عمرو خالد وقصة بولس الرسول
بقلم فضيلة الشيخ محمد الطرهوني
إن للقصة دورا عظيما في توصيل المعلومة ولقد حفل القرآن الكريم والسنة النبوية بالقصص قال تعالى : نحن نقص عليك أحسن القصص وقال سبحانه : فاقصص القصص لعلهم يتفكرون وقال جل من قائل : لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب وقد قص علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفا من أخبار من كان قبلنا لكي نعتبر بها ونستنير بما فيها من عظات .
وإن أكثر ما اشتهر به الأستاذ عمرو خالد هو قص القصص لأخذ العبر منها سواء أصاب في فهمها أم لا ... ولطالما تمنيت لو قص علينا قصة رجل واحد عجيب غريب .. رجل واحد فقط غير مجرى الديانة النصرانية منذ قرابة ألفي عام وبقيت تحريفاته هي الدين المعتمد عن النصارى إلى يومنا هذا وضاعت معالم الديانة الحقة التي بعث بها عيسى عليه السلام وذلك لكي نأخذ منها العبرة لنحمي ديننا من التغيير والتبديل الذي يحاوله الغرب الكافر ويجند له كل طاقاته بعد أن فشل في إثناء الناس عن الارتباط بدينهم .
إنها قصة رجل يطلق عليه النصارى اليوم اسم بولس الرسول فمن هو يا ترى هذا الرجل ؟؟
بولس كان يهودياً مثقفاً فيلسوفاً مستنيراً قبل أن يعتنق النصرانية، وقد مكنته ثقافته اليهودية من العلم ببعض النصوص الدينية الباقية من دعوة موسى ورسل بني إسرائيل، فلما ادعى اعتناقه للنصرانية كان ينطق ببعض النصوص التي حفظها من العهد القديم، لا على أنها وحي أوحي إليه، بل تراث ديني ورثه عن الأقدمين
إن بولس واسمه الأصلي (شاول) دخل النصرانية ليهدمها، فقد نقلها من التوحيد إلى التثليث وأحل الخمر وأباح الخنزير ودعا إلى التبتل ونقل المسيحية من المحلية كما قال عيسى:"اذهبي يا امرأة فإني لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة من بني إسرائيل" إلى العالمية، كما في قوله:"إن المسيح مات من أجل خطايانا نحن البشر".
وهذا شأن اليهود إذا عجزوا عن مواجهة دين من الأديان ادعوا اتباعه، ليكون الهدم من خلال الاتباع بعد تضليل الأتباع .
وكلمة رسول تشير إلي شخص أُرسل في مهمة. وتستخدم هذه الكلمة بمعنى خاص في الإنجيل، لتشير إلى بعض أتباع عيسى المسيح، الذين أرسلهم هو شخصياً إلى العالم في إرسالية محددة للمناداة برسالته وفق تعاليمه .
ولكن بولس لم يكن من الحواريين ولا حتى من تلاميذهم ولكنه استطاع أن يضفي على نفسه هذه الهالة القدسية ويتحصل على هذا الاسم بلا مسوغات بل لا تتعجب إذا علمت أن للنصارى سفر مقدس هو عمدة دينهم يسمى بأعمال الرسل يحوي 22 رسالة ...لشاول اليهودي منها : 14 رسالة !!!!!!!
انظروا إلى قصة تحول شاول اليهودي إلى بولس النصراني الذي وصف بالرسول فيما بعد يقول : فحدث لي و أنا ذاهب و متقرب إلى دمشق أنه نحو نصف النهار بغتة أبرق حولي من السماء نور عظيم. فسقطت على الأرض و سمعت صوتًا قائلاً لي شاول شاول لماذا تضطهدني. فأجبت من أنت يا سيد فقال لي أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده. و الذين كانوا معي نظروا النور و ارتعبوا و لكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ... إلخ القصة المفتراة .
وفي لوقا : فقال له : قم وكرز بالمسيحية.
وفي ختام هذه القصة يقول لوقا جملة ذات بال ، غيرت وجه التاريخ، وهي :"وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيحية أن هذا هو المسيح ابن الله."
ودخل بولس في المسيحية-وحاول ان يتصل بتلاميذ المسيح، ولكنهم أوجسوا منه خيفة، ولم يصدقوا 'إيمانه-وحق لهم- ولكن شهد له "برنابا"فصدقه الآخرون، وإن كان "برنابا" لما عرف حقيقة امره، تخلى عنه بعد أن ظهرت اتجاهاته،وانفض عنه فيمن انفضوا"
هذا ... وفي حكاية إيمان "بولس" وقصة الرؤية التي رأها من الاختلاف بين الإصحاحات ما يجعلها باطلة كاذبة.
