|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
تسلم فريق المحامين البحرينيين المدافعين عن معتقلي جوانتانامو أمس رسالة مطولة من المعتقل السعودي جمعة عبداللطيف الودعاني الدوسري كتبها في 16 يوليو الماضي.
وتعتبر الرسالة الأولى من نوعها التي سمحت سلطات المعتقل بتسليمها لمحام أمريكي قام بدوره بتسليمها إلى المحامي نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان.
تروي الرسالة تفاصيل اعتقال وبيع عدد كبير من العرب إلى الجيش الأمريكي الذي تولى نقلهم من القاعدة الأمريكية في قندهار إلى جوانتانامو.
استهل الدوسري رسالة بأبيات من الشعر للدلالة على صبره وصبر رفاقه في المعتقل الأمريكي.
ويقول:
عندما أمسكت بالقلم وأردت أن أسطر معاناتي ومأساتي، حارت أفكاري من أين أبدأ وكيف أبداً، فإن مارأت عيني خطب جسيم وأمر عظيم وشيء أعظم من أن يسطر على أوراق، بل إن ما رأيته من تلك الأهوال العظام التي كنت - ومازلت - عند مجرد تذكرها ومرورها بمخيلتي تجدد أحزاني وآلامي وتهز كياني ووجداني، وكيف للقلب أن ينساها أو كيف للنفس التي تحملت تلك الأهوال أن يصفو لها عيش... إني وأنا أمسك بالقلم لترتجف يدي... كيف سأسطر تلك المآسي... نعم مآس بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. كيف سأسطر تلك الأهوال وهل علي أن أتجرع غصص تذكرها... تلك التعذيبات البشعة... تلك الاعتداءات القذرة التي يندى لها الجبين والتي ستظل وصمة عار في جبين التاريخ... ذكريات كلما أتذكرها أتعجب كيف تحملها قلبي العليل... وكيف تحمل جسدي آلام التعذيبات... وكيف تحملت نفسيتي كل تلك الضغوط... ياليتها تنسى من ذاكرتي ومخيلتي... وأنى لي بنسيانها وآثارها لا تزال تذكارا... شاهدا مدى عمري على ما حدث لي من جروح وإصابات وألام وأحزان... من هنا من غياهب السجون ومن أعماق المعتقلات أسطر معاناتي أسطر آلامي وأحزاني... أسطر قصة بلا نهاية... أسطر معاناة سنين وشهور... من هنا ومن خلف جدران الزنازين الرهيبة أكتب هذه السطور من أيام حياتي التي قضيتها - ولا أزال - في معسكرات الاعتقال الأمريكية "سطور من الذل والهوان والقهر والحرمان والتعدي على ديني ونفسي وكرامتي وإنسانيتي... من هنا ومن أعماق الأحداث من حيث تهان كرامة الإنسان ويعتدى على دينه ونفسه وعرضه وكرامته وإنسانيته... باسم مكافحة الإرهاب... أكتب لمن يقرأ كلماتي... أكتب قصة معاناتي كما وقعت علي من يوم اختطافي من على الحدود الباكستانية وبيعي للقوات الأمريكية وحتى الآن في جوانتانامو كوبا... إن ما سأكتبه هنا ليس نسجاً من الخيال أو ضرباً من الجنون، بل ما أكتبه هو حقائق وأحداث ووقائع موثقة وقف عليها شهود عيان من الإخوة المعتقلين ومن مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكذلك من الجنود والمحققين والمترجمين... وكل تلك الأحداث مصورة بكاميرا فيديو وتلك الأفلام محفوظة في أرشيف سري في مكان ما.
وعند الله تجتمع الخصوم، فعنده يوم لا تضيع فيه الحقوق والمظالم وكل صغير وكبير مستطر في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب) في ذلك اليوم ترد الحقوق لأصحابها ويقتص لأصحاب المظالم (وتضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا به وكفى بنا حاسبين)... (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما)... والظلم ظلمات إلى يوم القيامة... وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
بدأت معاناتي ومأساتي عندما قدمت إلى الحدود الباكستانية خارجاً من أفغانستان فتقابلت مع فرق من الجيش الباكستاني، فلما قابلتهم أخبرتهم بأني أريد الذهاب إلى سفارة بلدي، فرحبوا بي بكل خبث ومكر ولؤم وخديعة وبدأوا ينقلونني من سجن إلى سجن على الحدود وحتى القاعدة العسكرية الباكستانية في مدينة كوهات الحدودية سبق أن التقيت بعدة أشخاص عندما كنت على الحدود من عدة جنسيات كانوا قد غادروا أفغانستان وكان الجيش الباكستاني يسيء معاملتنا ويقدم لنا أسوأ طعام وأقذره ووضعوني في زنزانة مقاس 4×4 أمتار وفيها تسعة وخمسون معتقلاً بدون فراش ولا غطاء ولا حمام غير سطل واحد وسط الزنزانة للجميع يقضي حاجته فيه بدون ساتر وكنا في غمرة هذا الزحام لا نستطيع الحركة وكنا متلاصقين لدرجة أننا كدنا نختنق ومكثنا عدة أيام على هذه الحالة ولم يكونوا يقدمون لنا طعاما إلا بعض الأرغفة.
فبدأ الإخوة يدفعون لهم النقود لكي يشتروا لنا طعاما فكانوا يسرقون النقود ولا يحضرون لنا إلا قليلا من الطعام، وهناك في السجون بباكستان سرقت نقود أكثر المعتقلين بل وحتى أغراضنا الشخصية وحتى ملابسنا وأحذيتنا وساعاتنا وسرقت جوازات سفر كثيرة من المعتقلين ولا قينا من سوء المعاملة ما الله به عليم، ولقد أسيئت معاملتي شخصياً وضربت عدة مرات في التحقيقات، ولكن أعظم بلاء علينا هو تنقلنا من مكان إلى آخر، فكانوا يربطوننا بأبشع طريقة حتى إن بعضنا أصابته غرغرينا في أطراف أصابعه وتنفخت أقدامنا وأيدينا وازرقت وكانوا يربطوننا في الشاحنات العسكرية لفترات طويلة جداً بعض الأحيان من الفجر وحتى الليل ناهيك عن الساعات التي نقضيها أثناء تنقلاتنا في الشاحنات وغالباً ما كانت طويلة جداً، كل هذا ونحن لا نزال مربوطين بنفس الطريقة وكل هذا الوقت ونحن لم نستطع استخدام الحمام وأداء الصلوات، فكنا نصلي صلاة فاقد الطهورين، وكنا بدون طعام ولا شراب، فكان بعض الإخوة المرضى المضطرين يقضون الحاجة وهم مربوطون فكان البول يسيل على بعضنا وعندما كانوا يضعوننا في الزنازين واعترضنا على سوء المعاملة كانوا يرهبوننا بإشهار الأسلحة علينا وفي إحدى المرات أطلق أحد الجنود علينا النار لتخويفنا وإرهابنا فجاءت الطلقة في سقف الزنزانة.
