه فيما يستقبل مِن أمره،ولا يحزن على ما مضى.

 

   ولنا أسوة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم.فلمّا أوذوا في سبيل الله وأُخرجوا مِن ديارهم وعُذّبوا هل صدّهم ذلك عن دينهم ؟ وهل أضعف همّتهم وأثّر في عزمهم على نصر الدين ؟

 

   إنّ ما أصابهم مِن الأذى في سبيل الله لم يكن ليُضعفهم ويُقعدهم عن الجهاد في سبيل الله.فهكذا فليكن المجاهدون اليوم.

 

   لقد لقيَ الصحابة ألواناً مِن الأذى في سبيل الله.فصبروا لأنّهم كانوا مؤمنين صادقين موقنين بنصر الله القويّ العزيز.وما نالوا العزّ والنصر والثواب العظيم مع الراحة والسكون ورغد العيش.فلْنأخذ الدروس مِن أيّامهم.

 

   إنّ الكفّار يكيدون مخذولين لإضعاف همّة المجاهدين مِن خلال التنكيل بهم والنَّيل منهم،ومِن خلال خداع الناس بالتظاهر بالغلبة.وهو والله كَيْدٌ ضعيف ومَكْرٌ سيء لا يحيق إلا بأهله.وقد وصف الله تعالى كَيْد الشيطان بأنّه كَيْد ضعيف وأمر بقتال أولياء الشيطان فقال تعالى (الذين آمنوا يقاتِلون في سبيل الله والذين كفروا يُقاتِلون في سبيل الطاغوت فقاتِلوا أولياء الشيطان إنّ كَيْد الشيطان كان ضعيفاً) [ألنساء:76].

 

   ولم يُثْنِ كيدهم هذا يوماً الصادقين عن الجهاد في سبيل الله.فالعاقبة للمتّقين.والله معهم بنصره وتأييده.كما قال الله تعالى (والعاقبة للمتّقين) [ألأعراف:128].وقال تعالى (يا أيّها الذين آمنوا قاتِلوا الذين يَلونكم مِن الكفّار ولْيجدوا فيكم غلظة واعلموا أنّ الله مع المتّقين) [ألتوبة:123].

 

   وقال تعالى (إنّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون) [ألنحل:128].

 

   والله جلّ وعلا وعد المجاهدين المؤمنين بالنصر.لا مِرية في خبر الله. فما يصيب المجاهدين المؤمنين مِن الأذى في سبيل الله لا يعكس ما أخبر به ربّ العالمين.

 

   ولْيستيقن المجاهدون المؤمنون هزيمةَ الكفار.فقد قال تعالى (يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصرْكم ويثبّتْ أقدامكم والذين كفروا فتَعْساً لهم وأضلّ أعمالهم ذلك بأنّهم كرِهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم أفَلَمْ يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين مِن قبلهم دمّر الله عليهم وللكافرين أمثالُها ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين     لا مولى لهم) [سورة محمّد صلّى الله عليه وسلّم:7ـ11].

 

   وقال الله تعالى (لن يضرّوكم إلا أذى وإنْ يقاتلوكم يُوَلّوكم الأدبار ثمّ  لا يُنصَرون)

 

[آل عمران:111].

 

   وقال تعالى (ولَوْ قاتَلكم الذين كفروا لَوَلّوا الأدبار ثمّ لا يجدون وليّاً ولا نصيراً سنّة الله التي قد خَلَتْ مِن قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلاً) [ألفتح:22ـ23].

 

   وقال تعالى (قل للذين كفروا ستُغلَبون وتُحشرون إلى جهنّم وبئس المهاد) [آل عمران:12].

 

   فلْيمضِ المجاهدون في سبيل الله.متوكّلين على الله عزّ وجلّ.متبرّئين مِن الحول والقوّة إلا بالله.ولْيحققوا الإيمان بالله تعالى لينصرهم الله.فالله يتولّى الصالحين ويحفظهم،كما قال تعالى (إنّ ولِيّيَ الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين) [ألأعراف:196].

