انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  انتقلت الأخبار إلى حساب التويتر حيث ننشر هناك على حساب الشيخ ما يستجـد والله الموفق  |  أنظروا هؤلاء الذين يشتمون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، في شمال شرق إيران يزورون مقابر عليها الشواهد : أعضاء تناسلية وعلى بعض الأضرحة صورة الخميني !!  |  فيلم غربي يفضح عنصرية الصهاينة  |  المرجع (الحسني الصرخي) واقتتال أتباع المرجعيات الشيعية في جنوب العراق - ظاهرة جديرة بالاهتمام والتحليل..!   |  بربكم ماذا أقول للإمام الخميني يوم القيامة؟ هذا ما قاله عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية لضباط شرطة شيعة خدموا وطنهم بإخلاص....!!!  |  (حسن نصر اللاة) يقول: مايحدث في حمص المنكوبة هو مجرد فبركات إعلامية..! - تفضل شوف الفلم يا أعمى البصر والبصيرة.. تحذير: مشاهد مؤلمة  |  شهادة شاهد عيان شارك في مذبحة حماة  |  
 الصفحة الرئيسية
 قـسـم الـمـقـــالات
 خـزانــة الـفـتاوى
 الــركـن الأدبــــي
 مكتبة الصـوتيـات
 مكتبة المـرئـيـات
 كـُتـاب الـمـوقــع
 مشاركات الـزوار
 مكتبـة الأخـبـــار
 مكتبـة المـوقـــع
 تحـت الـمـجـهــر
 خدمات عامة
 راســلــنــــــا
 محرك البحث
 مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali وهذا عنوان حسابه الجديد hamedalalinew

    سلسلة أعلام الدعوة النجدية .. {1} إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله..

حفظ في المفضلة
أرسل الموضوع
طباعة الموضوع
تعـليقـات الـزوار


المقدمة

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

وبعد ..

 

فهذه سلسلة في ترجمة أئمة وأعلام الدعوة النجدية السلفية المباركة ، اختصرتها وهذبتها من الجزء السادس عشر من كتاب الدرر السنية ، والذي جمعه الإمام العلامة عبد الرحمن بن قاسم النجدي الحنبلي ، مع ملاحظة أن ترجمة أئمة وأعلام الدعوة النجدية قد كتبها ابن الشيخ عبد الرحمن .

 

والباعث على اختصار وتهذيب هذه الترجمة لهؤلاء الأعلام ، التالي :

1-   أخذ العظة والعبرة منهم ، وأخذ همّ الدعوة إلى التوحيد ، وهمّ قيام الدولة الإسلامية الموحدة .

2-    معرفة الصعاب والعقبات التي تواجه المصلحين من دعاة ومجاهدين ، وأن هذا هو طريق الدعاة المجاهدين منذ بعث الله تعالى الأنبياء عليهم السلام إلى قيام الساعة .

3-   ( ولتستبين سبيل المجرمين ) غاية مهمة جدا ، فحين قراءتك لتاريخ عالم مجدد ، أو مجاهد مسدد ، ستعرف من يقوم بوجه هذه الدعوة ، وتعرف سبل وطرائق هؤلاء المجرمين المنافقين ، فهي لا تتغير ولا تتبدل منذ بزوغ شمس الإسلام .

4-   ( ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ) فلا تبتئس شيخنا العالم العامل ، ولا تحزن أخي القائد المجاهد ، ولا تستوحش أخي الغريب ، فهذه طبيعة هذا الدين أن تواجه الأعداء من أقرب المقربين لك ، فسترى في هذه السير كثرة الأعداء والخصوم ، وكيف جيّش لكبت هذه الدعوة الملوك والرؤساء والجنود ، وجيّش لها أيضا علماء وغيرهم ممن ينتسب للعلم ، ومورس ضدها تشويه إعلامي خبيث لصد الناس عن هذه الدعوة .

5-   من البواعث أيضا : جهل كثير من الناس بل والمستقيمين بأعلام هذه الدعوة المباركة ، يسمع أسماؤهم ولا يعرفهم ولا يعرف سيرهم .

 

ولو جلسنا وتأملنا كثيرا لخرجنا ببواعث أكثر من هذه ، فلهذه البواعث قمت بهذه العمل البسيط ، ولعل الله تعالى ييسر إتمامه ، نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل ، ونسألكم الدعاء في ظهر الغيب فما أحوجنا إليه .