واستمر حالنا على هذا السوء، وعندما كنا في واحدة من التنقلات حدثت قصة الاشتباك بين بعض المعتقلين وبين الجيش الباكستاني وكان الباص الذي حدثت فيه تلك الأحداث غير الباص الذي كنت فيه وانقلب الباص أمامنا ثم بدأ إطلاق النار من الطرفين حيث إن بعض المعتقلين أخذوا أسلحة من الجنود الباكستانيين وبدأ الجيش الباكستاني يطلق النار في كل مكان، فكان الرصاص يمر من فوق رؤوسنا وأصيب عدد كبير من الإخوة المعتقلين ومن الجيش الباكستاني كذلك قتل عدد من الطرفين، ثم بعدها أساء الجيش الباكستاني معاملة الجميع حتى استقر بنا الحال في القاعدة العسكرية الباكستانية في مدينة كوهات الجبلية فكانوا يقدمون لنا أسوأ طعام، نوع رديء جداً جداً من الفاصوليا،شيء قليل منها في قعر سطل قذر نصفه ماء ونصفه زيت بدون ملح.
وأضرب بعض الإخوة عن الطعام وكنت معهم وأردت الذهاب إلى سفارة بلدي فكنت لا أستطيع القيام من شدة التعب والجوع فكنت عندما أقف أسقط ويغمى علي وكدت أهلك من الجوع وكدت أمرض من قذارة المكان وكانوا قد وضعوا في أقدامنا قيودا من نوع آخر ليست من سلاسل بل من قضبان حديدية وحلقة في القدم يمتد منها قضيب طوله نصف متر ثم مفصل حديدي ومنه نصف متر آخر من قضيب يلتقي بالحلقة التي في القدم الأخرى ويثبت حول القدم بمسمار يطرق بمطرقة حديدية بدل أن يكون فيه قفل ومفتاح فكانت هذه القيود دائمة في أقدامنا طوال الوقت فكنا لا نستطيع النوم والمشي ولا قضاء الحاجة ولا نزع الملابس، واستمر بنا هذا الحال طوال مكوثنا في كوهات حيث البرد الشديد وقدموا لنا بطانيات هي أسوأ شيء رأته عيني، كلها حشرات وبراغيث وغبار ولم تكن تدفئ أبداً فوجدوها مثل عدمها بل عدمها أفضل، ولم يعطونا فرشا ننام عليها، ثم قالوا لنا: إن منظمة حقوق الإنسان تريد مقابلتنا وسوف نسلمكم إلى بلدانكم بعدها وفعلاً سلمونا ـ لكن إلى القوات الأمريكية ـ فأخذونا إلى مكان خاص في نفس السجن وقابلتنا المخابرات الأمريكية وحققت معنا وكنا نذهب أفراداًً إلى عدة غرف صغيرة للتحقيق فيصوروننا ويبصموننا ويحققون معنا، وكان البعض من أولئك المحققين يسبون بعض المعتقلين ويسبون الإسلام وعلمائه وحدثت أمور كثيرة لا داعي لذكرها.
ثم بعدها بيومين أحضروا ملابس من القوات الأمريكية .. ملابس زرقاء، البنطال والقميص قطعة واحدة وكانت من منتجات دولة الكويت، كما كان مكتوب عليها بالعربية من الخلف، وأحضروا قيوداً أمريكية وبدأوا يفكون قيودنا "القضبانية" إلا أن قيدي ظل في قدمي لم ينفك بسبب أن المسامير المثبتة في القيد كانت قوية فلم تنفك مني ومن اثنين من الإخوة المعتقلين ثم عند تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً ومن تلك اللحظة لم يكن ينقلنا الأمريكيون إلا ليلاً، فأخذوني مع المعتقلين إلى مطار قاعدة كوهات العسكري بعد أن ربطوا أيدينا للخلف وربطوا أرجلنا وعصبوا أعيننا ثم وضعونا في الشاحنات العسكرية ولما وصلنا إلى المطار كان بانتظارنا طائرة عسكرية أمريكية وجنود أمريكان ومترجمة أمريكية تتحدث العربية، وبدأوا يأخذوننا فرداً فرداً ويسلموننا للجنود الأمريكيين وتمت الصفقة وباعونا بدولارات معدودة وكانوا فينا من الزاهدين، وكانت مدة اعتقالي عند الجيش الباكستاني ستة عشر يوما من ثالث أيام عيد الفطر المبارك لعام 1422هـ وانقضت الفترة الأولى من اعتقالي عند أولئك المنافقين... وليبشروا بغضب الله وسخطه (وبشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليما، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين يبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) النساء 138-139 (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) النساء 145 (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) النساء 140، إلا أن يتوبوا ويرجعوا عما هم عليه من نفاق وبعد أن استلمتني القوات الأمريكية وانصرف الجنود الباكستانيون ـ صرف الله قلوبهم ـ بدأت المعاناة الحقيقية مع أول مراحلها حيث جاءت لي المترجمة وأنا ما أزال معصوب العينين فقالت لي: يجب أن تطيع الأوامر ولا تتكلم والآن سوف يتم تفتيشك من قبل الجنود. وبعد ذلك رماني الجنود على مدرج المطار وأخذوا يفتشونني تفتيشاً دقيقاً وعنيفاً ثم أخذوني بقوة وعنف إلى الطائرة ووضعوني على أرضية الطائرة مثل ما توضع وتربط كراتين الشحن وربطوني بالسلاسل ويداي مقيدتان للخلف وقد نزعوا ربطة الجنود الباكستانيين عن عيني ووضعوا فوق رأسي مثل الكيس مثل الخيشة وربطوني بالسلاسل في أرضية الطائرة والسلاسل مقيدة في حلقات في أرضية الطائرة وكانت طريقة الربط معقدة ومشدودة بقوة على أجسامنا فوضعت سلاسل من الأمام على البطن وأخرى من الخلف على الظهر وأحنوا رأسي للأمام، وعندما اكتمل عددنا في الطائرة وكان قرابة الثلاثين معتقلاً أغلقوا باب الطائرة الذي كان من الخلف "مصمما لدخول الآليات" وبعد أن أغلق الباب بدأ الجنود يصرخون ويصفرون ويسبوننا بأقذع الشتائم وأقبح السباب وبدأوا يضربوننا، وكانوا يصوروننا بكاميرا فوتوغرافية وكنت أرى وميض الفلاش.
وكنت أحس بآلام شديدة في البطن وكان سبق لي إجراء عملية جراحية في بطني وموجود في بطني قطع من المعدن فلما اشتكيت من شدة الألم جاء أحد الجنود وأخذ يركلني في بطني بحذائه العسكري حتى تقيأت دماً ولا أدري كم من الساعات وأنا على تلك الحالة من قاعدة كوهات إلى مطار قندهار حيث القاعدة العسكرية الأمريكية... كم يؤلمني تذكر هذه الذكريات فإن المأساة في الطائرة لم تكن غير بداية لأهوال عظام تنتظرني في معسكر القوات الأمريكية في قندهار، وهناك في مطار قندهار وصلنا بعد منتصف الليل وكانت ليلة جمعة في بداية يناير 2002م. وبعد أن استقرت بنا الطائرة في المطار أخرجونا إلى المدرج وكان الجو شديد البرودة ثم بطحونا على أرضية المطار ولم يكن لدينا ملابس تقينا البرد فقد سرق الجنود الباكستانيون ملابسنا حتى الداخلية وجميع ممتلكاتنا ثم بدأ الجنود يضربوننا ويمشون فوقنا ونحن مبطوحون على وجوهنا. ومن شدة الضرب ........
