فيا عبد المسيح أفق فهذا *** بدايته وهذا منتهاه
د. إسلام المازني
سمعت ورأيت أعمال القس زكريا بطرس وسبه لنا ولديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم، وكنت أقول :يكفيه ما حدث له من مشاكل ومهانة وهزائم في كل حواراته، لعله يفيق ...
ثم فوجئت بأن الحكومة التي منعت -كتبا إسلامية -سمحت بكتاب لرفيق له على الدرب يمتلئ أيضا بقلة العلم وقلة الأدب، ما بين مغالطات وتزوير للتاريخ وخداع للعقل ثم استعداء وإثارة بالتباكي
ولن أرد عليهما بالمثل
لكني أدعو الله لهما بالهداية
وأهديهما حوارا مؤدبا، لأن ديننا أمرنا بالأدب
وهو ملف كامل أوصي كل مسلم أن يحفظه ويتأمله جيدا، لأن الأمور في انحدار وقد تنجح خطة النصارى – مسرحيات معادية وذبح الناس في الصعيد - وتبدأ الحرب الأهلية، أو يصبح كل فرد مخاطبا بدعاوي التنصير نسأل الله العافية ، كما حدث في إندونيسيا وغيرها
ولا زال لي زملاء لا يرضون بما يحدث من الكنيسة، ولكن لم يصدر منهم رد رسمي، وأنا أدعوهم لذلك قبل أن يوصم الجميع
المهم
أعود للرجلين
أهديهما هذه النقول لعلهما يتقيان أو تحدث لهما ذكرا
قصيدة شمس الدين بن القيم رحمه الله
أعباد المسيح لنا سؤال *** نريد جوابه ممن وعاه
إذا مات الإله لصنع قوم *** أماتوه، فما هذا الإله!
وهل أرضاه ما نالوه منه؟ *** فبشراهم إذا نالوا رضاه
وإن سخط الذى فعلوه فيه *** فقُوّتهم إذن أوهت قواه!
وهل بقى الوجود بلا إله *** سميع يستجيب لمن دعاه!
وهل خلت الطباق السبع لما *** ثوى تحت التراب وقد علاه!
وهل خلت العوالم من إله *** يدبرها وقد سمرت يداه!
وكيف تخلت الأملاك عنه *** بنصرهم وقد سمعوا بكاه!
وكيف أطاقت الخشبات حمل *** الإله الحق شد على قفاه!
وكيف دنى الحديد حتى *** يخالطه ويلحقه أذاه!
وكيف تمكنت أيدى عداه *** وطالت حيث قد صفعوا قفاه
وهل عاد المسيح إلى حياة *** أم المحي له رب سواه ؟
ويا عجب لقبر ضم ربا *** وأعجب منه بطن قد حواه!
أقام هناك تسعاً من شهور *** لدى الظلمات من حيض غذاه!
وشق الفرج مولودا صغيرا *** ضعيفا فاتحا للثدى فاه!
ويأكل ثم يشرب ثم يأتى *** بلازم ذاك ..هل هذا إله
تعالى الله عن إفك النصارى *** سيسأل كلهم عما افتراه
أعباد الصليب لأي معنى *** يُعظم أو يقبح من رماه؟
وهل تقضى العقول بغير كسر *** وإحراق له ولمن براه
إذا ركب الإله عليه كرها *** وقد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقا *** فَدُسه ولا تَبُسه إذا تراه
يهان عليه رب الخلق طرا *** وتعبده! فإنك من عداه
فإن عظمته من أجل أن قد *** حوى رب العباد وقد علاه
وقد فقد الصليب فإن رأينا *** له شكلا تذكرنا ثناه
فهلا للقبور سجدت طرا *** لضم القبر ربك فى حشاه!
فيا عبد المسيح أفق فهذا *** بدايته وهذا منتهاه
وهنا فقرات هامة من مقال د. زينب عبد العزيز
مع تحفظي على تسميتهم بالمسيحيين فالمسيح كان مسلما والحواريون قالوا ( قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ربنآ آمنا بمآ أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين )
ويمكن تسميتهم عباد المسيح
وهم أهل ذمة وعهد
المسيحية والألف الثالثة
إلى المواطن المصرى الدكتور/ الأنبا يوحنا قلتا ..