 

 

أخوكم في الله

أبو الزبير الأنصاري

 

--------------------------------

 

بسم الله الرحمن الرحيم


ترجمة إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب


قدس الله روحه



اسمه ونسبه :


أبو علي، شيخ الإسلام، قدوة الأنام الشيخ: محمد بن عبد الوهاب بن الشيخ العالم مفتي نجد سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

 

ولادته ونشأته :


ولد رحمه الله تعالى، سنة 1115 من الهجرة، في بلد العيينة من أرض نجد، ونشأ بها، وقرأ القرآن بها قبل بلوغه العشر. وكان حاد الفهم، سريع الإدراك، يتعجب أهله من فطنته وذكائه. ثم اشتغل بالعلم وجدَّ في الطلب، وكان سريع الكتابة ربما كتب الكراسة في المجلس.

 

طلبه للعلم :


وبعد بلوغه سن الاحتلام، قدمه والده إماما في الصلاة. ثم حج فقضى فريضة الإسلام، ثم قصد المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وأقام بها شهرين؛ ثم رجع إلى وطنه واشتغل بالقراءة على مذهب الإمام أحمد رحمه الله.


ثم رحل لطلب العلم، وزاحم العلماء الكبار. ورحل إلى البصرة والحجاز مرارا، واجتمع بمن فيها من العلماء والمشايخ الأحبار. وأتى الأحساء وهي إذ ذاك آهلة بالمشايخ والعلماء، فسمع وناظر، وبحث واستفاد، وساعدته الأقدار الربانية بالتوفيق والإمداد.

 

مشايخه :


أخذ العلم عن عدة مشائخ أجلاء، وعلماء فضلاء ؛ ففي نجد عن أبيه وغيره ، وفي المدينة عن الشيخ العالم محمد حياة السندي المدني، وعن الشيخ إسماعيل العجلوني، وغيرهما. وأخذ عن الشيخ علي أفندي الداغستاني وغيره؛ وأجازه محدثو العصر بكتب الحديث وغيرها.


وأخذ أيضا العلم، وروى عن جماعة، منهم الشيخ عبد الله بن إبراهيم النجدي ثم المدني، وأجازه من طريقين، وأول ما سمع منه الحديث المسلسل بالأولية .


وقد سمع رحمه الله تعالى الحديث والفقه، من جماعة بالبصرة كثيرين، وطالت إقامته بها. وقرأ بها كثيرا من كتب الحديث والفقه والعربية، وكتب من الحديث والفقه واللغة ما شاء الله في تلك الأوقات.



بداية دعوته :

كان يدعو إلى التوحيد ويظهره لكثير ممن يخالطه ويجالسه، ويستدل عليه بالكتاب والسنة، ويقول: الدعوة كلها لله، لا يجوز صرف شيء منها لسواه.


وربما ذكروا بمجلسه إشارات الطواغيت، أو شيئا من كرامات الصالحين الذين كانوا يدعونهم، ويستغيثون بهم، ويلجؤون إليهم في الملمات فينهى عن ذلك ويزجر، ويورد الأدلة ويحذر، ويخبر أن محبة الأولياء والصالحين إنما هي متابعتهم فيما كانوا عليه من الهدى والدين القويم.


وتبين له بما فتح الله عليه، ضلال من ضل في كل قطر وناحية، وسأل الله عز وجل أن يظهر هذا الدين بدعوته، وأن يرزقه القبول من الناس.


فقصد نجدا ووجد والده قد ارتحل إلى بلدة حريملاء، فاستقر معه فيها، يدعو إلى السنة المحمدية ؛ حتى رفع الله شأنه، ورفع ذكره، ووضع له القبول، وشهد له بالفضل ذووه، من أهل المعقول والمنقول.


ثم ارتحل منها إلى بلد العيينة، وساعده أميرها عثمان بن معمر. وأمر الشيخ بهدم القباب والمساجد المبنية في الجبيلة على قبور الصحابة، رضي الله عنهم، وقطع الأشجار التي تنتابها الخلق في كل ساعة.


فبادر عثمان وخرج الشيخ معه وجماعتهم، فهدموا تلك المساجد المبنية عليها، وأزالوا تلك المشاهد المصروفة العبادة إليها، ومحق ما في العارض من المعبودات، الأشجار وغيرها، فلم يبق وثن في تلك البلدان؛ فشاع ذلك واستبان.