ومن شدة الضرب والركل انفك عن أحد الإخوة المعتقلين الكيس من على عينه. فرأى الجنود موجهين أسلحتهم علينا فصاح وقال سوف يقتلوننا يا إخوة، فضربه أحد الجنود بأخمص السلاح على رأسه ففقد الوعي، وبعد عدة ساعات من الضرب والبرد الشديد رأوا أن يوقفونا صفاً واحداً.
وبدأوا يلفون حول أذرعتنا اليمنى سلكا قويا جداً كل واحد مقيد ببعد مترين تقريبا عن الذي أمامه وبعد أن شدوا ذلك السلك أخذوا يجروننا نحو المجهول... وعندما اقتربنا من خيام كانت معدة مسبقاً، بدأوا يسحبوننا بكل غلظة ووحشية وبدأ الصراخ والعويل من المعتقلين من شدة الآلام - علماً أنه كان معنا كثير من صغار السن - وأخذ الجنود يزيدون في سحبنا وضربنا والذي يسقط منا يجرجر على الأرض على أسلفت مدرج المطار والباقي يواصل شبه الجري وكنت كما ذكرت ما زلت مقيدا بالقيد الباكستاني الذي يصعب المشي به فكنت من ضمن الذين سقطوا وكانوا يجرجونا على أسفلت المطار، وكنت أحاول الوقوف والمشي ولكن هيهات وأنى لي ذلك.
وبعد أن أدخلونا تلك الخيام وبدأوا يضربوننا ضرباً شديداً أغمي علي عدة مرات من شدة الضرب، وفي إحدى المرات أفقت من الإغماء فوجدت رأسي تحت حذاء أحد الجنود وبدأ يضربني ضرباً شديداً فأغمي عليّ مرة أخرى فما أفقت إلا والجندي يبول على رأسي وظهري وكان يقهقه ويضحك. وأنا لا أزال مطروحاً على بطني ثم رفع رأسي من شعري وأخذ يركل وجهي بحذائه العسكري ويدخله في فمي حتى تجرح وجهي وشفتاي وانتفخ وجهي وسالت دمائي بغزارة ثم أخذ يضربني على عيني وكاد يعمي عيني، لولا لطف الله ورحمته وجلسنا وقتا طويلاً على هذه الحالة، ثم أخذ الجنود يأخذوننا وأحداً تلو الآخر إلى خيمة أخرى.
فلما وصلني الدور جاء أحد الجنود ومعه منشار كهربائي فقطع القيد الباكستاني ووضع مكانه قيدا أمريكيا، وأخذوني إلى تلك الخيمة سحباً على وجهي، وكان في تلك الخيمة مترجم مصري ذو لسان قذر قد سبنا وسب أهلنا وأعراضنا سباً عظيما وهو يصرخ علينا: أنتم من القاعدة يا إرهابيين يا كلاب، وسباب وقح أستحي أن أذكره، ثم عروني وعروا الإخوة المعتقلين من الملابس التي كانت قد تمزق أكثرها من شدة الضرب ثم صورونا وفحصونا وباتت دمائي في كل مكان ووجهي منتفخا من الضرب والكدمات والجراح في كل جسدي وكل هذا مصور بكاميرا الفيديو ويوجد لي صور وأنا في هذه الحالة ولقد أراني أحد المحققين بعضاً منها في إحدى جلسات التحقيق اللاحقة وأنا في كوبا، وكنا ممنوعين من الكلام والشكاية والذي يشتكي منا يضرب ضرباً مبرحاً، وقد كان أكثر الضرب مركزا على الأماكن الحساسة مثل العينين والأنف والعورة، ثم أخذونا إلى مبنى حديدي قديم كان مصمما لصيانة الطائرات في المطار وقد قسموه من الداخل لعدة أحواش مسيجة بالأسلاك الشائكة وأدخلونا كل مجموعة في قسم من أقسام الأحواش التي أشبه ما تكون بأحواش الغنم، وكان الجنود أثناء أخذي إلى هذا المكان من الخيمة يضربونني ضرباً شديداً ويرطمون رأسي في المبنى الحديدي، ولم أكن لابساً حذاء فكنت أسير حافي القدمين على الأرض فكانوا يرغمونني على المشي على الأسلاك الشائكة، ولما دخلت إلى ذلك المبنى الحديدي كان قد دخل الفجر فصلينا الفجر وصليت أنا جالساً من شدة ما نالني من إرهاق وتعب شديد وجراح، وفي المبنى كانوا مسلطين أنوارا عالية علينا بحيث لا نرى الجنود الذين كانوا في أماكن عالية داخل المبنى وكانوا إذا أي أحد منا تحرك يصرخون علينا بالأصوات العالية والتهديد وبعد قرابة الساعة أو يزيد بدأوا يأخذوننا فرداً فرداً إلى خيمة التحقيقات، وكانوا عندما يريدون أخذ أحدنا يأمروننا بالانبطاح على بطوننا على الأرض ثم يقيدون أيدينا للخلف وعندما جاء دوري أخذني جنديان وأنا حافي القدمين وأخذوا يضربونني قبل أن أقابل المحقق ويرطمون رأسي في المبنى الحديدي ويرغمونني على السير على الأسلاك الشائكة وكانوا يرفعون يدي المقيدتين من خلف ظهري يرفعونهما لأعلى حتى كادت تنخلع أكتافي ولما دخلت إلى خيمة التحقيق وجدت فيها اثنين أمريكيين أحدهما أبيض والآخر أسود.
فقلت لهما لماذا تعذبونني من أنتم حتى إنكم لم تبدأوا التحقيق معي ماذا تريدون مني، أعطني ورقة وأنا أوقع على بياض بما تريدونه فقال لي: لا يوجد هنا تعذيب ولا يوجد ضرب وهو يرى حالتي؟ فبعد أن أنهى التحقيق معي، خرج ولم أره بعدها ثم رجع الجنود لضربي من جديد وأخذوني إلى مكان كان فيه زجاج مهشم فأرغموني على المشي عليه حافياً ثم دفعني أحد الجنود من الخلف فسقطت على وجهي وعلى الزجاج المهشم وحفظ الله عيني من الزجاج المهشم فقد كانت هناك عدة حالات وإصابات في الأعين من المعتقلين.
