رصاصـة واحـدة نــريـدُ....
رســالـة من غــزة...
..
رصاصـة واحـدة نــريـدُ
و لا سوى ذاك و لا نـَزيـدُ
رصاصةٌ واحـدة و ينتهي
حكم ولاة أمـرنا الرشيدُ
فأمتي يـَسومُها سِمَانـُها
ذلاً و يدمي وجهها العبيدُ
أحزانها قوافلٌ
و صمتها جحافلٌ ..
و فكرُهــا بليـدُ ..
و أرضها سليبة
و مشيها... وئيــدُ
فكل شبـرٍ تحتـَه جـنــَازةٌ
و كل هـدمٍ تـَحتـَه شهيـدُ
صغارُنـا تيتمـت
نساؤنـا تقتـلــت
و عيشُ أعداء لنــا رغيدُ
رصاصةٌ.. و قصةٌ ..و غـُصةٌ
و دمعةٌ أهرقهـا الوريـدُ
فأيـن غـابَ سيفـُنا..
و سعدُنا..
و عَمْرُنا..
و أين من رجالنـَا الوليـدُ
لا صمتُ أخوانٍ لنا أمـتعـَنـا
لا صوتُ أخوانٍ لنا أسمعـَنـا
لا مال أخوان لنا يفـيــدُ..
يا ألفَ مليونٍ و ألف حاكـمٍ..
و ألفُ شــيـخٍ مالـُه نضـيــدُ
عروشكم ..
و حكمكم..
و خوفكم
و كـلُّ من في دارِكـُم قعـودُ
كأنهم إخوانكـُم...!
أو انكم إخوانهم ...يهـودُ....!
فـكـلُّ من يضربُ طبلاً عندنا
ترقصُ في مجلسه القــرودُ..
و كل من يبكي على أعدائنا
تـُلطـم في حضرته الخـدود
و كل من يشـرب من دمائنا
يـُسكِـرُكـُم مقامُـه السعيـدُ
يا ساسة لا تـَرعــوي..
يأمركم مدجَّـنٌ رِعـديــدُ
إن تكتموا أنفاسنــا..
فكـل شيء حولـنا..شهـــودُ..
يا غابة تــأســرُنا
تصنع من قبورنا أسوارَها
حتى تـُـقــام بينـنــا الســدود..
يا من يعيشون على أنقاضنا..
و من يصفقون عندما نموتُ
و تـُهـدم الأســوار و البيـوتُ
و تـسلـخ الجلـودُ...
كم مرة رأيتم الأرضَ لها مـجـامــرُ
و قطعت أنصالهـا الخناجـرُ
و أحرقت صيحاتها الحناجر
كم بائـعٍ...
كـم ضائعٍ...
كم مفلسٍ بعرضه يتاجـرُ
و كم رئيس دولة يقامـرُ
و كم أمير جاهل بليــدُ...
نقولها في اليوم الف مرة
و الف الف مرة نـُعيـد
رصاصة و احدة و ينتهي
بطشُ و لاة أمـرنا الشديــد
من حقنا العيش على تـرابنا..
و ذات يومٍ تـُهــدم الحدودُ
و ذات يومٍ أرضـُنا تعـــودُ..
فمن رأى الأطفال في أمتــنــا
و من رأى النساء في غـزَّتـنـا
يعلم أن حزننـا نشـيـدُ..
و ان من أطفالنا ..
و أن من نسائنا ..
و أن من رجالنا أســودُ..
و أن مـوتنـا شهادة .. و نصرُنا أكيــدُ
و اننا بضعفنا .. بفقرنـــا .. تاريخنا مجيــدُ
و مجــدنا تليـــدُ...
و أننا ... سنحمـل النصـر على أكـفـِّـنـا
و المسجد الاقصى سنستعـيــدُ
رصاصة و احدة نـريــدُ..
و لا سوى ذاك و لا نـَزيـــدُ
...
و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم...
...
موفق الجبـــــوري
الكاتب: الشاعر موفق الجبـوري التاريخ: 14/01/2009 عدد القراء: 5518
أضف تعليقك على الموضوع
|