رسالة في اليوم العالمي للشعر والشعراء
أيها القائمونَ على هذا اليومِ العالميّ , السلامُ على منِ اتّبَعَ الهُدَى وبعد
أولا أبدي اعتذاري على تأخر هذه الرسالة فلم أعلم بهذا اليوم إلا قبل عدة أيام !
عجبتُ لذلك اليوم الذي تعقدونَهُ باسم الشّعر والشعراء وهو بعيدٌ عن الشعرِ والشعراء!
بعيدٌ عن محنةِ الإنسانِ في هذه الدّنيا !
عجبتُ لكم كيف تقربون كل بعيدٍ عن الدينِ والحق !
والشعر ...قيمةٌ كبرى ...والقيمُ الكبرى لا تقبل إلا الحق !
فنيابةً عن شعراء الجهاد و المقاومة في كل صقع , نريد أن نقول بأننا قد بعدنا عنكم كثيرا كثيرا فلم نعد منكم فأنتم اختزلتم الشعر إلى ثرثرةِ الإلحاد والغموض والجنس والانبطاح, فصرنا محاربين منكم ومن أصحاب العروش ! ولا أقول هذا الكلام لأشتكي لكم وأستعطفكم وإنما لكي أقول لكم بأننا على هذا الدرب كما الطود الشامخ , مع أمة المقاومة بكل فئاتها , نقاوم الظلم والطغيان, نقاوم الذل والكسل والجبن وندعو إلى كل خير .
ونحن لسنا من ذلك النوع صاحب القرابين الذي لا يكلُّ ولا يملُّ في قول كل قبيح حتى ترضون عنه وتقربونه!
ولأن نكتب حرفاً واحداً مقاوماً للظلم خير من أن نكتب آلاف الأشعار الممسوخة !
ولأن يردد أبياتنا فتيان المقاومة خير من تكريمنا من قبلكم !
نعم قد لا يعرفنا أحد فبعضنا يكتب باسم مستعار خشية البطش فالبطش تغيّر في هذه الأيام فاليوم يأخذوننا وكل من يعرفنا ويقتلوننا ألفَ مرةٍ ويحرصون مع ذلك على بقائنا أحياء!!
وقد نعيش ألف عام ولا نحصل على ثمن أو تكريم ولكن ميزان التكريم عندنا مختلف !
لأننا مسلمون
وموعدُ تكريمِنا هناكَ إن شاءَ الله في الجنةِ عند خالقنا ومع إخواننا الذين وقفنا معهم في خندق واحدْ , رفضنا المساومة ورفضنا أن نخذلهم في محنتهم ما استطعنا .
يكفينا بأننا معروفون عند ملك الملوك وبأحسن حال ما دمنا على الحق ثابتين!
.
.
.
أيها السادة
اليوم العالمي الحقيقي للشعر عند كل بيت يكتب لتلك العفيفة السجينة التي لا تزال تغتصب في سجون بغداد وغيرها ... اليوم العالمي الحقيقي للشعر والشعراء عند كل حرف يسطر لذلك البطل الذي يقتحم بسيارته ليفجر فيمن احتل أرضه هذا الذي أجرى معادلة بسيطة تجهلها عقولكم المستفلسفة ..
معادلة :
جهاد لاسترداد الأرض والشرف والعزة +الإخلاص لله وحده =نصر أو شهادة ...وكلاهما نصر عنده !
هي صفقة :
بين ملك الملوك وهذا البطل
الروح مقابل الجنة أو النصر لقومي وأهلي .
أو كما قال الشاعر :
لا تسقني كأس الحياة بذلّة /// بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
الإنسان خلق ليذل لله فقط , ليعبده ويرفض كل استعباد ويجحد ويرفض كل إلهٍ وكل صاد عن دين الله .
اليومُ العالمي الحقيقي للشعرِ عند كل لوحةٍ تجسد معاناة عالم سجين في سجون الظلم وقتل الرأي.
اليوم العالمي الحقيقي للشعر والشعراء عندما نجسد حالة أسرة فقيرة بلا مأوى!
اليوم العالمي للشعر عندما يكون الشعر للإنسان , لا لسب رب الإنسان !
اليوم العالمي للشعر عندما يكون الشعر لرفع الأخلاق السامية الإنسانية لا لجعل الشعر بيت دعارة ! وتعرية للمرأة ! هذه الجوهرة التي ما مللتم من استغلالها وتمرير المؤامرات من خلالها!
اليوم العالمي للشعر عندما يكون الشعر رمحاً في حلوق الطغاة لا طلاءَ أحذيةٍ لهم !
والله لثباتنا ثانية واحدة في هذه المحنة وحولنا كل هذه المخاطر والمصاعب لهو يوم عالمي للشعر والشعراء !
.
.
.
أيها السادة
ندعوكم لكي تنضموا إلينا فنحن عندما نكتب الشعر فإننا نجتاز العالمية إلى ما وراءها , نجتازها إلى الكونية وإلى ما وراءها ...إلى الجنة فهذا الخط الحقيقي لرحلة الزمن !
وبهذا نكون قد حققنا ما لم تحققه قصائدكم المسخ , فإن لم ترغبوا باللحاق بركبنا فسلموا القيادة على الأقل لشعراء المقاومة فقد وصلتم بالشعر والشعراء إلى أقبح ما يكون وأنا على ثقة بأن شعراء المقاومة أهل لتلك المسؤولية !
.
.
.
قصيدة/ عبقُ القصيد
لأَشُمُّ رائحةَ القصيدةْ
وأرَى مِدَادِي قدْ تأهبَ كالغَمَامَةِ للهُطُول
وفُؤاديْ شرّعَ كلَّ بابٍ في مَدِينتِهِ
لكيْ تَهْمِي المَشَاعِر
نادَتْ مَنَائِرَهَا بَأنَّ الوَقْتَ حَانَ وَلا خُمُول
عَرَبَاتُهَا صِدْقٌ وإيمَانٌ تَقَاذَفُهَا الخُيولْ
ألوَانُها ألْوَانُ أقْواسِ المَطَرْ
يا ذلكَ القلبُ المُصَابِرْ
يا ذلكَ القَلَمُ المُخَاطِرْ
اليوْمَ مَاذَا سَوْفَ َنَرْسُمُ بالحُرُوفْ ؟
مَاذا سَنَنْقُشُ في جِدَارِ الكَوْنِ في رُوحِ البَشَرْ ؟
إنَّا قَدِ اعْتَدْنَا الحُتُوفْ
ومَشَينَا في الدَّرْبِ جَميعاً لا نُبَالي بالخَطَرْ
سِرْنَا وهمَّتُنَا فَرِيدَة
كُنَّا لِسَانَ الحَقِّ نَنْصُرُ ذَلِكَ الإنسَانَ مِنْ ظُلْمٍ وَشَرْ
كُنَّا رُعُوداً بَيْنَ أَنْغَامِ الطُّبُولْ
كُنَّا أُسُوداً بَيْنَ قُطْعَانِ العُجُولْ
صِحْنَا وَزَمْجَرْنَا بأنَّ اللهَ مَوْلانَا وأنَّ الحَقَّ لاَ يَهْوَى الأفُولْ
تَحْيَا بِدَاخِلِنَا العَقِيدَة
ونُمُوتُ كيْ تَحْيَا الحَيَاةُ بِهَا وَ تَنْتَفِضَ الضَّمَائِرْ!
محمد القحطاني
بلاد الحرمين-حرسها الله
26/02/1427 هـ الكاتب: محمد القحطاني التاريخ: 28/12/2006 عدد القراء: 6106
أضف تعليقك على الموضوع
|