فقد فقد أكثر من ثلاثة إخوة من المعتقلين أعينهم. كان الجنود يتعمدون إصابة العين فكانوا يرمون هؤلاء الإخوة المعتقلين الذين فقدوا أعينهم يرمونهم على وجوههم وهم مقيدو الأيدي للخلف فيسقطون على إما حجر أو زجاج أو غيره فتنفقىء العين ولله المشتكى. وأما تكسير الأنوف فكان أكثر من أن يحصى وأنا أحد من انكسر أنفه بسبب الضرب.
ثم أرجعني الجنود إلى مكان خارج المبنى الحديدي في مربعات من الأحواش مسيجة بالأسلاك الشائكة فطرحني الجنود على الأرض بوحشية ثم بدأوا يحضرون من انتهى من التحقيق إلى تلك الأحواش المسيجة بالأسلاك الشائكة وكان أحد الجنود الذي أحضرني يضربني وكنت بحالة سيئة جداً فقلت له أريد طبيباً، فنظر لي شزرا وقال: طبيب نحن أحضرناكم إلى هنا لكي نقتلكم وصرخ في وجهي وقال: لا تتكلم مرة أخرى، ثم وقت الظهر أخذوني إلى مربع من الأسلاك الشائكة وسطه خيمة ليس لها رواق إنما سقف خيمة وعمدانها من خشب وفيها تقريبا ما بين العشرين والخمسة والعشرين من الإخوة المعتقلين وهذه هي صفة الخيام في قندهار.
وعندما رأيت الإخوة المعتقلين في الخيمة أحسست ببعض الراحة، لأني وجدت معظمهم قد حصل له ما حصل لي. وكانت أكثر ملابسنا ممزقة من كثرة الضرب وكنا ممنوعين من الكلام وأعطوا كل واحد منا بطانية "فراش" وأخرى "لحاف".
ومعلوم أن جو قندهار شديد البرودة في الشتاء، ومنعونا من الوضوء للصلاة ومن الغسل وكانوا يعطوننا فقط قارورتي ماء في اليوم والليلة مع كل وجبة وهذه القوارير من منتجات الإمارات والبحرين. وكان الجنود دائماً يرددون كلمة حملات صليبية أو حروب صليبية مقدسة أو شيء من هذا القبيل وكذلك يرددون كلمة "حرب مقدسة" وكانوا كثيراً ما يسبون الله رب العالمين ويسبون رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بأقذر الشتائم ولقد أحضر مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر نسخاً من القرآن الكريم من طباعة باكستان، فكان الجنود يهينون القرآن الكريم إهانة عظيمة ويرمونه على الأرض أثناء التفتيشات على الخيام وكانوا يعطوننا سطولا لقضاء الحاجة فيها فلما تمتلئ تلك السطول بالقاذورات من غائط وبول تفرغ في براميل كبيرة تنقل تلك البراميل إلى خارج المعسكر وفي إحدى المرات جاء أحد الجنود وبيده نسخة من القرآن الكريم وقال: إن هذا قرآنكم المقدس - بالإنجليزية - ثم رماه وسط السطل وهو ممتلئ بالغائط والبول وهو يقهقه ويضحك ولقد تكررت هذه الحادثة مراراً.
ولقد رأى ذلك كل من كان هنا من المعتقلين وخاصة الذين كانوا معي في نفس الخيمة وغيرهم من خيام أخرى وفي إحدى المرات وأثناء تفريغ السطول في البراميل رأينا في أحد البراميل نسخة من القرآن العظيم تطفو فوق الغائط والبول والقاذورات لا حول ولا قوة إلا بالله وبما أن المصاحف كانت تفتش يومياً بطريقة بشعة وترمى على الأرض فقد كانت المصاحف تتمزق بسرعة ثم يرميها الجنود في الزبالة - أمام أعيننا - وكم من مرة وجدنا نسخاً من القرآن الكريم عليها طبعات أخذية الجنود وبعضها فيها عبارات نابية وفاحشة من سباب وشتائم بالإنجليزية ولقد رأيت كيف جاءت إحدى المجندات أثناء تفتيش الخيمة وكيف رمت القرآن الكريم على الأرض ثم أخذت تفتش بحذائها ثم ركلته إلى زاوية الخيمة.
وكذلك كان الجنود يفعلون في قاعدة باغرام حيث كانوا يلعبون بالقرآن الكريم مثل لعبة كرة القدم. وكذلك لقد رأيتهم بنفسي في قندهار يأخذون نسخاً من القرآن الكريم ويمزقون منه أوراقا وينظفون ويلمعون أحذيتهم بها وكذلك يمزقون منه الأوراق وينظفون بها السطول من الغائط والبول
العالق بها ... ولقد فعل هذه الأمور عدة جنود. ولقد شاهد تلك الأحداث كثير من المعتقلين.
يواصل المعتقل في جوانتانامو السعودي جمعة بن محمد عبد اللطيف الودعاني الدوسري في الحلقة الثانية من رسالته التي نقلها محام أمريكي إلى رئيس مركز حقوق الإنسان في البحرين المحامي نبيل رجب عرض أعمال التعذيب التي تعرض لها هو وزملائه من المعتقلين العرب والأفغان في قاعدة باجرام الباكستانية قبل أن ينتقلوا إلى قاعدة جوانتانامو حيث بدأت رحلة العذاب الثانية التي شارك فيها إضافة إلى الجنود الأمريكيين الممرضون والأطباء والمترجمون والمحققون ورجال الدين.
ويروي الدوسري أنه في المرحلة الأولى في جوانتانامو كان ممنوع عليهم الكلام ومس شبك القفص وكذلك كان ممنوع عليهم تغطية الرأس واليدين أثناء النوم.
كما أن الثعابين والعقارب والحشرات السامة تعاملت ضد المعتقلين فغذت أقفاصهم وزنزاناتهم، فأعلنوا الإضراب الأول في المعتقل وهتفوا ضد الممارسات بكلمة الله أكبر.. الله أكبر فارتج المكان وهرب الجنود الأمريكيون.
قال لي المحقق: هذا من طالبان ولا يريد أن يعترف، فدخلني رعب عظيم وانتابتني حالة هستيرية وكدت أجن من هول الموقف فأرجعوا الربطة على عيني وأخذوني إلى نفس الخيمة التي كانوا يضربوني فيها وقال لي المحقق"إن أنت اشتكيت مرة أخرى أو تكلمت عما يدور هنا فسوف نعمل فيك مثلما عملنا مع هذا الأفغاني الإرهابي".