عرض وتعليق: د. زينب عبد العزيز
يمكن تقسيم القضايا المطروحة إلى عدة مجموعات حتى يسهل تناولها تباعا وهى: نغمات نشاز ؛ خلافات عقائدية مسيحية؛ الإسلام؛ قضايا الساعة؛ والحوار ..
وأبدأ بالنغمات النشاز ، لا لأهميتها فحسب ، ولكن لاستبعادها من المناقشة هنا حيث أن حيز المقال لا يسمح بتناولها بشئ من التفصيل ، ولأنها قُتلت بحثا .. ومن هذه النغمات النشاز :
تكرار أن مصر بأسرها كانت قبطية أيام الفتح الإسلامى ، وأن عدد الأقباط كان آنذاك أربعة ملايين نسمة ، ولوم المؤرخين على "إسقاط العصر المسيحى" من تاريخ مصر ، والتأكيد على أنه قد إمتد ستة قرون : " سته قرون سادت فيها المسيحية وسيطرت الكنيسة " أو "حكمت" .. والإصرار على عبارة "مصر القبطية " ، و "الشعب القبطى" وعلى أن كلمة " مصر " تعنى " قبط " وإن القبط وحدهم هم المصريون الحقيقيون وهم سلالة المصريين القدماء أصحاب البلد ، وإن المصريين المسلمين دخلاء ، بل والقول بأن كل المنطقة العربية كانت مسيحية بما في ذلك شبه الجزيرة العربية ومكة والمدينة ، وأنها قد دخلت الإسلام بسبب الخلافات العقائدية المسيحية أو بسبب انتشار الإسلام بالسلاح وفرض الجزية قهرا .. وتكرار أن العرب أو أعراب شبه الجزيرة عبارة عن قبائل من " الجياع والعطشى " قد احتلوا البلدان المسيحية ، و" تحول حال المسيحيين من أغلبية إلى أقلية وسط بحر زاخر من المسلمين " وأن الإسلام قد أخذ عن القانون الساسانى الفارسى، وإثارة قضية خلق القرآن أكثر من مرة ، وما إلى ذلك من القضايا التى لا يؤدى إثارتها إلا إلى المساس بمصداقية الكاتب و أمانته العلمية..
إن مصر بأسرها لم تكن قبطية في أى وقت من الأوقات ، لا كمرحلة إنتقالية بين العصر الفرعونى والإسلامى ، ولا أيام الفتح الإسلامى ، بل و لم يحدث فى التاريخ أن كان الأقباط يمثلون الأغلبية فى أى وقت من الأوقات ، فقد كان هناك المستعمر اليونانى والرومانى بجلياتهما التى كانت تمثل الطبقة الحاكمة بجنودها و جيشها ، وجاليات اليهود والوثنيين والمصريين القدماء الذين استمرت معابدهم إلى ما بعد الفتح الإسلامى ، فالمسيحية كانت تحارب بضراوة حتى عام 381 عندما أعلنها قسطنطين ديانة رسمية هناك .. فكيف يمكن أن يصل عدد أقباط مصر إلى أربعة ملايين آنذاك في حوالى قرنين ؟!
وبمناسبة تكرار تساؤلك حول تعداد مسيحيي الشرق وتعداد أقباط مصر ومسيحييها ، وأنه " لا توجد إحصائية تحدد ذلك " فيمكنك الرجوع إلى ما أعلنه الفاتيكان من أن عدد المسيحيين في الشرق الاوسط إثنا عشر مليونا ، منهم أربعة ملايين نسمة تقريبا في مصر ( كتاب الجغرافيا السياسية للفاتيكان ) ، وهى نفس الأرقام الواردة بأحدث المراجع ، ومنها "موسوعة تاريخ المسيحية " الصادرة في ابريل عام 2000... وإثارة نغمات نشاز من هذا القبيل لا تعنى في الواقع سوى ترديد مطالب الغرب السياسية المتعصبة الذى يسعى حثيثا إلى تقسيم العالم العربى والإسلامى ليسهل تنصيره وحكمه كما يعلنون و كما هو واضح جلى من مجرى الأحداث...
