د.خالد العمري
بداية اقدم التقدير والاحترام لموقع الشيخ حامد العلي حفظه الله تعالى والذي يعتبر منارة في ظلام هذا الكون المعتم وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء,ثم اقدم جزيل الشكر للاستاذ محمد فلاح الزعبي على مايكتبه من مواضيع تعالج الكثير من القضايا باسلوب جديد وجميل وعميق,والذي ارجو ان يتسع صدره لهذه الملاحظات:
اولا: القضية الافغانية كانت ولا شك جهادا بين الاسلام والكفر "الشيوعية" وقد كانت جهادا بحق ..وكل المسلمين وقفوا مع المجاهدين بل وتمنوا ان يذهبوا للجهاد هناك ,وكان على راسهم الشيخ عبدالله عزام رحمه الله ,والذي الف كتبا وذكر الكثير من كرامات المجاهدين ..وما كانوا ينشدون الا احدى الحسنيين الشهادة او النصر وبحمد الله كانت نهاية الجهاد نصرا للمجاهدين ..الذين صدقوا الله فصدقهم الله وكل من قتل هناك نحسبه شهيدا عند الله.
ثانيا: ما اشبه ما حدث بين المجاهدين بعد اندحار الروس بما حدث بين الصحابة فيما عرف ب (الفتنة)بين على كرم الله وجهه ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه,ولم يقل احد من العلماء انه كان نتيجة ضعف في ايمانهم –وهم المبشرون بالجنة –او نتيجة ضعف المنهاج التربوي –على حد تعبير الاستاذ الزعبي بالنسبة للمجاهدين الافغان- وانما اجتهاد منهما فمخالفة معاوية رضي الله عنه لعلي كرم الله وجهه استوجب ان يقوّم علي اعوجاجه باسيف !وحدث بينهما القتال, والذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه قال فيهم ذلك : فقد روى الطبري ان رجلا دخل على عثمان رضي الله عنه فقال له :ما تقول في الذين خرجوا عليك :اهم كفار ؟ فاجاب :لا ,الكفار لايؤمنون بالله ابدا , فقال له :اهم منافقون؟فاجاب :لا ,فالمنافقون يثاقلون للصلاة ,وهؤلاء صوامون قوامون,فساله: ماتقول فيهم اذن؟فاجاب :هم اخواننا بغوا علينا! ثم تلا : "فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ الى امر الله".
والحق يقال ان تحالف "المجاهدين الافغان " مع امريكا هو جريمة بحقهم وبحق الاسلام ونحن عندما بدلوا بدلنا ووقفنا مع الاسلام ومع الحق .وضد الكفر المتمثل بامريكا ووقفنا مع طالبان لانها ضد الكفر وكل من ساند امريكا هو باغ يستحق العقاب والمعاداه ,والكثير الفرق الافغانية وقفت مع امريكا رغبة او رهبة او طمعا بدنيا فوقفنا ضدهم.
ثالثا: اما ان التجربة الافغانية اثبتت ضعف المناهج التربوية لدى الحركة الاسلامية فنعم! وليس فقط القضية الافغانية فقط اثبتت ذلك ,بل الكثير الكثير من القضايا ,ووالله ان ما يحدث بين الجماعات الاسلامية الان لتدمى له المقل وتتفطر له القلوب ,
وقادة الجماعات الاسلامية الذين يدعون الى وحدة الصف كل يوم ينشقون عن جماعاتهم عند اول اختلاف ,والجماعات الاسلامية تنقسم كل يوم الى اجنحة والشللية والتآمر احيانا .
وانا معك اخي الكريم فقد آن وقت الحديث فيها بكل صراحة ولا بد من كشف عيوبها لتزال ,ويجب ان نعمق الدراسة والتربية الصحيحة على منهاج الرسول عليه السلام ,ويجب تنقية الساحة والدعاة العاملين ..
كما قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :"ان الثقافة الاسلامية المعروضة تحتاج الى تنقية شاملة والدعاة العملين في الميدان التقليدي لنعدم السقط وننفي اللغط" آملا ان يكون صدرك قد اتسع لهذه الملاحظات والله الموفق ,اللهم هل بلغت ,اللهم فاشهد.
ملاحظة : انا ممن جاهدوا في افغانستان في فترة الثمانينات