ثم ضربوني ضرباً شديداً ثم أرجعوني إلى خيمتي.. يا الله يا لقسوة هذه الذكريات الأليمة.. الآن وأنا أسطر هنا ما حدث وتمر هذه الأحداث بمخيلتي أحس وكأن عقلي سوف يذهب بلا عودة وجسمي ينتفض وينتابني شعور غريب أليم... أحقاً عايشت تلك الأحداث بنفسي.. صورة ذلك الأفغاني الشيبة وهو يبكي ويدعو عليهم لا تفارق مخيلتي، صورة تلك الساعات التي قضيتها في التعذيب ما تزال تطاردني وما أتى بعدها أعظم ففي إحدى المرات أثناء تعذيبي أحضر المحقق جهازا صغيرا مثل الهاتف النقال لكنه جهاز صعق كهربائي.. فأخذ يصعقني به على وجهي وظهري وأكتافي وفي الأماكن الحساسة، ونتف كثيراً من لحيتي، ولم يكن التعذيب بالضرب فقط بل كان بالتشهير حيث إن الجنود كانوا يوقظوننا ليلياً للتفتيش وبعض الأحيان يصفوننا في صف ويقولون لنا بعد أن يوجهوا الأسلحة علينا إن لدينا أمر بإطلاق النار على كل من يتحرك ويوقفوننا لساعات طويلة على هذه الحالة في البرد الشديد وبجانب ذلك كان التجويع حيث إنهم لم يكونوا يعطوننا غير وجبتين واحدة في الظهر والأخرى بعد منتصف الليل فيوقظوننا من النوم والذي يكون متعباً ويتأخر يحرم من الوجبة ثم أحضر مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعض الأرغفة من الخبز الغليظ فكان الجنود يعطون كل واحد منا نصف رغيف وقت العصر فعندما تحدث بعض من المعتقلين إلى مندوبي الصليب الأحمر أصبح الجنود لا يعطوننا إلا ربع رغيف والباقي يرمى في الزبالة أمام أعيننا.
وعندما كان الجنود يوقظوننا في التفتيشات كان الذي لا يسمع نداء الجنود إما لنوم أو لمرض أو لتعب شديد، فكانوا يعاقبون جميع من في الخيمة.. وهذا دائماً أسلوبهم في العقاب، عقاب جماعي ـ ولقد وضع الجنود الصليب فوق مسجد مطار قندهار وكذلك فوق برج المطار وفوق بعض أبراج الحراسة التي وضعتها القوات الأمريكية لدى احتلالها للمطار وفي إحدى المرات أخذوا أحد الأفغان ـ كبار السن ـ إلى التحقيق وكان في السبعين من عمره فسحبوه سحباً وبعدما رجع رماه الجنود على الأرض وكان فاقداً للوعي وكان أحد مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتحدث إلى أحد الأفغان في نفس تلك الخيمة فشاهد كل شيء بنفسه. وبعد أن خرج الجنود رجع إليه اثنان من الأفغان لكي يحملوه للداخل ـ حيث إنهم أي الجنود إذا أرادوا أخذ أحد من الخيمة أو تفتيش الخيمة كانوا يأمروننا بأن نذهب إلى خارج الخيمة عند سياج الأسلاك الشائكة ويوقفوننا صفاً واحدا بلا حركة ونواجه السياج ونلقيهم ظهورنا ثم لما حمله الأفغان وأدخلوه إلى داخل الخيمة وأفاق من الإغماء أخذ ينتفض ولا يستطيع الكلام أو الحركة...
الرحلة الى كوبا.
بدأوا يجهزون من سوف يتم نقله إلى كوبا فلما جاء دوري وكنت تقريباً ضمن ثالث مجموعة تنقل إلى جوانتانامو ، فنقلوني إلى خيمة أخرى مع عدة أشخاص وكان بجوارنا خيمة فارغة يضعون فيها من يحضرونه من الأفغان من الولايات الشمالية من ولاية شبرغان.
أحضروا عدداً منهم وكان الجنود يضربونهم ضرباً مبرحاً شديداً جداً وكانت دماؤهم في كل مكان وبعضهم أنوفهم مهشمة والدماء تسيل منهم ولقد رأى هذا المشهد مندوب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بنفسه. ثم في اليوم التالي بدأوا يأخذوننا إلى خيمة التجهيز للنقل ولما جاء دوري كان وقت الظهر فأخذوني إلى تلك الخيمة ووضعوني في مكان منعزل وجاء أحد الجنود ومعه علبة يضع فيها عينات فنتف من لحيتي ووضعها فيها ثم أجلسوني على كرسي وجاء أحد الجنود بمقص وقص ملابسي كلها وحلقوا شعر رأسي ولحيتي وشاربي ثم أخذوني عرياناً إلى خيمة كبيرة كان فيها معتقلون وكثير من الجنود ثم بعد أن صورونا كان أحد الجنود عند باب الخيمة معه كلب بوليسي كان الكلب ثائراً جداً وقيده بيد الجندي.
وبعدها قيدوا أيدينا بقيد له سلسلة تلتف حول الخصر ثم وضعوا عليها أي على القيد حديدة تمنع تحريك اليدين فتثبت حركتها ثم ألبسونا الكمامات وسدادات على الأذن والنظارات التي لا يستطيع أحد الرؤية بها. ثم صفونا في خيمة مجاورة من الظهر وحتى الليل ونحن جلوس دون طعام أو شراب أو قضاء حاجة ولا صلاة فكنا نصلي بالإيحاء.
وكان البرد شديدا جداً وقد وضعوا على أيدينا قفازات غليظة جداً ثم لفوا عليها بشريط لاصق قوي جداً وفي وقت متأخر من الليل بدأوا يأخذوننا إلى الطائرة وفي الطائرة وضعونا على مقعد طولي خلفه مقعد مثله وأجلسونا بجانب بعضنا البعض وقيدوا أرجلنا في المقاعد وفي أرضية الطائرة وانجرح جبيني وأنفي من شدة ضغط النظارة وانتفخت يداي وتورمت رجلاي من شدة ضغط القيود وكان الجنود يضربون أفخاذنا بإبر "المورفين" المخدرة ثم طارت الطائرة عدة ساعات طويلة لا أعرف عددها ثم هبطت في بلد كان الجو فيه ساخنا ثم نقلونا إلى طائرة أخرى وكان نقلنا بعنف ووحشية، ثم طارت بنا الطائرة الأخرى إلى المجهول حيث إننا لم نكن نعرف إلى أين سوف ينقلوننا وانتهت المرحلة الثانية في قندهار بأحزانها وآلامها.. قضيت فيها أسبوعين من بداية يناير وحتى نصفه أسبوعان بعامين كلهما أحزان وآلام وتعذيب لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل العذاب في معسكرات الاعتقال الأمريكية ـمرحلة التعذيب المنظم ـ التي لم يشارك فيها الجنود فحسب بل شارك فيها الأطباء والممرضون والمحققون والمترجمون والمسؤولون الدينيون. فكان لكل واحد منهم نصيب في تعذيبنا سواء جسدياً أم نفسيا وكل ذلك باسم القانون.
المرحلة الثالثة من العذاب
بدأت المرحلة الثالثة من يوم ما هبطت الطائرة بنا في جوانتانامو كوبا ولم نكن نعلم أين نحن. وأنزلنا الجنود في باص عسكري ليس فيه مقاعد وأجلسونا على أرضية الباص وجاء أحد المترجمين وكان لبناني الجنسية فقال: أنتم في قاعدة أمريكية ويجب عليكم ألا تتكلموا ولا تتحركوا وأن تخفضوا رؤوسكم للأسفل وبدأ يسبنا ويصرخ علينا.