وهنا أضيف في عجالة أيضا وللعلم ، أن اسم مصر Egypt مشتق من كلمة "كمت" الهيروغليفية وتعنى " الأرض السوداء " ، وأن كلمة " قبط " مشتقة من اسم مدينة " قفط " بالصعيد وكان اسمها coptos أيام اليونان والرومان ، ولا تزال الخرائط القديمة تحمل هذا الاسم ، ومن المعروف أن أوائل المسيحيين المصريين كانوا يهربون من المذابح اليونانية والرومانية إلى أقاصى الصعيد وتجمعوا في مدينة قفط وضواحيها وصار منها اسم قبط ..
وملحوظة أخيرة حول هذه النغمات النشاز : إن الإسلام لم ينتشر بالسلاح والقهر والاستبداد وإنما التعصب الكنسى هو الذى مارس ذلك ، والتاريخ الدموى للكنيسة معروف في صراعه على السلطة منذ بداية تكوينها حتى يومنا هذا ، والإنقسام الجذرى الذى اشرت إليه والذى وقع في القرن الحادى عشر، ثم ذلك الذى وقع في القرن الخامس عشر لم يكن إلا نتيجة لذلك الصراع الدائر بين السلطة الكنسية والسلطة المدنية ، ولم تقم فرنسا أيام الثورة الفرنسية بالفصل بين السلطتين من فراغ ، وهو ما قامت به ثانية عام 1905 عندما لم يرتدع التعصب الكنسى .. وما أكثر ما كُتب في هذا المجال .. فتلك المجازر هى التى أدت بالغرب المسيحى إلى الإلحاد والعلمانية إضافة إلى كل ما كشف عنه التقدم العلمى من تعديل وتبديل في ترجمة النصوص المسيحية و الأناجيل.. فلننتقل إلى نقطة الخلافات العقائدية في تلك المسيحية ..
لقد اشرت طوال كتابك إلى تواريخ معيّنة وإلى مجامع بعينها كما أشرت إلى خلافات محزنة ، كما تقول ، وإلى الإنشقاقات الناجمة عنها ، دون أن توضح ما الذى حدث تحديدا. ولكى نكون منصفين ، إن كنا نود أن نضع حدا لكل ما يوجد من خلافات سواء بين المسيحيين بعضهم بعضا أو بين المسيحيين والمسلمين ، فمن الأمانة الموضوعية أن نقول بإيجاز شديد ما الذى دار في هذه المجامع أو تلك التواريخ التى اكتفيت بالإشارة إليها ، حتى يكون القارئ على بيّنة من الأحداث ، خاصة بعد أن قال موريس بوكاى عن حق : " إن أغلب المسيحيين لا يعرفون أن المسيحية قد تم تحريفها عبر المجامع على مر العصور ، كما أنهم لا يعرفون إن الأناجيل التى بين أيديهم لم يكتبها أولئك الذين هى معروفة باسمائهم " ( الإنجيل والقرآن والعلم ) .
والمجامع التى اشرت اليها هى : مجمع سنه 49 في اورشليم ، ومجمع نيقية الأول سنه 325 ، ومجمع القسطنطينية سنه 381 ، وأفسوس سنه 431 ، وخلقيدونيا سنه 451 ، والقسطنطينية الثانى سنه 553 ، والثالث سنه 681 ، ثم انتقلت فجأة وبلا مقدمات إلى اتفاق تم حول " طبيعة المسيح أو شخصه القدوس " ، و تم حسم هذا الخلاف يوم 22/2/1988 بين البابا يوحنا بولس الثانى والبابا شنودة ، عن طريق لجنة الحوار المشتركة بين الكنيستين ، وأوردت نص الإتفاق الذى يقول:
" نؤمن أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلمة المتجدد هو كامل في ناسوته ، و جعل ناسوته واحدا مع لاهوته بغير اختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ولا تشويش وفى نفس الوقت نحرّم كلا من تعاليم نستور و أوطيخي " (صفحة 79).
والجملة الأولى في هذا النص اللاهوتي بين الكنيستين "نؤمن أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" وما كررته كثيرا من "أن المسيح هو الله " أو " المسيح الإله" أو "الله الثالوث المقدس" أو "المسيحية هي الإيمان بالمسيح الإله" ، أو" الله المتجسد في المسيح" كل هذه العبارات وكثيرغيرها لا تتفق وما تحاول نفيه من شرك بالله أو من نفى للتعددية فى المسيحية.. وهي نقطة جوهرية أو هي النقطة الجوهرية الأساسية في الخلاف بين الإسلام والمسيحية ، وسوف نعود إليها فيما بعد . ولنواصل التواريخ والمجامع التي أشرت إليها ..