فاستنكرته قلوب أهل الطغيان، وعجوا مطبقين بأنه ساحر كذاب، وحكموا بكفره ومن معه من الأصحاب، وجدوا في التحريش عليه، وأرسلوا بذلك إلى الحرمين الشريفين، والبصرة وغيرها.


ولم يزل رحمه الله مقيما في بلد العيينة ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعلم الناس دينهم، ويقيم الحدود؛ حتى أمر برجم زانية فرجمت، فكثر القيل والقال من أهل البدع والضلال.


فشكوا إلى شيخهم رئيس بني خالد، فكتب إلى عثمان يأمره بقتله أو إجلائه؛ فأمر بإجلائه ولم يكن له إلى قتله من سبيل، وذلك لما اقتضته الحكمة الإلهية، والعناية الصمدانية، من إحياء دارس السنة المحمدية، والآثار السلفية.

 

خروج الشيخ من العيينة مهاجرا إلى الدرعية ومبايعة الإمام محمد بن سعود :


فخرج الشيخ وهاجر إلى بلد الدرعية، فنَزل إلى عبد الله بن سويلم، ثم انتقل إلى تلميذه الشيخ أحمد بن سويلم. فلما سمع بذلك الأمير محمد بن سعود، أسكنه الله دار الخلود، قام مسرعا إليه، فأتاه فسلم عليه، وبادره بالقبول والتقبيل، وأبدى له غاية الإكرام والتبجيل.


وأخبره أنه يمنعه مما يمنع منه أولاده، من جميع من عاداه وكاده، إلا أنه طلب من الشيخ العهد والميثاق، أن لا يرحل عن بلده إلى سائر الآفاق، وهذا من عناية الله بهذا الرجل وتوفيقه، و {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة الحديد آية: 21] .


فأعطاه الشيخ عقد المرام، وأقام عنده في تلك البلاد، يدعو الناس إلى ما خلقوا له، في وقت طرق الإسلام قد عفت آثارها، وخبت أنوارها، ووهت أركانها، وجهل مكانها؛ فشيد من معالمها ما عفا من كلمة التوحيد، وأوضح سبيل الهداية لمن أراد أن يسلكها، وأظهر كنوز السعادة لمن قصد أن يملكها ، وقام معه على ذلك إخوانه، ووزراؤه، وأعوانه، وأنصاره، من أهل الدرعية .

 

جهاده لأهل نجد :

أمر بالجهاد هو والإمام محمد بن سعود، وشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد، وعدوا للجهاد ما استطاعوا من الإعتاد.


وكان الشيخ هو الذي يجهز الجيوش، ويبعث السرايا على يد الإمام، ويكاتب أهل البلدان ويكاتبونه، والوفود إليهما، والضيوف عنده، وصدور الأوامر من عنده; حتى أذعن أهل نجد، وتتابعوا على العمل بالحق، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


فعمرت نجد بعد خرابها، وصلحت بعد فسادها، واجتمعت بعد افتراقها، وحقنت الدماء، ونال الفضل والفخر والملك من نصره وآواه، وملك الحرمين الشريفين واليمن وعمان، وما دونه وما وراءه.



مشابهة دعوته لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم :

وفيه مشابهة لنبينا صلى الله عليه وسلم فيما ناله من الرؤساء والأحبار، في ابتداء دعوته؛ فإنه رحمه الله لما أظهر الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، استصرخوا بأهل الحرمين، والنجرانيين، وبني خالد وغيرهم عليه، وألبت تلك الطوائف.


فثبته الله ومن آواه ونصره، على قلة منهم وضعف، وصبروا على مخالفة الناس، وتحملوا عداوة كل من عادى هذا الدين.


بل أشبه أمر الشيخ ما جرى لخاتم النبيين، حتى في مهاجره وأنصاره، وكثرة من عاداه وناوأه في حال الابتداء، كما هو حال الحق في المبادئ، يرده الكثيرون وينكرونه، ويقبله القليل وينصرونه، ثم تكون الغلبه له.


فرحمه الله من إمام همام، وحبر شهم ضرغام، عمم الله ببركة علمه الأنام. قام بهذا الدين الحنيف، ولم يكن في البلاد إلا اسمه، وانتشر في الآفاق؛ وكل امرئ نال منه حظه وقسمه، وانتفع بعلمه.