وكان الذي يتحرك منا يضرب ضرباً مبرحا، ثم لما جاءني الدور في النزول من الباص كنت لا أستطيع الحركة لشدة ما أصابني من الإرهاق والتعب الشديد فقالوا لي قم الآن وأخذوا يصرخون فعندما أردت أن أقول لهم إنني عاجز عن الحركة أخذوا يضربونني ويقولون لي اخرس ممنوع الكلام.
ثم حملني جنديان ورمياني من الباص وأنا مقيد على الأرض ثم أخذونا إلى معسكر الإكس راي ووضعونا في مكان من عصر اليوم الثاني إلى الليل ونحن لا نزال في نفس تقييد يوم أمس الظهر وفي الليل جاءني الدور حيث أخذوني إلى خيمة كبيرة وصوروني ثم أخذوا بصماتي وكان معهم مترجم يسيء معاملتنا ثم أخذني إلى بناء أسمنتي فيه دش ماء ثم عروني من ملابسي وأعطوني صابونة ولم ينزعوا من عيني النظارة وكان الماء بارداً جداً وعندما وضعت الصابونة على رأسي صرخوا علي وقالوا إن الوقت قد انتهى ـ علماً أنني لي أكثر من شهر ونصف لم أغتسل ـ ثم بطحوني على الأرض المتسخة وألبسوني ملابس ضيقة .
البنطال والقميص قطعة واحدة ثم أخذوني إلى حيث توجد الأقفاص فوضعوني في القفص في منتصف الليل وكنت في غاية التعب والإرهاق حيث إن الرحلة من قندهار إلى كوبا كانت طويلة جداً وقد أعطوني فيها من إبر المورفين وكذلك حبوب هلوسة وحبوب منومة وعندما دخلت إلى القفص قال لي أحد الجنود: ممنوع الكلام : منوع لمس الشبك ممنوع تغطية الرأس واليدين أثناء النوم يجب أن تكون دائماً في وسط القفص وأخبروني بأنه يوجد حمام خارج القفص إذا أردت قضاء الحاجة اطلب من الجنود ذلك وكان في القفص سطلان أحدهما فيه ماء والآخر فارغ. قال الجندي هذا السطل الفارغ مخصص للبول وكان عنبرنا قد انتهى الجنود من بنائه حديثاً وهو غير العنابر وكان الجنود ما يزالون يبنون باقي الأقفاص والعنابر حيث إني كنت ضمن ثالث دفعة تصل كوبا كما ذكرت وكان في كل دفعة قرابة الثلاثين معتقلاً فوضعت رأسي ولم أحس بالدنيا إلا ثاني يوم على صلاة الفجر ثم بدأت معاناتي حيث إننا إذا أردنا الذهاب إلى الحمام الخارجي ـ البلاستيكي ـ كان الجنود يأخذوننا بعنف ويفتشون عوراتنا حتى الجنديات كن يفعلن ذلك وكانوا يقفون أمام الحمام والباب مفتوح أثناء قضائنا للحاجة. وبعدها أصبحنا نستخدم سطل البول لقضاء الحاجة تجنباً لأولئك المتوحشين الذين ليس في قلوبهم رحمة وحفظاً لعوراتنا من عبث الجنود والجنديات بها.
وعندما كانت تأتي دفعة جديدة من أفغانستان يرغموننا على الاتجاه كلنا إلى جهة معينة ويمنعوننا من الوقوف ومن الصلاة ومن الأذان بالساعات الطويلة حتى ينتهوا من الدفعة الجديدة التي يجب أن يجري عليها ما جرى لنا.. وفي الشهر الأول كنا ممنوعين من الأذان ومن الكلام ومن غسل الجنابة في الأقفاص ولا يسمحون لنا بالغسل إلا في موعد محدد في الأسبوع فكانوا يخرجوننا إلى محل الغسل في أربعة أقفاص معدة لذلك ثم يأمروننا بنزع ملابسنا ويعروننا من الملابس وبعد أن ينتهي وقت الغسل ـ الذي هو دقيقتين ـ يعطوننا مناشف ثم يرجعون إلينا ملابسنا. وكان ـ وما يزال ـ الطعام قليلا جداً جداً وكانت الحيات والعقارب والحشرات السامة تدخل علينا الأقفاص.
في تلك الفترة وزعوا علينا مصاحف وكان الجنود يهينونها عند خروجنا من الأقفاص ويرمونها على الأرض ويفتشونها ويركلونها بأحذيتهم.
وكانوا يعطوننا وقتاً لتغيير الملابس ملابس ضيقة وأرغمونا على أخذ حبوب الهلوسة واستمر مفعولها أكثر من أسبوعين وعندما يريدون أخذ أحدنا كانوا يرغموننا على الجلوس على ركبتينا ووضع أيدينا فوق رؤوسنا فكان بعض الجنود يضغطون رؤوسنا في الشبك حيث إننا كنا نرغم على استقبال الشبك أثناء دخول الجنود ولقد تجرحت أنوفنا من هذه الأعمال.
وعندما كنا نذهب إلى التحقيق كان الجنود يعاملوننا أسوأ معاملة ويضغطون على رؤوسنا للأسفل ويهرولون بنا ونحن مقيدون وكذلك عند ذهابنا للعيادة أو إذا خرجنا لأي سبب من القفص.
وكانوا يرهبوننا بالكلاب البوليسية ويوقظوننا في الليل لأخذ أرقامنا التسلسلية وكانوا يدخلون علينا قوات مكافحة الشغب ويعاقبون بعض الإخوة المعتقلين بسحب جميع أغراضهم وإرغامهم على النوم على الأسمنت في الليل البارد.
أول إضراب
ثم حدثت مشكلة أول إضراب في كوبا والتي كانت فاتحة للإضراب الشامل حيث كان عندنا في نفس العنبر الذي أنا فيه عنبر B أحد الإخوة المعتقلين واسمه محمد القرشي من السعودية ـ الطائف وكان يصلي الضحى ويلف حول وسطه المنشفة بسبب ضيق الملابس .
