فجأة برزت القضية الصومالية على الساحة الإعلامية من بعد طول غياب..
فماهي حقيقة هذه الأزمة..وأبعادها..؟
سأحاول الإجابة في هذا المقال المقتضب..من باب أن يكون المسم عارفا بأحوال إخوانه..
مطلعا على حال أمته..لأنه يراد لنا من قبل أعدائنا أن نظل مغيبين..إلا عن الكرة والفيديو كليب والأفلام وكل ما هو وسخ أو نجس أو تافه
يكمن جوهر القضية الصومالية في موقعها الجغرافي الفريد في شرق أفريقيا مطلة على البحر الأحمر من جهة مضيق باب المندب وهو غاية في الأهمية..لعبور الناقلات البحرية العالمية إضافة لكون الصومال مطلا على المحيط الهندي وهو كائن بين آسيا وأستراليا والقطب الجنوبي..وعبره تمر الملاحة لنقل النفط وغيره
إضافة لهذا العامل الاقتصادي الذي يؤمن سيطرة وبديلا وحيدا لمضيق هرمز في حالة توتر العلاقات مع إيران..
هناك أمر مهم لايليق إغفاله..وهو دولة الكيان الصهيوني..التي تتذرع بالوضع الأمني الخطير وسط مجموعة من الوحوش-يقصدون الدول العربية كما يزعمون!- فإن وجود قاعدة يهودية بوجه أمريكي في هذا البلد يؤمن حماية لهم ومزيدا من الهيمنة إضافة لضمان استمرار تخمتها بنهب ثروات المنطقة واحتكار التجارة العالمية.
وقد كان الصومال في مطلع التسعينات يموج بالميليشيات المتناحرة..ويعج بالقتال والتقتيل.
وكانت تغذي هذه العصابات أمريكا وبعض دول الجوار الصليبية العميلة كأثيوبيا ..لأن استقرار الأماكن الحساسة يثير قلق الأعداء..فدخلت أمريكا بقواتها عام 1993..بدعوى معلنة كاذبة –كالعادة- وهي حماية الإمدادات الإغاثية (!).وحل هذه النزاعات وإحلال الأمن..
وكان من أهم المحفزات لمسارعة أمريكا بهذه الخطوة..بروز نبض جهادي في الصومال وأريتريا..يتميزون بعقيدتهم على منهج السلف وفهمهم للواقع ..وفيهم العلماء الربانيون.(.وبالتوحد تحت راية العقيدة الصحيحة ينصرنا الله تعالى..لابعدد ولا عدة ولا عتاد ولا مايحزنون الأمر الذي يدركه الأعداء.و يشهد بذلك التاريخ..
بل إن المعركة الوحيدة التي أعجبتنا فيها كثرتنا كدنا أن نهزم وهي حنين ..)
وهو ما أقلقهم جدا..لأن المد النصراني كان سيجابه بمد إسلامي يمتد من السودان( الذي كانوا يعتبرونه أصوليا آنذاك,,) وأريتريا وانتهاء بالصومال..وبهذا تخرب عليهم خططهم الجهنمية في التنصير في أفريقيا والذي يبذلون فيه المليارات سنويا..
وهناك أسباب أخرى تتعلق باليمن فهي على الجهة المقابلة من مضيق باب المندب..
ولكن أمريكا فوجئت بجهاد عنيف من هذه الثلة المجاهدة..التي كانت نواة لهذه (المحاكم الإسلامية)..إلى أن طردوا مخزيين في وقت قياسي بفضل الله سبحانه وتعالى
وتسميتها بذلك..أنهم كانوا في كل منطقة تكون تحتهم يشكلون محكمة لمراقبة تطبيق الشريعة الإسلامية..وتوفير الأمن ومساعدة الناس ..فأحبهم الشعب والتف حولهم بعدما تحقق من صدقهم ولمس نتائجهم على الأرض ..وكان أول من أسس هذه المحاكم الشيخ علي الطيري..عام 1994..
ولكن قادة الميليشيات وبإيعاز من قوى الشر المعروفة ودعم مهول منهم قاموا بمجابهة هذه القوى الإسلامية..للحد من "خطرها"..
وطوال هذه المدة الماضية..كانت المحاكم تعمل بصمت على ما يبدو..لتفجأ العالم بسيطرتها على مناطق واسعة في زمن يسير..حيث اندحرت من قدامها الميليشيات التي توحدت ضدها بعد أن كانت متناحرة يقتل بعضهم بعضا..رغم الدعم الخارجي
وظهرت باسم اتحاد المحاكم برئاسة :شيخ شريف شيخ أحمد..حفظه الله تعالى وسدده..
واليوم تستخرج أمريكا ملفاتها من جديد..لتحيك المؤامرت..والخطط البديلة في أرشيفها الإجرامي الرهيب..
وتستعمل الجامعة العربية كورقة وسخة في محاولة إبعاد شبح الإسلام عن هذه المنطقة الحساسة..
خصوصا في ظرفها العصيب في العراق وأفغانستان..
فنسأل الله تعالى أن يبارك في جهاد إخواننا في الصومال ويجعلهم سندا وظهيرا لجهاد إخوانهم في فلسطين والعراق وأن يمكر الله بأعدائهم..ويجعل كيدهم في نحرهم..فيرتدوا على أعقابهم خاسرين مندحرين