ذكرَى تفيضُ بساحِها العَبَراتُ |
|
ذكرَى تفيضُ بساحِها العَبَراتُ
وتقولُ إنّـي يا أناسُ حمـاةُ
أوَ تذكروُنَ زمانَ نكْبَتي التي
أمسَتْ تُقاسُ بذكْرِها النَّكَباتُ
يا ذاهبينَ إلى حماةَ تنصَّتوُا
بينَ البيوتِ ، تروعُكـُمْ أنَّاتُ
وتحسُّ فيها إنْ مشيْتَ شَكاتهَا
بالجوّ تُسمعُ _ إنْ سمعتَ _ شَكاةُ
كالشَّجْوِ ممُتلِىءٍ بحزنٍ غامِرٍ
ويمُـرُّ ثمّ تعيـدُهُ الغُرُفاتُ
سالتْ دماءُ الأكْرمينَ بأرْضِها
سرَوَاتُ شَعْبٍ كلُّهُ سَرَواتُ
هَجَمَتْ لئامُ الجحْشِ ليلاً نحوَها
والقصْفُ فوقَ سمائِها زخَّاتُ
قُصِفَتْ بنيرانِ المجوسِ كأنهَّا
منْ نارِ كِسْرِى وقدُها يقْتاتُ
ثمَّ اسْتَحرَّ القتْلُ في أبنائِها
ذُبحتْ بها الفتْيانُ ، والفَتَياتُ
ذُبحَ الرَّضيعُ وأمُّهُ ، وعجوُزُها
وشيُوخُها ، وشبابهُا ، وتقاةُ
واستنْهرَتْ فيها الدِّماءُ ، فدمْعُهَا
بينَ الدِّماءِ الزَّاكِياتِ فُراتُ
وتدمَّرتْ من حقدهِمْ آثارُها
ومساجدٌ تُتْلى بها الصلواتُ
وجَرَى بها ذاكَ المصَابُ وليسَ في
كلُّ العرُوبة بالمصَابِ أسَاةُ
أيامَ كانتْ في الشُّعوبِ مَذَلةٌ
تحتَ الطّغـاةِ كأنهـمْ أمواتُ
حتَّى إذا انْتهضَ الرَّبيع بعُرْبِنا
واستوثقتْ بينَ الشُّعوبِ صِلاتُ
زحفتْ أسودُ الشَّامِ حتَّى أسْقَطَتْ
صنمَ الخبيثِ فثارتْ الثّوراتُ
ثوراتُ شعْبٍ بالجهـادِ حياتُهُ
إنَّ الجهــادَ تحـرُّرٌ وحياةُ
فاليومَ يومٌ في حماةَ سعودُها
ستردُّ ديْنَ حماتـِنا الثَّاراتُ
وكذاكَ حمصٌ سوفَ نأخذُ ثأرَها
فلنا بها في المجْرميـنَ تِراتُ
ثاراتُنا ثوراتُنا ، وسلاحُنا
فيها العزائــمُ تمْتِطيها أباةُ
لنحرِّرَ الأوْطانَ من طغيانها
وترفُّ فــوْقَ بلادِنا راياتُ
راياتُ عدْلٍ ، والتحرُّرُ رمزُها
وهُدَاها بين شعوبِنا الآياتُ
حامد بن عبدالله العلي
ــ
الشجو : الحزن ، السروات : الأشراف ، الوقْد : الإشتعال ، الترات : الثارات
الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 06/02/2012