حتى أهل الآفاق يرسل إليهم ويدعوهم، ويسألون عما يأمر به وينهى عنه؛ فيقال لهم يأمر بالتوحيد وينهى عن الشرك. فانتهى أناس كثير من أهل الآفاق، وهدم المسلمون ببركة علمه جميع القباب والمشاهد، التي بنيت على القبور وغيرها، في أقاصي الجزيرة، من الحرمين، واليمن وتهامة، وعمان وغير ذلك.



أخلاقه وصفاته وعلمه :


جمع بين خلتي العلم والحسب والنسب، والعقل والفضل، والخلق والخلق، مع سلامة الصدر واللطف والرفق، وحسن النية وطيب الطوية، لم ير في عصره من يستجلي النبوة المحمدية، وسننها وأقوالها وأفعالها إلا هو.


أمده الله بكثرة الكتب، وسرعة الحفظ، وقوة الإدراك، وعدم النسيان. سمع الحديث وأكثر في طلبه، وكتب، ونظر في الرجال والطبقات، وحصل ما لم يحصل غيره.


برع في تفسير القرآن، وغاص في دقائق معانيه، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها، وبرع في الحديث وحفظه، فقل من يحفظ مثله، مع سرعة استحضاره له وقت إقامة الدليل.


وفاق الناس في معرفة الفقه، واختلاف المذاهب، وفتاوى الصحابة والتابعين، بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب، بل بما يقوم دليله عنده. تمسك بأصول الكتاب، والسنة، وتأيد بإجماع سلف الأمة. وكان من بيت علم في آبائه وأجداده، واتصل في بنيه وبنيهم، ولا يزال إلى آخر الزمان إن شاء الله تعالى.

 

ثناء أهل العلم عليه ، وشهادتهم له بالعلم :


وذكر الشيخ: حسين بن غنام وغيره، عن أكابر أهل عصرهم، أنهم شهدوا له بالعلم والدين، وأنه من جملة المجددين لما جاء به رسول رب العالمين؛ وكذلك أهل مصر والشام والعراق والحرمين، والهند وغيرهم، تواتر عن فضلائهم وأذكيائهم مدحه والثناء عليه، والشهادة له أنه جدد هذا الدين، كما قال محمد بن علي الشوكاني قاضي صنعاء :

وقام مقامات الهدى بالدلائل ... مقام نبي في إماتة باطل


لقد أشرقت نجد بنور ضيائه ... فما هو إلا قائم في زمانه

وأثنى عليه في مرثية له، وتأتي. وقال الأمير الشهير محمد بن إسماعيل الصنعاني:

سلام على نجد ومن حل في نجد ... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي

لقد صدرت من سفح صنعا سقى الحيا ... رباها وحياها بقهقهة الرعد


سرت من أسير ينشد الريح أن سرت ... ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد

يذكرني مسراك نجدا وأهله ... لقد زادني مسراك وجدا على وجد

قفي واسألي عن عالم حل سوحها ... به يهتدي من ضل عن منهج الرشد

محمـد الهـادي لســنة أحمد ... فيا حبـذا الهادي ويا حبـذا المهدي

 

*****

لقد أنكرت كل الطوائف قوله ... بلا صدر في الحق منهم ولا ورد

وما كل قول بالقبول مقابل ... ولا كل قول واجب الرد والطرد

سوى ما أتى عن ربنا ورسوله ...  فذلك قول جل قدرا عن الرد

وأما أقاويل الرجال فإنها ... تدور على قدر الأدلة في النقد

وقد جاءت الأخبار عنه بأنه ...  يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي

وينشر جهرا ما طوى كل جاهل ... ومبتدع منه فوافق ما عندي


ويعمر أركان الشريعة هادما ... مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد

 

إلى أن قال:

لقد سرني ما جاءني من طريقه ...وكنت أرى هذي الطريقة لي وحدي

 

ثم قال:

وليس له ذنب سوى أنه غدا ... يتابع قول الله في الحل والعقد

ويتبع أقوال النبي محمد ... وهل غيره بالله في الشرع من يهدي



وقال الشيخ العالم الجليل عبد القادر بن أحمد بن مصطفى، المعروف بابن بدران، الدمشقي:


هو العالم الأثري، والإمام الكبير، محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى، يتصل نسبه بزيد مناة بن تميم، رحل إلى البصرة والحجاز لطلب العلم، وأخذ عن الشيخ علي أفندي الداغستاني، وعن المحدث الشيخ إسماعيل العجلوني، وغيرهما من العلماء. وأجازه محدثو العصر بكتب الحديث وغيرها.


