أُسارُ شاليطَ قد دعانا إلى الفكــر ** وعِبـْرتُه في السرِّ منّا وفي الجهر
ينوحُ ويبكي في سلاسلِ أسرنــا ** يبيتُ من الأحزان في دمْعه يجري
من الأسْر أما وجُهُه فمُسـَـوَّدٌ ** كسيرٌ ، وأما حالـُه فمـن الكدْر
تنوء به الأغلالُ إن قام قومــةً ** يطيح ، وقد نالته عـدْلا يدُ الأسر
كذا أمُّه الشمطاء صارت بحزنهـا ** بأدمعها تنهـلُّ منهـا على النحر
تناديه و(الأولمرت) يمنع صوتهـا ** تمرُّ الليالـي ، وهو منها على ذكر
بُنـيَّ أظـنُّ الأسرَ مسَّك ضـرَّه ** أجاب ألاَ قد متُّ من شدِّة القهر
أنام وأصحو في معاشرة البكـا ** وأصبحـتُ مثل القوس منحني الظهر
حنانيك يا(شاليطُ) مهلا فكم لنا ** على الدهر من حـقِّ مضاع ومن وتر
وقد أدمنتْ (صهيون) ظلمَ بلادنا ** وأمسى الأسى فينـا داخلَ الصدر
لقد حار فكري في يهــودَ وإنّـه ** ليحتار في شأن اليهودِ أولو الفكر
فتعلم ما للعرْب من سابق العـلا ** ومالهم في العـزِّ في ماضي الدهـر
وتـُمْعن في ظلمٍ علينـا وقد درت ** سنأثر منـها بالسيوف التي تدري
على سنن الآباء لاحت حروفنـا **على صفحات المجد سطراً على سطر
لنعْلـيَ صرحاً بالمفاخر ناطقـاً ** كما قـد بنيْـنا مثله أوّل الدهــر
بلى ، إنّنـا نمضـى إلى أمرِ عزِّنا ** كما أنّنا آتـون من ذلك الأمـر
حامد بن عبدالله العلي