فجاء رئيس الوردية أحد الرقباء وقال له انزع المنشفة وكان الأخ محمد يصلي فلم يرد عليه فأمر الرقيب أحد الجنود أن يدخل على الأخ محمد في القفص وانتظر حتى سجد محمد ثم دخل عليه الجندي فأراد نزع المنشفة بالقوة ثم دفع محمد على الأرض وقطع صلاته وأخذ المنشفة ثم اشتبك مع أخينا محمد فدخل الرقيب ودفع أخانا محمد ثم خرجوا فبدأنا نكبر جميعا وبدأت العنابر بالتكبير فارتج المكان كله بالتكبير وقد كان الجنود في نفس اليوم قد أهانوا القرآن الكريم في أحد العنابر ثم رمينا جميعنا أغراضنا من خلال شق الباب ولما بدأنا بالتكبير ارتج المكان كله: الله أكبر .. الله أكبر.. فأخذ الجنود يهربون في كل مكان وكان أحد الجنود يقود مدرعة خارج المعسكر فلما سمع التكبير انحرف بالمدرعة ونزل بها في جرف ثم خرج منها وأخذ يركض... فأغلقت الإدارة المعسكر وأحضرت أعدادا من قوات مكافحة الشغب والكلاب البوليسية فكانت الكلاب تنتفض لصوت تكبيرنا. وأحضروا كاميرات التصوير حيث إن الأمريكيين لا يعملون أي شيء دون إحضار كاميرا الفيديو ويصورون ثم توضع الأفلام في أرشيف سري كما أخبرنا المترجمون عن الأرشيف ـ ثم أضربنا عن الطعام قرابة الأسبوعين، ثم خفف الله عنا بسبب هذا الإضراب وأصدرت أوامر جديدة بعدم رمي القرآن الكريم وتفتيشه وبعدها حدثت أمور كثيرة جداً.. وأحضروا قيودا جديدة تمتد من قيد اليدين بسلسلة حول الخصر ومن قيد اليدين تنزل سلسلة وتتصل بقيد الأقدام تماماً مثل القيود التي قيدوا بها عمر المختار في فيلم عمر المختار وكانت هذه القيود صناعة بريطانية وحدثت اعتداءات: ضرب وإهانة المعتقلين وأمور أخرى أكتفي بما ذكرت ولعل معظمها خرج في الإعلام.
يواصل المعتقل السعودي في جوانتانامو جمعة محمد عبد اللطيف الودعاني الدوسري من رسالته التي نقلها محام أمريكي إلى رئيس مركز حقوق الإنسان في البحرين المحامي نبيل رجب سرد ما يواجهه في المعتقل، حيث أشار إلى أن المحققين هددوه في التحقيقات بالاعتداءات الجنسية وبالاعتداء على أهله في السعودية وخطف ابنته نورة واغتياله إذا رجع إلى السعودية عن طريق جواسيسهم في الشرق الأوسط.
وأوضح الدوسري أن فرقة مكافحة الشغب في المعسكر تسيء معاملة المعتقلين ولا يخرجون من الزنزانات من دون إسالة دم أو كسر عظم أي معتقل.
وأشار إلى أن أبو عبد العزيز المصري كان أحد ضحايا هذه الفرقة ـ حيث تعرض للضرب مما أدى لكسر عموده الفقري وإصابته بالشلل النصفي. وإلى التفاصيل:
كان المحققون يهددوننا وأنا شخصيا كانوا يهددونني بإشهار الأسلحة علي وتوجيهها نحوي. وتهديدي بالقتل إذا رجعت إلى بلدي ولقد حدثت لي في تلك الفترة أمور كثيرة واعتداءات شبيهة بفترة قندهار ـ لا أرغب في ذكرها لبشاعتها ـ ولقد هددت في التحقيقات بالاعتداءات الجنسية وبالاعتداء على أهلي في السعودية وخطف ابنتي نورة وقتلي ـ اغتيالي ـ إذا رجعت إلى السعودية عن طريق جواسيسهم في الشرق الأوسط.
وهددت بتسليمي إلى أمريكا ، حيث السجون الأمريكية وهناك السجان الأمريكان ينتظرون الأشخاص أمثالي من المعتقلين .
أحد الإخوة من السعودية كانت بيده إصابة فتركوها حتى خرج منها الدود فكان الطبيب يفتح الجرح ويرى الدود يتساقط ويغلقه ويقول الآن أخذ الجرح في الشفاء.
ومثل هذه القصص كثيرة جداً وكانوا يضعون بعض أدوات التنظيف والمطهرات المركزة قوية الرائحة أمام أقفاصنا بغرض خنقنا وكثير منا الآن يعاني من مشاكل بالصدر بسببها وكانوا يعاقبون المعتقلين بالمنع من الطعام وكم من مرة يعاقبون عنبرا كاملا بمنعه من الطعام.
أما من ناحية قوات مكافحة الشغب فالحديث عنها يطول ويطول ولكن سوف أذكر بعض القصص العامة التي حدثت فقد كان هناك فرقة من الجنود علامتها وشعارها: تسعة على أربعة وكان هؤلاء الجنود أشد الجنود حقداً وسوءا في المعاملة ولقد أجرموا في حقنا فكانوا هم ومجموعة أخرى لها علامة " دائرة بها خط بمنتصفها" ونحن نسميها stop أو بيبسي وهم لا يقلون إجراماً عن المجموعة التي قبلهم.
كانوا يسيئون معاملتنا بشكل فظيع وغيرهم من المجموعات حيث كلهم في الحقد سواء: ( وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين).
فكانوا يستخدمون قوات مكافحة الشغب في أتفه الأمور لكي تكون ذريعة للاعتداء علينا وتنفيسا لحقدهم الدفين، بمباركة رؤسائهم الضباط فكانوا إذا دخلوا على أحد الإخوة المعتقلين لا بد أن يسيلوا دمه أو يكسروا له عظماً ونادراً ما كانوا يخرجون بدون إصابات في المعتقلين العزل ولعلي أذكر هنا بعض القصص التي رأيتها بنفسي فمنها: أنهم دخلوا على أحد الإخوة المعتقلين ووضعوا رأسه في المرحاض ـ والمراحيض هنا في معسكر دلتا كلها مراحيض عربية حديدية ـ ثم سحبوا على رأسه "السيفون" حتى كاد الأخ أن يهلك ودخلوا على أحد الإخوة المعتقلين وأخذوا يضربون رأسه في حافة المرحاض حتى فقد الوعي وفقد البصر أكثر من 10 ساعات وأصيب بتشنجات في وجهه وكذلك دخلوا على أحد الإخوة المعتقلين وكان يصلي المغرب فضربوه ضرباً مبرحاً وكان ذلك في انفرادي "I إنديا" وفي نفس اليوم دخلوا علي وضربوني. حيث كنا في ذلك الوقت غضبانين لأن رئيس الوردية الرقيب كان يسب ويضرب على أبواب زنازيننا ويقول:"ميري كريسماس" وكان ذلك في كريسماس عام 2002م.
ولقد تكررت محاولات كثيرة جداً منهم لفقء عيون الإخوة المعتقلين وضربهم في الأماكن الحساسة في العورة وضربهم للمرضى والمبتورين في أماكن الإصابة.
وكان أحد الإخوة المعتقلين واسمه أبو عبد العزيز المصري مريضاً ومنوماً في المستشفى فجاء أولئك الجنود وضربوه ضرباً شديداً أمام الممرضين والأطباء فأصيب بإصابات بالغة أدت إلى كسر في العمود الفقري وشلل نصفي وهم الآن يحاولون إجراء عملية جراحية له وهو يرفض خشية من أن يعبثوا في ظهره ويفسدوا ما يمكن إصلاحه ـ كما غالبا تكون عملياتهم الجراحية للمعتقلين ومثل هذه الأحداث كثيرة وكانوا يجعلون دخولهم على الإخوة المعتقلين كما ذكرت ذريعة لإحداث إصابات بالغة وتشويهات خطيرة وكسور.