ولما أمتلأ وطابه من الآثار، وعلم السنة، وبرع في مذهب أحمد، أخذ لينصر الحق، ويحارب البدع، ويقاوم ما أدخل الجاهلون في هذا الدين الحنيفي، والشريعة السمحاء، ولم يزل مثابرا على الدعوة حتى توفاه الله تعالى سنة 1206?.



بعض مؤلفاته :


له مجالس عديدة مشهورة في التدريس، كل يوم وكل وقت، معمورة بالفقهاء في جميع فنون العلم، في التوحيد والتفسير والفقه وغيرها؛ وانتفع الناس بعلمه، وصنف مصنفات كثيرة، وألف مؤلفات نافعة شهيرة، سارت في الآفاق سيرورة ذكاء في الإشراق. منها:


1- كتاب التوحيد، فيما يجب من حق الله على العبيد، لم يعلم له نظير في الوجود.


2- كتاب كشف الشبهات.


3- كتاب أصول الإيمان.


4- كتاب فضائل الإسلام.


5- كتاب فضائل القرآن.


6- كتاب السيرة المختصرة.


7- كتاب السيرة المطولة.


8- كتاب مجموع الحديث على أبواب الفقه.


9- كتاب مختصر الإنصاف والشرح الكبير.


10- كتاب مختصر الصواعق.


11- كتاب مختصر فتح الباري.


12- كتاب مختصر الهدي.


13- كتاب مختصر العقل والنقل.


14- كتاب مختصر المنهاج.


15- كتاب مختصر الإيمان.


16- كتاب آداب المشي إلى الصلاة.


وله رسائل وأجوبة في التوحيد والنصائح، وأجوبة في الفقه كثيرة مفيدة، تقدمت في هذا الكتاب على حسب الترتيب؛ وله من المسائل المستنبطات من كتاب الله، ما يقصر عنه فهم الفحول الأفاضل، ولا يقدر على إبرازه ذوو التدقيق من الأماثل، تكلم على غالب السور، واستنبط منها من الفوائد ما لم يسبق إليه.



تلاميذه :


أخذ عنه العلم عدة من العلماء الأجلاء من بنيه وبنيهم، وغيرهم من علماء الدرعية، وأهل النواحي ممن تأهل؛ فمنهم أبناؤه الجهابذة الشيخ حسين، والشيخ عبد الله، والشيخ علي، والشيخ عبد العزيز، وأخذ عنه ابن ابنه الشيخ عبد الرحمن بن حسن.


وأخذ عنه الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، والشيخ عبد العزيز الحصين الناصري، والشيخ سعيد بن حجي، والشيخ محمد بن عبد الله بن سويلم، والشيخ عبد الرحمن بن خميس، والشيخ عبد الرحمن بن نامي، الشيخ محمد بن سلطان العوسجي، والشيخ عبد الرحمن بن عبد المحسن أبا حسين، والشيخ حسن بن عبد الله بن عيدان، والشيخان عبد العزيز ومحمد آل سويلم، والشيخ حمد بن راشد العريني.


وكل واحد من هؤلاء ولي القضاء في ناحية، وأخذ أيضا عنه ممن ولي القضاء وممن لم يله، من الفقهاء والأعيان الخلق الكثير، والجم الغفير .

 

عبادته وزهده :

وكانت حاله رحمه الله في العبادة، والزهد والورع، مشهورة بين الأنام، سميره القرآن في دجى الظلام، وإحياء كثير من الليل بالقيام، مع اشتغاله في النهار بالتدريس، والتصنيف، وتنفيذ الأحكام؛ فساعاته كلها مواسم، وله من الرأي والفراسة والتدبير ما يعجز عنه الملوك.


وكان يتولى بيت المال، من جميع بلدان المسلمين، ويفرقه عليهم، وكان عن كثرة الأكل منه متعففا، بل يعجله خروجا ومصرفا، وكان سمحا جوادا كريما، لا يلفى عنده المال مقيما،


ومحافظا على ما له من الأحزاب والأوراد، مشمرا في تحصيل نافع الزاد، متجردا للاستعداد ليوم المعاد، وكثيرا ما يلهج بقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [سورة الأحقاف آية: 15].


