أسماها قصيدة : الصمود المعجزة .. قال هذه القصيدة بمناسبة مضي عام على الثورة السورية المباركة وهي في قمة صمودها وثباتها الأسطوري |
|
أسمعْتَ بشْرَى الشَّامِ يا تغْريِدي
تشْدوُ وراءَ المُظلماتِ البيدِ*؟!
تلْقِي لشامِ العزِّ آمالاً لكيْ
يرنُو لنصْـرٍ ظافرٍ موْعودِ
أسمعتَ صوتاً ؟! إنني ألفيْتـُهُ
كالعزفِ في صوتِ العذارَى الغِيدِ
أملاً يشعُّ النُّور في حُلْك الدُّجى
كالفجْرِ بعدَ الليلِ بالصيهودِ
أو كابتسَامِ الخودِ بعْدَ تمنّعٍ
بالقطْعِ ، والهجْرانِ ، والتَّصْديدِ
أرأيْتَ أسدَ الشَّامِ ترنوُ نحوَهُ
كالمسلِمِ المشغِوفِ بالتوحيدِ
أرأيْتَ بعْدَ مُضيِّ عامٍ شامَنا
في الصَّبرِ مثلَ قَسَاوَةِ الجُلمُودِ
أظننْتَ أنَّ الله يُخلفُ وَعْدَهُ
للصابِريـنَ بنصْرِهِ المعْهودِ
لله صبرُكَ يا شآمُ كأنَّـهُ
أخذَ الجلادَةَ عن هُدَى داودِ
صبرٌ كمِا المثَلُ القديمُ لأمِّتي
منْ تلكمُ الأعصارِ بالتحديدِ
لله صبرُكَ ، والعدوُّ مضاعفٌ
والصَّبرُ ، أقْوَى عُدَّةٍ وعديدِ
ما أروعَ الإسلامَ يصنعُ شعْبهُ
وحقائقُ التاريخِ خيرُ بريدِ
يأوِي إليْهِ المجدُ دونَ تردُّدٍ
كالطّيرِ عادَ لوردِهِ المورودِ
بإرادةٍ تفْري الجبالَ لوِ ابتغَتْ
وتعيدُهـا ببراعَةِ التنْضيدِ
وعزيمةٍ سبقَتْ عزائمَ عصْرِنا
تأوي لركنٍ ثابتٍ وشديدِ
ياثورةً بالشَّامِ ثورةَ عزِّنا
بمشاعل الإصلاح والترْشيدِ
يا ثورةً بالشامِ بشْرى فاصْبرِي
واستبْشِري بالفتْحِ والتجْديدِ
إنيّ حلفتُ بربِّنا ، بكلامِهِ
قرآنِهِ ذي النُّور ، والتمْجِيدِ
إنَّ الطغاةَ سيهلكونَ بظلمِهِمِ
ويعودُ عهدُ العدْلِ بالتحميدِ
حامد بن عبدالله العلي
ــ
* البيد : الصحارى
** الصهيود : صحراء مقفرة
الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 16/03/2012