شجـون الأقصــى

 

شجـون الأقصــى
حامد بن عبدالله العلي
بدتْ كالبدر تعشقُـه القلـوبُ ** فحلّ بقلبيَ الخطبُ العصيـبُ
مهفْهفةٌ بها الألحـاظُ  حـُورٌ ** بها الأرواحُ في سُكْـرٍ ، عَروبُ
منزّهـةٌ عن الفحشاءِ تسمو ** إلى السَّـروات نِسبتُهـا تطيـبُ
وقد سحـرَ العقولَ بها جمـالٌ ** بسحرٍ لا شفـاءَ  له  عجيـبُ
طلبتَ لهُ من الأقـوال رُقْيـا ** سواءٌ ، واستُشيـرُ له الطبيـبُ
إلاَ يا بدرُ هلْ يرضيكَ قلـبٌ ** بنار العِشْـقِ ، يحرقُـه اللهيـبُ
فلا تَسقِيهِ مـن ماءٍ وصـالاً ** ولا ريـحٌ تهـفُّ ، ولا هُـبوبُ
إلاَ إنَّ القلوبَ إذا عـَـلاها ** لهيــبُ الحُـبِّ مِحنتـُها كُروبُ
ألا ياحبُّ فاقْصـرْ عنّي إنيّ ** أرى كبـدي الجريـحَ بـهِ ندوبُ
وما واللهِ ذلـكَ باختيـاري ** ولكنْ صكَّتِ الأقْصـى  الخُطُوبُ
سلوُا عنه المنابرَ سوف تبْكـي ** ومحـرابُ النبيّ بِـهِ شُحـُـوبُ
وراحَ تغُطّـهُ الأحزانُ غَـطّا ** ويعصِــرُه البُكـاءُ لـه نحيـبُ
أعبّاسُ الخبيـثُ يقود قومـي ** ودحـلانُ الخبائـث و(الرجوبُ)
وسائر جوقة الجبنـاءِ (فتْـحٌ) **وما فـي الإسم منْ فتـحٍ نصيـبُ
(كروشٌ) أُتخمت من نهبِ شعبٍ ** وكيـدٌ بالظــلام له دبيـبُ
وإخوتهم يهودُ مع النَّصـارى ** وإخـوانُ اليهود بهـم تخيــبُ
وطأطأ رأسَه الأقصى وسالتْ ** دموعُ العيـن من حُزْن سُكُـوبُ
وقال اللّـه فضّـلنـي بأنـّي ** إلـيَّ الأنبيــَا طُـرّا تـؤُوبُ
وأُسْري ليلـةً بحبيبِ ربـّـي ** فحَـلّ بصحْـنيَ الهادي الحبيبُ
وأمَّ الرُّسْـلَ كلَّهـم ومنـّي **إلـى الرّبِّ العـليِّ عـلاَ يجيـبُ 
أراد اللهُ تفضيلـي وأنتــم ** نَسـيتم ، أمْ تُنَسَّيــكُمْ ذنـوبُ
مضى (ياسينُ) مُنتصراً شهيـداً ** فهل من بعـدِ نهضتـِـهِ نكوبُ؟!
متـى ياقومُ تجتمعون حوْلـي ** وقائدُكُـمْ مـن الأُسْـد المهيبُ
يدكُّ الأرضَ جيشكُمُ ويُخْـزي ** بني صهيونَ مـن فـزعٍ تذوبُ

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 27/07/2007