فأجاب الله دعاءه، وصار ذريته وذريتهم، هم الباقين، وعلماء عاملين .

 

وفاته ، وذكر مرثية الشوكاني :

توفي رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى سنة 1206هـ ، يوم الاثنين آخر شهر شوال، وكان يوما مشهودا؛ تزاحم الناس على سريره، وصلوا عليه في بلده الدرعية، وخرج الناس مع جنازته الكبير والصغير، وحصل بموته الخطب العظيم، والفادح العميم.


فالله يعليه في الفردوس منْزلة ...فضلا وجودا وتكريما وإحسانا


والله يوليه ألطافا ومغفرة ... ورحمة منه إحسانا ورضوانا



ورثاه طوائف من العلماء منهم العالم النبيل محمد بن علي الشوكاني، رحمه الله، فقال:

 

مصاب دهى قلبي فأذكى غلائلي ... وأصمى بسهم الإفتجاع مقاتلي

وخطب به أعشار أحشائي صدعت .. فأمست بفرط الوجد أي ثواكلي


أضف تعليقك على الموضوع
الاسم الكريم
البريد الإلكتروني
نص المشاركة
رمز الحماية 6987  

تعليقات القراء الكرام
 

اعلانات

 لقاء الشيخ حامد العلي ببرنامج ساعة ونصف على قناة اليوم 28 نوفمبر 2013م ـ تجديد الرابـط .. حلقة الشريعة والحياة عن نظام الحكم الإسلامي بتاريخ 4 نوفمبر 2012م
 خطبة الجمعة بالجامع الكبير بقطر جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بتاريخ 8 ربيع الآخر 1433هـ 2 مارس 2012م ... كتاب حصاد الثورات للشيخ حامد العلي يصل لبابك في أي مكان في العالم عبـر شركة التواصل هنا الرابط
 كلمة الشيخ حامد العلي في مظاهرة التضامن مع حمص بعد المجزرة التي ارتقى فيها أكثر من 400 شهيد 13 ربيع الأول 1433هـ ، 5 فبراير 2012م
 لقاء قناة الحوار مع الشيخ حامد العلي عن الثورات العربية
 أفلام مظاهرات الجمعة العظيمة والضحايا والشهداء وكل ما عله علاقة بذلك اليوم

جديد المقالات

 بيان في حكم الشريعة بخصوص الحصار الجائر على قطـر
 الرد على تعزية القسـام لزمرة النفاق والإجرام
 الدروس الوافيـة ، من معركة اللجان الخاوية
 الرد على خالد الشايع فيما زعمه من بطلان شرعية الثورة السورية المباركة !!
 خطبة عيد الأضحى لعام 1434هـ

جديد الفتاوى

 شيخ ما رأيك بفتوى الذي استدل بقوله تعالى" فلا كيل لكم عندي ولا تقربون " على جواز حصار قطر ؟!!
 فضيلة الشيخ ما قولكم في مفشّـر الأحلام الذي قال إن الثوب الإماراتي من السنة و الثوب الكويتي ليس من السنة ، بناء على حديث ورد ( وعليه ثاب قطرية ) وفسرها بأنه التفصيل الإماراتي الذي بدون رقبة للثوب !!
 أحكام صدقة الفطر
 أحكام الأضحية ؟
 بمناسبة ضرب الأمن للمتظاهرين السلميين في الكويت ! التعليق على فتوى الشيخ العلامة بن باز رحمه الله في تحريم ضرب الأمن للناس .

جديد الصوتيات

 محاضرة الشيخ حامد العلي التي ألقاها في جمعية الإصلاح ـ الرقة عن دور العلماء كاملة
 محاضرة قادسية الشام
 محاضرة البيان الوافي للعبر من نهاية القذافي
 نظم الدرر السنية في مجمل العقائد السنية للشيخ حامد العلي الجزء الأول والثاني
 إلى أم حمزة الخطيب الطفل الشهيد الذي قتله كلاب الطاغية بشار بعد التعذيب

جديد الأدب

 فتح غريان
 مرثية محمد الأمين ولد الحسن
 مرثية الشيخ حامد العلي في المجاهد الصابر مهدي عاكف رحمن الله الشهيد إن شاء الله المقتول ظلما في سجون سيسي فرعون مصر قاتله الله
 قصيدة ذكرى الإنتصار على الإنقلاب في تركيا
 قصيدة صمود قطـر


عدد الزوار: 48226984