 

   وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لابن عبّاس رضي الله عنهما (يا غلام إنّي أُعلّمك كلمات.احفظ الله يحفظك.احفظ الله تجده تجاهك.إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك.ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.رُفعت الأقلام وجفّت الصحف) رواه أحمد والترمذي وهو في صحيح جامع الترمذي للألباني.

 

   فيا أيّها المجاهدون.احفظوا الله تعالى في أمره ونهيه،وتحرّوا مرضاته عزّ وجلّ،واجتنبوا الذنوب واحذروها،يحفظكم الله ويكفكم أعداءكم وينصركم ويسدّدكم.

 

   قال الإمام المجاهد ابن النحّاس رحمه الله: (ومتى أخلّ المجاهد بشيء مِن صفات العبوديّة،أو تجرّد عن شيء مِن مظاهر الإيمان،أو تلبّس بفعل مِن أفعال المخالفين،صار مشابهاً للأعداء بوجه مِن وجوه الشَّبَه،وتلبّس بشيء مِن صفاتهم،وهذا يؤدي إلى شيء مِن الظلام والرَّان على قلبه،ويؤدي إلى إصابته بشيء مِن الرعب والجبن والذلّة والخذلان،وعند ذلك يصير راغباً في الفرار،لسكونه إلى الدنيا،وحرصه على الحياة ونحو ذلك.وبقدر عظم المخالفة وصغرها يكون تأثير هذه الصفات الذميمة فيه.وبذلك لا ينال النصر والظفر).مشارع الأشواق ص216 مِن التهذيب.

 

   وقال أيضاً رحمه الله: (وقد كان المجاهدون السابقون حَذِرين مِن الذنوب والمعاصي،لأنّهم يعلمون أثرها السيء على سَيْر المعركة،وأنّها قد تقود للهزيمة) ص217.

 

   ولْيحذر المجاهدون مِن الإعجاب بالكثرة.ولْيتأمّلوا قصّة حُنين فيأخذوا منها العِبَر.فلّما أُعجب المسلمون بكثرتهم لم تُغْنِ عنهم شيئاً.كما قال تعالى (لقد نصركم الله في مَواطن كثيرة ويوم حُنين إذ أعجبتكم كثرتكم  فلم تُغْنِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رَحُبَتْ ثمّ ولّيتم مدبرين ثمّ أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تَرَوها وعذّب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين) [ألتوبة:25ـ26].

 

   قال ابن كثير رحمه الله: (يذكر تعالى للمؤمنين فضله عليهم وإحسانه لديهم في نصره إيّاهم في مَواطن كثيرة مِن غزواتهم مع رسوله،وأنّ ذلك مِن عنده تعالى وبتأييده وتقديره،لا بعَددهم ولا بعُددهم.ونبّههم على أنّ النصر مِن عنده سواء قلّ الجمع أو كثر.فإنّ يوم حُنين أعجبتهم كثرتهم،ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئاً،فولّوا مدبرين إلا القليل منهم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.ثمّ أنزل نصره وتأييده على رسوله وعلى المؤمنين الذين معه كما سنبيّنه إن شاء الله تعالى مفصّلاً لِيُعلمهم أنّ النصر مِن عنده تعالى وحده وبإمداده وإنْ قلّ الجمع.فكم مِن فئة قليلة غَلَبَتْ فئة كثيرة بإذن الله،والله مع الصابرين).ألتفسير(2/328ـ329).

 

فَصْل

 

   وختاماً لهذه الرسالة فإنّي أوصي المجاهدين في سبيل الله بأن يواصلوا ضرباتهم لأهل الكفر،وأن يغلظوا عليهم.فقد قال تعالى (محمّدٌ رسول الله والذين معه أشدّاءُ على الكفّار رحماءُ بينهم) [ألفتح:29].

