بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسوله ومن والاه ومن كان على شرعته وهداه إلى قيام الساعة
اما بعد . . .إخواني القراء .
فمع الانفتاح الهائل في شبكة الاتصالات الكونية ، توسعت أيضاً مجالات الدعوة عبر وسائل الاتصال سواء كانت القنوات الفضائية أم الهاتف ام الانترنت ، والحمد لله استفاد الدعاة منها جيداً فنقلوا كلام الله إلى مشارق الغرب ومغاربها وبأغلب اللغات .
وقد كانت شبكة الانترنت هي الملجأ المحبب للكثير من الدعاة الذين اتخذوها منابر يلقون منها خطبهم ومحاضراتهم ، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها :
الأمان والسرية والحرية في القول ، فالكثير من الدعاة محاصر في بلده قفلت عليه أبواب بيته وأوصدت في وجهه كل منابرالدعوة التي تتحكم فيها الأنظمة العلمانية المستبدة التي تعادي الدين واهله ولا تسمح إلا بنوع مشوه من الخطاب الديني أن يعتلي المنابر وهو المتشح بالصوفية والرقص والموالد والحضرات .
أما أن يتكلم العالم في التوحيد وأقسامه فهو أمر محظور يتبعه على الغالب اعتقال وتنكيل ، لذلك وجد الدعاة متنفساً على الشبكة العالمية والكثير منهم يدخل ويكتب ويدعو بأسماء مستعارة ، ولن نخطئ إذا قلنا أن غرف الدردشة والبالتوك التي غالباً ما يشار إليها بانها مراكز للقاءات العاطفية والمواعيد المحرمة وغير ذلك أصبحت مراكز دعوية تلقى في بعضها الدروس وتشرح المتون وتصحح التلاوات فيها طلاب علم يسألون ويستفتون ويدعون إلى الله .
ولكن الحقيقة الواضحة اننا لسنا وحيدين في هذا العالم ولسنا الوحيدين الذين ندعوا إلى ديننا فهناك غيرنا الكثير كلٌ يدعو لملته ويهاجم الملل الأخرى .
ومن الذين نافسونا في غرف البالتوك النصارى الذين يعيشون بيننا في بلدان إسلامية عديدة يدّعون التسامح واحترام الأديان والرقي في الحوار والتعامل حتى إذا هاجروا - لا ردهم الله - إلى امريكا وأوربا هاجموا ديننا ونبينا بألسنة حداد شحيحة على الخير .
ومجرد ان تفتح برنامج البالتوك تنبري لك بسرعة قائمة ال (Top 5 Rooms) وغالباً ماتجد فيها غرفة أو غرفتين تشير عناوينها انها نصرانية أو انها موجهة ( للحوار ) الإسلامي النصراني .
فإذا دخلت إليها تجد أكثر من 100 ( أدمين ) ألقاب الكثير منهم تشير إلى أنهم مسلمون .
أما الصوت فهو على الغالب لنصارى يظنهم الجاهل نوابغاً من كثرة الشبهات التي يطرحونها حول الإسلام ، والعاقل وحده يعرف انهم يقرأون كل ما يقولون دون أن يفهموا ما يقرأون والشبه التي يطرحونهاشبه تافهة مأخوذة من كتب أتفه ككتاب سلمان رشدي - لا سلمه الله - وبعض شبهات المستشرقين الذين أنفقول اعمارهم بحثاً وتنقيباً في الكتاب والسنة والتاريخ الإسلامي بحثاً عن ثغرات يستطيعون من خلالها التشويش على الجهال من هذه الأمة .
وأولئك النصارى الذين يرفعون ضغطك لكثرة تردادهم انهم حضاريون يسعون للحوار و يقبلون الرأي الآخر ليس لهم كلام إلا الطعن في نبينا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم كل كلامه سب وشتم وكذب وافتراء ووالله إن الكلام الذي يقولونه في حق نبينا لم يقله أبو جهل نفسه فيصفونه بالكذاب وقريش كانت تسميه الصادق
ويصفونه بالخائن وقريش سمته بالأمين
ويصفونه بالزاني وهو أعف خلق الله فداه نفسي وما ملكت يدي .
وعلى الزاوية اليمنى تجد أيدٍ مرفوعة بعضها لمسلمين طال صبرهم وتحملهم لما يسمعونه من الكلام في احب الناس إليهم وكلهم لهفة لأن يستلم ( المايك ) كي يرد على هؤلاء الكفرة ويدافع عن نبيه ، ولكن هم من ينتقون المتكلم ، فتجدهم يبدلون المايك بينهم دون مراعاة للدور على الغالب فمن قسٍ بذيء اللسان إلى عاميٍ لا يعرف إلا الشتم إلى محاضر لبق يظن نفسه ذكياً فيعطيك شبهات حول القرآن وياليت شعري كم يبان فهمه وعلمه عندما يقرأ الآيات ( المحرّفة ) على حد زعمه او التي اكتشف فيها ( اخطاء ) .
المهم بعد طول انتظار وعند الدرجة التي يكون ضغطك فيها مرتفعاً وربما السكر ودرجة الحرارة وتكون في أعلى درجات الغضب والتشنج ( يرأف ) المشرف لحالك فتبدأ الكلام :
فإذا بدات بحمد الله والصلاة على نبيه ، أخذ المايك وقال لك لا تخرج عن الموضوع .