فقد أشرت بعد ذلك إلى مجمع 1054 الذي " قسم المسيحية إلى شرقية وغربية " ثم "ثورة الإصلاح" ، ثم أشرت إلى مجمع الفاتيكان الأول عام 1869، ومجمع الفاتيكان الثاني عام 1965 ، إضافة إلى الإشارة إلى اسمين أو ثلاثة بمرارة شديدة هما أريوس ونستور وأوطيخي الذين تواصل الكنيسة حرمانهم حتى يومنا هذا ..
ولكي يكون القارئ على بينة من الأحداث سنتناول هذه المجامع والأسماء باختصار شديد لكى يدرك القارىء أو يفهم ما الذى تتحدث عنه فى كتابك :
49 مجمع أورشليم : وهو أول مجمع عقد في كنيسة أورشليم من أجل تدارس إلغاء الختان الذي كان يقف عقبة في سبيل اعتناق الوثنيين للمسيحية ، وقام صراع بين بولس وبرنابا (أعمال ارسل 15 : 1-2 و 5) فذهبا للقاء الأسقف يعقوب ، أخو الرب (غلاطية 1: 19) أسقف كنيسة أورشليم وتدارسوا الموضوع واقترح بولس إلغاء الختان ( الذي أراده الرب عهدا أزليا أبديا) وقام يعقوب أسقف الكنيسة بإعلان ذلك بحكم منصبه ( أعمال الرسل 15 : 19 –21 ). والمعروف أن بولس لم ير السيد المسيح ولم يكن من الحواريين كما أنه لا يحق له إلغاء ما شرّعه الله ..
325 مجمع نيقية الأول : هو المجمع الذي تم فيه تأليه السيد المسيح ، وذلك على عكس الآيات التي لا تزال موجودة والتي يفرق فيها هو بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، أو تلك التي تقول أنه نبي. وقد تمت صياغة عقيدة الإيمان في هذا المجمع ، ونصها : " نؤمن بإله واحد ألآب القوي ، خالق كل الكائنات المرئية وغير المرئية ، وبرب واحد يسوع المسيح ، ابن الله المولود من الآب ، المولود الوحيد ، أي من نفس طبيعة الآب ، إله من إله ، نور من نور، إله حقيقي من إله حقيقي ، مولود وليس مخلوق ، من نفس طبيعة الآب ، الذي به قد تم كل شئ ، ما هو في السماء وما هو في الأرض ، والذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا قد نزل وتجسد ، وجعل نفسه إنسانا ، وتألم وبعث في اليوم الثالث ، وصعد إلى السماوات ، وسيعود ليحاكم الأحياء والأموات، و(نؤمن) بالروح القدس . والذين يقولون " كان هناك زمن لم يكن موجودا فيه ولم يكن موجودا قبل أن يولد وأنه صار بعد أن لم يكن موجودا ، أو أنه من أي أقنوم أو طبيعة أخرى" ، أو الذين يؤكدون أن ابن الله قابل للتغير أو التحلل ، فان الكنيسة الكاثوليكية والرسولية تلعنهم ".
وكان هذا المجمع قد عقد لإدانة أريوس وحرمانه لأنه كان رافضا لتأليه السيد المسيح (نصوص عقيدة الإيمان مأخوذه من كتاب تاريخ ونصوص المجامع المسكونية 1994) .
381 – مجمع القسطنيطنية الأول : هو المجمع الذي تم فيه مساواة الروح القدس بالله وبالسيد المسيح وفرض عقيدة التثليث ، لذلك تم تعديل عقيدة الإيمان إلى النص التالي : " نؤمن باله واحد ألآب القوي خالق السماء والأرض ، وكل الأشياء المرئية واللامرئية ، وبرب واحد يسوع المسيح، ابن الله ، المولود الوحيد ، الذي ولد من ألآب قبل كل القرون ، نور من نور، اله حقيقي من اله حقيقي ، مولود وليس مخلوق ، من نفس طبيعة ألآب ، الذي به قد تم كل شئ والذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا قد نزل من السماوات وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وجعل نفسه إنسانا ، وقد صلب من أجلنا أيام بونس بيلاطس، وتألم ودفن ، وبعث في اليوم الثالث وفقا للنصوص المقدسة وصعد إلى السماوات ، ويجلس عن يمين ألآب وسيعود ممجدا ليحاكم الأحياء والأموات ، ولا نهاية لحكمه ،ونؤمن بالروح القدس ، وهو اله يمنح الحياة ، وهو منبثق من ألآب، ويعبد ويمجد مع ألآب والابن ، وقد تحدث إلى الأنبياء ، ونؤمن بكنيسة واحدة كاثوليكية ورسولية. واعترف بتعميد واحد لمغفرة الذنوب ، وانتظر بعث الأموات وحياة العالم الآخر ، آمين ".
