سـاقيــة الغـَمـَـامِ.....
قصيدة في الشيخ ابن جبرين رحمه الله.
..
..
مـن لــي بسـاقيــة الغـَمـَـامِ
سَـحُّ الهُطــول بـلا حِـمـــام
تمشـي بأبطـَحهـا و تـُخفـي
قـَــدمـَـا تعـثــَّر في الزِّحــَـام
قـد ســار فـي إثـرٍ اليـــهـــا
مُستـشــرفـَـا خـيـر الأنــــام
يزجـي لأوديـــــة سَحـابـَـــا
و يُسـيل مـن دمــع الغمــــام
و يَجـود مـن علـمٍ و يغـنــي
صمـت العيـون عــن الكــلام
كـــم راودتــه و كـم رآهــــا
بـدراً يـلـــوِّحُ بـــــالـتـَّـمـــام
دنــيــا تقـلــب بـيــن كـــــف
مثــل المـضــارب بالســهـــام
فـيـشـــَـدَّ مئـــزره لأخـــــرى
حـسـنـــاءُ فــي زِيِّ الكــــرام
تـَــزدانُ بـاسـطـــة يــديــهــا
حســنــاء طـيـبــة المــقـــــام
عــيـنــــاء بـــاذلـــةٌ لخـــيـــرٍ
حـــوراءُ عــاليـــة السَّـنــــام
مـسَّ المنـونُ بـطـــونَ نــجــدٍ
فـبـكـــت لهــــا أرض الشـَّــآم
و تقــلــبـت فـي مشـرقيـهـــا
شمـس تسافــــر فــي الظــلام
مـــدت جــذائــلهــا فــلـمــــا
أرخــت بـــأطـــراف اللـثـــام
أبــكــت أحبتــهــا فـــــدارت
أفـكـارهـــا فــي كـــل هـــامِ
تبكـي علـيـه بـنــات عبــس
مـتــوشحــات في الــخــيـام
و تـنـوح من قيس و بــكـــر
و بــنــات أعــــمــام كـــرام
شَـغـُفَ الحبيب لها فــنــادى
أنْ يـا أخــيـّــة لن تضــامـي
أوردتــه نـبــعــــــا فـلــمـــا
أعيــتـــه أثــار السـُّـقـــــــام
ذكـــر الحبيـب بيــوم بــــدر
فبــكــى الفــؤاد من الغـَــرام
تسعــى إليـــه مســـابــقـاتٍ
شعــثُ الرؤوس بـكــل عــام
ترمـي حبــال الوصـل حـتـى
تنوي المكوث بــذى المقــام
كـــانـت ثمـــانيــنــا فلــمــا
شـَـرُفــت سنيــنٌ بالتـمـــــام
أديــــت حـــــــق الله فيـهــا
و سعــيــت فيه بلا خــصــام
لو عشـت دهـرا ما وقــانـي
مـن رميـة مــن ســهـــم رامِ
فحـروف شعري قـد عــراها
حــزنٌ تحشرج في كـلامـــي
حـيـن ابن جـبـريـنٍ جـفـانــا
و العــمـــر آل الى انـصـــرام
فتـقطـعــت أكبــاد شــعـــري
شــوقــا الـى البلـــد الحـــرام
و ببـطــن مكة كـان رحــلــي
متعــثــرا يجـــري أمــــامــي
و الـى المـديـنــة سابقـتـنــي
نفــس يجـرجــرهــا هـيـامي
صلـَّيــت أربــعـــةً فـــلــمـَّـا
سلـَّمــت أبكــانـي سلامــــي
..
..
و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم..
..
الجبــــوري
الكاتب: الشاعر موفـق الجبـوري التاريخ: 15/07/2009 عدد القراء: 5756
أضف تعليقك على الموضوع
|