وإذا قلت إن المحاور الفلاني كذب في نقله عن الله ورسوله ، أخذ المايك وقال لك التزم حدود الأدب ياهذا وهم أمضوا الساعات دون أدب يسبون فيها الدين والرسول بل وحتى الله ( إله المسلمين ) ثم يقول لك بلهجة متعجرفة : إن ( المسيحيين ) لا يكذبون لأن الكذب عندنا محرم ( نعم واللواط محرم ولكن القساوسة - أعزكم الله - فحول على بعضهم وعلى اطفال الكنيسة ) .
و إذا بدأت ترد يسمعونك قليلاً ليعرفوا حالك ، فإذا كنت قليل العلم سطحي الردود صرخت أفئدتهم ( جيت والله جابك )فتأخذ أكبر وقت ممكن ووينادونك يا ( شيخ )يتبادل عليك كل المحاورين النصارى بشبهات لا قبل لك بها كل هذا ليسمعوا الجهال اننا قد غلبنا عالماً مسلماً وأفحمناه - حتى إذا كان محاورهم طالباً في الثانوية .
أما إذا اكتشفوا ان لديك بعض العلم وأن ردودك قوية تدحض إفكهم عندها ينزع منك المايك ولا تحلم بالعودة إليه . ويستلمون هم المايك ليشبعوك سباباً وشتماً وشبهات لن يعطوك المجال للرد عليها هذا إذا لم يكلفوا أحدهم الذي اتخذ اسماً إسلامياً ليرد عليك بأن ما ذكرته كله كذب وهو مسلم ويعرف ما هو الإسلام . والأنكى من ذلك أن يكون في الغرفة رافضة وهو من طبيعتهم الشهامة في الباطل والنباح ضد كلمة الحق كما حدث معي مرة عندما رددت على شبهة أن القرآن محرف والدليل سورة الولاية التي وضعها الروافض ، فقلت لهم أن الرافضة وضعوا بعض السور وحرفوا بعض الآيات ليدعموا مذهبهم الباطل . فكان أول من رد علي بعد سحب المايك مني رافضي جلس ساعة يسمع الشتم والسب في رسول الله دون أن يرد فلما تكلمت ثارت فيه النخوة على مذهبه وراح يشرح لي عن مصحف فاطمة وينكر تحريف القرآن عندهم - ألا تعساً لهم ما أشد خيانتهم وغدرهم بالأمة .
فلنعد إلى موضوع المقال : لماذا ندخل إلى غرفهم فلنضع بعض الإجابات :
1- دعوتهم في عقر دارهم : وهذا هو الحاصل والحمد لله فإذا دخلت غرفه وجدت الكثير من المسلمين أما في غرفنا فلن تجد منهم أحداً وإن وجدت فقلة قليلة مهذبة ، وهذا إن دل على شيء فإنمادل على قوة ديننا واننا لا نخاف من عقيدهم الباطلة ومستعدون لمجابهتهم بما نراه حقاً .
ولكن هل سيسمحون لك بالكلام كما تشاء تتكلم عن حقيقة دينك وتدعو الناس إليه
2 - الاستماع إلى شبهاتهم والرد عليها : وهذا ممكن والحمد لله ولكن هل يعطونك المجال للرد عليهم .
إذاً مالفائدة من دخول غرفهم . . .
في الحقيقة هم المستفيدون لأننا نحن من نعمل لهم دعاية مجانية بان نرفع عدد زوار الغرفة فتصبح في الصفحة الرئيسية للبرنامج في قائمة التوب فايف وهذا أكبر دعاية لهم . ثم نحن في غرفهم ملزمون بجانب الدفاع الذي يكون قيليل المردود في الدعوة .والأهم من ذلك اننا نسمع استهزاءً بالدين والرسول دون أن نستطيع الرد
فهل يجوز لنا المكوث في مكان يسب فيه الله ورسوله؟ ( السؤال لأهل العلم )
فإذن لماذا ندخل فقط لنرفع ضغطنا ونضيع وقتنا و ( نسم ّبداننا ) .
لذلك أقترح على إخواني المسلمين عدم الدخول إلى غرفهم لتصبح خاوية قليلة الزوار ، أما من أراد الحوار منهم فحياه الله والغرف الإسلامية المؤدبة مفتوحة امامه متى شاء نحاوره بهدوء وأدب لا بالسباب والشتائم .
اما غرفهم فأقترح كما ذكر أحد الإخوة وجدته في غرفهم قال : من لي بحزام الكتروني ناسف كي أفجر الغرفة . أي أن تدمر تلك الغرف او يستولى عليها من قبل مجاهدي الإنترنت ( Islamic Huckers) فكل غرفة تسب الإسلام تدمر ومن أراد الحوار فغرفنا في خدمته .
هذا والله أعلم .
وأنتظر منكم الردود والتصويبات على ما خط ( كيبوردي )
أخوكم : عبد العزيز الدليمي .
الخميس 15/ ذي القعدة/ 1426 الكاتب: عبدالعزيز الدليمي التاريخ: 28/12/2006 عدد القراء: 5967
أضف تعليقك على الموضوع
|