وبهذه الخطة الماكرة استطاع هذا الرجل أن يحرف في جوهر الديانة المسيحية، دون أن يستطيع أحد معارضته، لأنه زعم لهم أنه يتلقى التعاليم من المسيح تلقيا إلهاميا روحيا، وصدقوه في ذلك ، وأدخل في المسيحية ما أدخل ، وحرف فيها ما حرف، وكاد لدين الله أيما كيد.
ولقد تعجب دارسو الأديان فقالوا: كيف ينتقل رجل من كفر بدين ، مع اضطهاد أتباعه إلى الاعتقاد الشديد به طفرة من غير سابق تمهيد، ولو كان الانتقال مقصورا على مجرد الانتقال من الكفر إلى الإيمان - فإن لذلك نظائر وأشباها- لزال العجب ، ولكن العجب أن ينتقل شخص من الكفر المطلق بدينه إلى الرسالة في الدين الذي كفر به, فإن ذلك ليس له نظير، ولم يعهد ذلك في أنبياء ورسل قط.!!
ولكن بولس-أبو العجب- استطاع أن يتغلب على ذلك العجب في عصره، وأن يفرض على النصارى آراءه من بعده، وأن يحملهم على نسيان العقل عندما يدرسون أقواله وآراءه وتعاليمه.
ومن يومها استطاع بولس أن يفرض ما ارتآه على النصارى فيعتنقوه دينا، ويتخذوا قوله حجة، زاعمين أنه رسالة أرسل بها حتى صارت النصرانية الحاضرة منسوبة إليه، فهو المؤسس الحقيقي لها.
وقد ساعده على القيام بدوره عدة صفات امتاز بها، هي:
1- أنه كان نشيطا دائم الحركة، ذا قوى لاتكل، وذا نفس لا تمل.
2- أنه كان ألمعيا شديد الذكاء، بارع الحيلة، قوي الفكر، يدبر الأمور لما يريدها بدهاء الألمعي، وذكاء الأروعي، يسدد السهام لغاياته ومآربه فيصيد بها.
3- أنه كان شديد التأثير في نفوس الجماهير، قوى السيطرة على أهوائهم ، قديرا على انتزاع الثقة به ممن يتحدث إليه.
[ محاضرات في النصرانية صـ81-87 بتصرف ، المسيحية، صـ106، بتصرف ، ومصادر أخرى]
انتهت القصة باختصار شديد وبأسلوب ليس سهلا مبسطا كأسلوب الأستاذ عمرو خالد ونلخصها في نقاط سريعة :
بولس الرسول يهودي اسمه شاول معاد للديانة النصرانية .
دخل شاول النصرانية لتحريفها وهزيمتها من الداخل .
لم يتتلمذ شاول على أحد من علماء النصرانية .
ادعى أنه يتلقى العلم بأسلوب خاص لا عمن سبقه .
خالف تعاليم النصرانية الحقة وابتدع تعاليم جديدة .
أنكر عليه من أنكر من علماء زمانه لكنه تغلب عليهم ونجح في تحريف دين العامة .
صار له جمهور كبير يعتنق دينه المحرف ويظن أنه على دين النصرانية الصحيح .
والآن إلى محل الاعتبار لنا جميعا ولأخينا عمرو خالد :
لا يمكن أبدا أن نقارن بين يهودي كافر خبيث وبين مسلم نحسبه يريد الخير لكنه يستغل من النظام العالمي
ولكن : ألا تخشى أخي عمرو خالد أن تكون يدا من حيث لا تشعر يتلاعب بها الإعلام لكي تحرف ديانة الإسلام ؟؟؟
إن نظرة سريعة في الروابط التي في هذه الصفحة والتي سوف تتجدد بإذن الله حسب ما يمكنني الله منه تظهر لك ولغيرك البون الشاسع بين شريعة الإسلام وبين ما تدعو إليه .
وقد ناصحتك من قبل فلم ألق منك تجاوبا فلم أجد بدا من إخراج الكتاب الموضح للخلل العظيم .
ولكي ينتفع بما فيه أكبر قدر ممكن وللحاجة الماسة لظهوره رأيت أن أجعل في هذه الصفحة موضوعاته لحين طباعته إبراء للذمة ونصحا للأمة .
لا زلت أدعوك أخي عمرو إلى تغيير منهجك وتصحيح طريقتك وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محمد بن رزق طرهوني السلمي
المدينة المنورة في 24 / 1 / 1427هـ
نقلها لكم
ابو البراء نسيم الجزائري الكاتب: الشيخ محمد طرهوني التاريخ: 28/12/2006 عدد القراء: 5999
أضف تعليقك على الموضوع
|