الحرب على الليبرالية لا تعني التنازل عن القيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ففي خضم المعارك التي يخوضها أهل الحق ضد أهل الباطل جولاتهم على الليبرالية ودعاتها ومنظريها وأنصارها ومن هذه الجولات جولتهم ضد الرواية القذرة المتهافتة شكلا ومضمونا المعنونة بنات الرياض للمدعوة رجاء الصانع وقد أجادوا وأفادوا نفع الله بهم في فضح هذه المسودة ومن سودتها .
ولكن !!
في بعض صور تلكم الجولة وعند بيان عوار الليبراليين ومحبي نشر الفاحشة في الذين آمنوا عقد بعض المحاربين مقارنة في موقف هؤلاء من تلكم الرواية التافهة من تلكم الوقحة التي ليست في العير ولا في النفير وبين موقفهم من امرأة فاضلة وصلت إلى أعلى الدرجات العلمية الدنيوية مع تمسكها بحجابها الساتر لجميع بدنها وصيانتها لعفافها .
وهذه المقارنة جميلة وتعتبر من الضربات المؤثرة في تلكم الجولة إلا أنني قد لاحظت انحرافا عن المقصود من تلك المقارنة إلى مدح وثناء مطلق للأخت الدكتورة التي لم تتنازل عن سترها بل إن البعض عدها مفخرة وفي هذا خلل واضح وهاكم بيان ذلك :
نحن مع تثميننا لموقف الأخت الفاضلة في وسط هذا المجتمع المنحل ورفعها رأسها واعتزازها بأوامر ربها في هذا الأمر لا ننسى أنها في الأصل واقعة في مخالفات شرعية أخرى وخارجة عن الرسالة التي خلقها الله لأجلها ولا أعتقد أبدا أنه يوجد ممن رزقه الله فقها في دينه من يعتز بأن يكون هذا هو موقف امرأته أو أخته أو أمه بل كلنا يخجل ويستاء أن تجالس امرأة من محارمه الرجال وتتحدث وسطهم وتتعلم بينهم وتسلط عليها الأضواء والكاميرات وتجرى معها اللقاءات .
ومع التزام الأخت الكريمة بستر بدنها تكون قد التزمت بنوع واحد من أنواع الحجاب الذي تطالب به المرأة وخالفت أمر ربها في النوعين الآخرين فلم تقر في بيتها كما أمر الله تعالى ولم تخاطب من سألها المتاع من وراء حجاب كما أنها وقعت في الاختلاط المحرم المذموم وخاطبت غير محارمها في غير حاجة ولم تصن صوتها الذي هو على الراحج عورة بالإضافة لمقامها بين المشركين وفي بلاد الكفر دون ضرورة شرعية تلجئها لذلك وأخيرا تخلت عن فطرتها التي فطرها الله عليها لتكون راعية في بيت زوجها وأما رؤوما لأطفالها إلى أمور لا حاجة لها فيها والأمة في غنى عن مشاركتها فيها وفي رجالنا غنية عن بذل نسائنا لمثل هذه الأمور ، وإقحامها في ذلك من الظلم الذي هو وضع الأمور في غير نصابها . وقد سجل التاريخ اعترافات أمثالها وتندمهن على تضييع حياتهن في مثل ذلك حتى من نساء الكافرين .
ونحن نظن بالأخت خيرا فلعلها غفلت عن تلك الأحكام الشرعية أو جهلتها أو تأثرت ببعض من يدبج فتاوى تسهل مثل هذه الأمور وندعوها للنظر فيما ذكرناه والتمسك بما فرطت فيه نسأل الله لها التوفيق والسداد والفوز في الدارين .
فأنبه نفسي وإخواني ألا تنسينها عاطفتنا في مدح موقف الأخت الجيد وحرصنا على فضح دعاة الرذيلة قيمنا الإسلامية وتمسكنا بشرعنا الحنيف من جميع جوانبه .
وللاستزادة في أمر حجاب المرأة وما خلقها الله لأجله ورسالتها في هذه الحياة يراجع كتابي : هديتي لابنتي عند زفافها وهذا رابطه
[url]http://www.tarhuni.com/bookswebs/hadiatee.htm[/url]
وكذلك المقالات المنشورة عن المرأة في الإسلام وحجابها بجريدة المدينة :
العدد 14762 يوم الثلاثاء 26رجب 1424هـ
العدد 14763 يوم الأربعاء 27رجب 1424هـ
العدد 15027 يوم الاثنين 26 ربيع الآخر 1425هـ
والله الهادي إلى سواء السبيل .
وكتبه
د . محمد بن رزق بن طرهوني
المدينة المنورة في 29 شوال 1426هـ الكاتب: الشيخ محمد طرهوني التاريخ: 28/12/2006 عدد القراء: 5440
أضف تعليقك على الموضوع
|