   قال ابن كثير رحمه الله: (وهذه صفة المؤمنين أن يكون أحدهم شديداً عنيفاً على الكفّار.رحيماً برّاً بالأخيار.غضوباً عبوساً في وجه الكافر.ضحوكاً بشوشاً في وجه أخيه المؤمن.كما قال تعالى (يا أيّها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم مِن الكفّار و


الكاتب: عبد العزيز بن محمّد
التاريخ: 28/12/2006
عدد القراء: 6121

أضف تعليقك على الموضوع

الاسم الكريم
البريد الإلكتروني
نص المشاركة
رمز الحماية 6556  

تعليقات القراء الكرام
 

اعلانات

 لقاء الشيخ حامد العلي ببرنامج ساعة ونصف على قناة اليوم 28 نوفمبر 2013م ـ تجديد الرابـط .. حلقة الشريعة والحياة عن نظام الحكم الإسلامي بتاريخ 4 نوفمبر 2012م
 خطبة الجمعة بالجامع الكبير بقطر جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بتاريخ 8 ربيع الآخر 1433هـ 2 مارس 2012م ... كتاب حصاد الثورات للشيخ حامد العلي يصل لبابك في أي مكان في العالم عبـر شركة التواصل هنا الرابط
 كلمة الشيخ حامد العلي في مظاهرة التضامن مع حمص بعد المجزرة التي ارتقى فيها أكثر من 400 شهيد 13 ربيع الأول 1433هـ ، 5 فبراير 2012م
 لقاء قناة الحوار مع الشيخ حامد العلي عن الثورات العربية
 أفلام مظاهرات الجمعة العظيمة والضحايا والشهداء وكل ما عله علاقة بذلك اليوم

جديد المقالات

 بيان في حكم الشريعة بخصوص الحصار الجائر على قطـر
 الرد على تعزية القسـام لزمرة النفاق والإجرام
 الدروس الوافيـة ، من معركة اللجان الخاوية
 الرد على خالد الشايع فيما زعمه من بطلان شرعية الثورة السورية المباركة !!
 خطبة عيد الأضحى لعام 1434هـ

جديد الفتاوى

 شيخ ما رأيك بفتوى الذي استدل بقوله تعالى" فلا كيل لكم عندي ولا تقربون " على جواز حصار قطر ؟!!
 فضيلة الشيخ ما قولكم في مفشّـر الأحلام الذي قال إن الثوب الإماراتي من السنة و الثوب الكويتي ليس من السنة ، بناء على حديث ورد ( وعليه ثاب قطرية ) وفسرها بأنه التفصيل الإماراتي الذي بدون رقبة للثوب !!
 أحكام صدقة الفطر
 أحكام الأضحية ؟
 بمناسبة ضرب الأمن للمتظاهرين السلميين في الكويت ! التعليق على فتوى الشيخ العلامة بن باز رحمه الله في تحريم ضرب الأمن للناس .

جديد الصوتيات

 محاضرة الشيخ حامد العلي التي ألقاها في جمعية الإصلاح ـ الرقة عن دور العلماء كاملة
 محاضرة قادسية الشام
 محاضرة البيان الوافي للعبر من نهاية القذافي
 نظم الدرر السنية في مجمل العقائد السنية للشيخ حامد العلي الجزء الأول والثاني
 إلى أم حمزة الخطيب الطفل الشهيد الذي قتله كلاب الطاغية بشار بعد التعذيب

جديد الأدب

 فتح غريان
 مرثية محمد الأمين ولد الحسن
 مرثية الشيخ حامد العلي في المجاهد الصابر مهدي عاكف رحمن الله الشهيد إن شاء الله المقتول ظلما في سجون سيسي فرعون مصر قاتله الله
 قصيدة ذكرى الإنتصار على الإنقلاب في تركيا
 قصيدة صمود قطـر


عدد الزوار: 48227602