فكيف يمكن أن تقول بعد ذلك " أن الثالوث يعد شرحا لوحدانية الله " أو "ما أبعد المسيحية عن الشرك أو عن التعددية " أو " ليس التثليث معناه انقسام الله إلى ثلاثة استغفر الله العظيم ، وليس هو تأليه المسيح استغفر الله " (صفحات 49 ، 50 ، 93) . ترى هل يجوز لمن فى مثل منصبك أن يخرج صراحة عن عقيدة الإيمان كما طالعناها للتو ؟! كما أن السيد المسيح لم يبق "مدفونا" ثلاثة أيام كما تقول العقيدة إذ أنه "مات" مساء الجمعة و بُعث صباح الأحد ، وفقا لما هو وارد بالأناجيل .
431 مجمع افسوس : انعقد هذا المجمع لفرض عقيدة أن السيدة مريم العذراء هي أم الله وليس لمجرد مناقشة دورها في التجسد فحسب كما تقول يا أخي ، كما قرر المجمع إدانة وحرمان كل من لا يؤمن بأن السيدة مريم العذراء أم الله ، ومن لا يؤمن بأن المسيح هو الله وأن الله هو المسيح ، ومن يقوم بالتفرقة بين الطبيعيتين (الطبيعة الجسدية والإنسانية والطبيعة الإلهية ) ، ومن يفصل بين الله والمسيح ، ومن ينكر الطبيعة الإلهية للمسيح أو يقول أنه قد تم تمجيده بفضل الروح القدس وكأنه شئ آخر مختلفا عنه وليس هو!! وقام المجمع بإدانة نستور وحرمانه لرفضه اعتبار أن السيدة مريم " أم اله ". ذلك هو ما فرضه مجمع أفسوس..
451 مجمع خلقيدونيا : انعقد المجمع لإدانة القائلين بأن المسيح له طبيعة واحدة جسدية وليست له طبيعة الهية وفرض سيادة الكنيسة الرومانية على كافة الكنائس كما قام بالتصدى للذين رفضوا اعتبار السيدة مريم أم الله وأدان أوطيخي لدفاعه عن النستورية ولرفضه قبول فكرة أن السيد المسيح له طبيعتان مستقلتان إنسانية وإلهية ، وقام المجمع بالتأكيد على " أن مريم أم الله ، و أن المسيح الإبن و الرب ، المولود الوحيد ، له طبيعتان بلا خلط ولا تغيير وانقسام أو تفرقة ، وأن اختلاف الطبيعيتين لا يتلاشى بسبب اتحادهما ، فكل طبيعة منهما مستقلة في شخص واحد وأقنوم واحد ، مسيح واحد لا يتجزأ ولا ينقسم في شخصين ، وإنما ابن واحد ، الوحيد المولود ، الإله الكلمة ، الرب يسوع المسيح ، وهو ما قام الأنبياء بتعليمه وقد أخذوه عنه ، كما علمه لنا يسوع المسيح بنفسه ونقله الينا الآباء عن طريق عقيدة الإيمان "..
وقام المجمع بحرمان كل من يخالف ذلك ، وهذه التحديدات العقائدية هي التي أدت إلى انفصال الكنيسة الأورثوذكسية أو القبطية ، وإن كانت قد عادت وقبلت بعضه وفقا لما هو وارد بالاتفاقية المشار إليها سالفا والتى تم توقيعها يوم 22/2/1988.. وتضفي المراجع أهمية خاصة على هذه المجامع الأربعة الأولى لأنها ه الكاتب: د. إسلام المازني التاريخ: 28/12/2006 عدد القراء: 6494
أضف تعليقك على الموضوع
|