بسم الله الرحمن الرحيم
أنعـــم بولاة أمـرنا
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،
أما بعد :
فإني أعجب من الذين يلمزون ولاة أمر المسلمين ويتهمونهم بشتى التهم من الكفر والخيانة والسفالة !!.. تماما كعجب القذافي ودهشته من هؤلاء الخارجين عليه يريدون منه التنحي عن الحكم وهو الذي لم يحكم يوما شبرا من ليبيا بل كان - طيلة فترة حكمه - مجرد رمز روحي ومرجع أدبي للثورة المجيدة !
وأقول لهؤلاء بيننا وبينكم القذافي فلننظر في سيرته وهديه في شعبه وليكن نموذجا - شديد التركيز - لبقية حكام الدول والشعوب المسلمة .. فهاتوا من سيرة هذا الرمز ما يُعد نقصا في الحاكم الشرعي ؟
• القتل مثلا ؟ هذا من ضرورات تثبيت الحكم .. ونفوس المسلمين رخيصة -كما تعلمون - للحاكم سفكها بأدنى مصلحة بل وبغير مصلحة !
• النهب مثلا ؟ ليس في الدولة شيء إلا وهو مملوك للحاكم - بصفته وشخصه - فتصرفه في ثروته تصرف لا شبهة فيه !
• قصف المتظاهرين ؟ هؤلاء حفنة من الخوارج نالوا ما يستحقون من القتل !
• تنحية الشريعة ؟ القذافي يعتقد أنه هو المشرع وهو الشريعة ذاتها فكل نطقه تشريع وكل فعله تشريع وكل هلوساته تشريع .. ألم يكتب الكتاب الأخضر من سواطع الإلهام ومشارق الفيض الذاتي في نفسه الوضّاءة ؟
• المرتزقة مثلا ؟ لا ضير ما دام يجلبهم من محض ماله للدفاع عن كرسيه الذي يستحقه استحقاقا ذاتيا بمجرد الجلوس عليه.. والشعب كله خوارج وبغاة فلا تثريب في إبادته وتشريده والتنكيل به ..
• فتاوى العلماء في إباحة دمه وتكفيره ؟ هذه فتاوى القعدية من الخوارج لا قيمة لها بل هم الذين يجب قتلهم وإماطة أذاهم عن طريق الحكام الأماجد .
والآن وقد انكشفت الشبهات وظهر بطلان الاتهامات لولاة أمرنا هل يجوز لأحد أن يسئ الظن بهم فضلا عن إساءة القول ؟!
إن ولاة أمورنا كادوا أن يكونوا ملائكة من طهر بواطنهم وظواهرهم .. والواجب نحوهم أن نحني الجباه ليتمكنوا من نحرنا دون جهد منهم فما أسوأ أن تموت بيد حاكم قد أتعبته ودافعته ونازعته ! مت - أيها المؤمن - بين يدي القذافي - وأشباهه في كل دولة - موتة مشرفة ملؤها الخضوع والاستسلام بل والتشوف لحد السكين .. مت سعيدا راضيا حالما بأجر كبير ومكانة عالية .. مت وأنت في غاية الفرح والبهجة أنك ذبيح السلطان فما أعزها من ذِبحة ! .. مت بمنتهى البهجة فأنت قتيل اليد التي لم يشفع لك عندها ألاف القبلات التي طبعتها على ظهرها الطاهر ..
ولأجل هذه القِتلة المباركة عليك أن تشعر نحونا - نحن علماء السلاطين - بالامتنان ، وأن تخاطبنا بكل وقار واحترام ، وأن تكنّ لنا في أعماق ضميرك كل المحبة والتقدير .. لأجل هذه القِتلة المباركة قم لنا تبجيلا واسمع توجيهاتنا الرشيدة منقادا غير متلكئ ولا متلعثم .. واعلم أيها الشهيد الحي أننا لمثل هذه القِتلة درسنا العلوم الشرعية ، ولأجلها تحملنا المشاق والمسؤوليات ، وفي سبيل تحقيقها نلنا الشهادات في أدق التخصصات .. وقد عاهدنا أنفسنا نحن (علماء السلاطين) أن نطوّع رقاب العباد لسيف السلطان .. وأن نبذل ثروات البلاد للهو السلطان ..
وعندنا نزعة غريبة لعلك لاحظتها .. وهي أننا نعشق الذل عشقا صادقا .. ونحب الهوان حبا عميقا .. ونبحث عن كل ما من شأنه أن يملأنا ذلة فنفعله .. ونبحث عن أقصر الدروب للعار فنسلكه .. ولا يمكن أن نجمجم أو نغمغم في كشف علاتنا وفضح أدوائنا بل نعلنها صريحة " نحن إماء السلاطين " .. بل إن لنا طربا - وأي طرب - عندما يخلو أحدنا بالحاكم فينحني صاغرا لتقبيل قدمه الكريمة ... هذه حال لا يدركها إلا من ذاق طعم الذل وخالطت قلبه بشاشة الهوان ...
وبعد هذه المقدمة - التي نرجو أن تكون كاشفة للشبهات مزيلة للأعذار - نتوجه لسائر المسلمين ببيان علمي رصين ..
أيها المسلمون : ألقوا عنكم ثياب الشرف الرفيع وتعالوا عراة إلى مرتع الخزي .. أيها المسلمون : احذروا من ضلالة العزة والأنفة والإباء ..ارموا بها - ومعها كل أحلامكم - في بحر النسيان ، وهلموا إلى التهلكة المحققة والضلال المبين ... إلى آخر البيان ... كتبه عملاء المرتدين وعلماء المنافقين ببركة السلطان العظيم الأثيم الرجيم .
الكاتب: حسين الخالدي التاريخ: 27/02/2011 عدد القراء: 16066
أضف تعليقك على الموضوع
|