وبما أنه لا يوجد أحد يراقبهم أو يتابعهم، بل بتوصيات من ضباطهم ومسؤوليهم فكانوا يمارسون تعذيب المعتقلين ـ باسم القانون ـ ولقد حدثت قصص كثيرة جداً أكثر من أن تحصى أو تعد ولعلي أكتفي بهذا القدر منها لأن كثيراً من هذه الأحداث خرجت في الإعلام.
أعود لقصتي ولمعاناتي حيث إنهم كانوا يأخذونني للتحقيقات كثيراً جداً ولقد بلغ عدد التحقيقات معي حتى الآن أكثر من ستمئة مرة وكانوا يسلطون علي الجنود لمضايقتي ويدخلونني الانفرادي دون سبب. وكانوا ـ أي المحققين ـ يحاولون أيضاً الضغط علي نفسيا ولعلي أذكر بعض المواقف التي حدثت لي في غرف التحقيق أثناء فترة وجودي في معسكر دلتا. وسوف أضرب صفحا عن ذكر كثير من الأحداث التي حدثت لي حيث إنني لا أرغب في نشر كل ما حدث.
فمن المواقف التي حدثت في التحقيقات: التهديد بقتلي وتعذيبي وجلوسي طوال عمري في السجن في كوبا، وخطف ابنتي نورة والتعرض لعائلتي في السعودية وتهديدي بالاغتيال بعد خروجي من الأسر وتسهيري، ووضع مطهر قوي جداً في غرفة التحقيق وسكبه حولي حتى أكاد أختنق، ووضع مسجل استيريو بموسيقى صاخبة بصوت عال جدا جدا، ووضع كشافات أنوار عالية جداً أمام وجهي ووضعي في غرف باردة جدا جدا ، حيث تخفض درجات الحرارة إلى أقل درجة بالساعات الطويلة وعدم إحضار طعام وشراب وعدم السماح لي بالذهاب للحمام أو الوضوء للصلاة وغير هذه الأمور كثير جدا مثل تقييد يدي مع رجلي في الحلقة الموجودة في أرضية الغرفة حيث إن جميع غرف التحقيقات هنا موجودة في أرضيتها حلقة حديدية مثبتة بالأرض لكي تقيد فيها أرجل المعتقلين وأما من جهة الاعتداءات الجنسية فلقد حدثت لي أشياء كثيرة وسأذكر ما يتيسر لي منها فأسوأ حالة اعتداء حدثت لي كانت في شهر سبتمبر .
وبعده لا أذكر تماما التاريخ في عام 2002م أول سبتمبر بعد الأحداث كان FBI يأخذني كثيراً للتحقيق وفي أحد الأيام يوم سبت ولسبب تذكري لهذا اليوم قصة تأتي إن شاء الله أخذني الجنود في الليل إلى التحقيق وفي غرفة التحقيق قيدوني في تلك الحلقة الفولاذية ثم تركني الجنود وخرجوا وجلست وحدي فترة طويلة ثم بعد فترة فتح الباب بعنف ودخل أربعة جنود مقنعين بقناع أسود ثم دخلت محققة مدنية وأخذ الجنود يرهبونني برفع أصواتهم وكان بيد أحدهم كاميرا فيديو يصور بها ثم قالت تلك المحققة لي: والآن نريد منك أن تعترف أنك من القاعدة أو أن لك أي صلة بما حدث في الهجمات الأخيرة على الولايات المتحدة أو سوف نريك في هذه الليلة شيئاً أبدا لن تنساه طوال عمرك ـ وفعلا لن أنسى ما حدث طوال عمري .. فقلت لها إنه ليست لي أية علاقة بما تتحدثين عنه وكان معهم قيود إضافية يحركها الجنود بأيديهم بقصد إرهابي وتخويفي وبدأت بتهديدي عندها تيقنت أن هناك أمراً خطيراً سوف يحدث لي بدأت أصرخ وأصرخ لعل أحد الإخوة يسمع صراخي ولكن هيهات فإن كل غرف التحقيق فيها عوازل للصوت.
فقالت لي وهي تضحك وتقهقه: اليوم السبت إجازة ونحن في الليل ولا يوجد أي أحد من المسؤولين .. ثم بعد آخر محاولة منها في تهديدي أمرت الجنود بأن يبدأوا بما كانوا قد رتبوا له سابقاً، فجاء الجنود فأنزلوني من على الكرسي وكانت قدمي مقيدة في تلك الحلقة كما ذكرت سابقا ثم مددوني على ظهري ووضعوا القيود الإضافية الطويلة فوق قيد يدي وسحبوني منها بشدة ووحشية في اتجاه عكس اتجاه قدمي وأنا على ظهري ثم أشارت تلك المحققة لأحد الجنود والذي كان بحوزته مقص بأن يقص جميع ملابسي فبدأ الجندي بقص جميع ملابسي ثم سحبها ورماها في زاوية الغرفة ثم بدأت تلك المحققة بنزع ملابسها ـ والجندي يصور بالكاميرا كل شيء ـ ثم عند آخر قطعة من ملابسها الداخلية وقفت فوقي ولما نزعتها ـ وكانت تلبس حفائظ نسائية ـ نزل دم حيضها فوقي ثم بعد أن انتهت من هذا الاعتداء القذر وكنت أحاول وأقاوم هذه الجريمة القذرة لكن الجنود كانوا يمسكونني من القيود بقوة وغلظة التي كادت أن تقطع يدي فبصقت عليها وعلى وجهها فوضعت يدها في دم حيضها القذر الذي نزل على جسمي فمست به صدري وكانت تلك الفاجرة تلبس سلسلة فيها صليب والصليب فيه صنم رجل مصلوب: فقبلت الصليب بعد أن رفعته ونظرت إلي وقالت وهذه هدية الصليب لكم أيها المسلمون ولطخت يدها بدم الحيض ومسحت به وجهي ولحيتي ثم قامت وبدأت تنظف نفسها وتلبس ملابسها ثم خرجت من الغرفة ـ إلى سخط الله وغضبه إن شاء الله ـ ثم أخذ الجنود يدي وقيدوها مع قدمي في الأرض ثم خرج جميع الجنود بعد أن أخذوا ملابسي من زاوية الغرفة وتركوني على هذه الحالة مقيداً عرياناً ملطخاً بدم حيض تلك العاهرة وبعد عدة ساعات جاء جنود ـ لا أعلم يقينا هل هم نفس الجنود ونزعوا الأقنعة أم هم جنود آخرون ـ وأخذوني عرياناً إلى الحمام حيث غسلت نفسي ثم أحضروا لي ملابس أخرى وكأنهم لا يعلمون بما حدث من هذه الانتهاكات الخطيرة.
وكأن شيئاً لم يكن.. أرجعوني إلى العنبر قرب الفجر وأنا في حالة هستيرية في حالة سيئة جداً أكاد أجن مما حدث وكيف حدث ولماذا حدث.. كم يؤلمني تذكر وكتاب الكاتب: جمعة عبداللطيف التاريخ: 28/12/2006 عدد القراء: 5981
أضف تعليقك على الموضوع
|
تعليقات القراء الكرام
|
|