قصيدة دعني أسيــرا

 

لما رأيْتُ جمالَـهُ وضيـاهُ
         تـاهَ الفـؤادُ بحسْـنهِ وسَباهُ
يا آسِري ، هذا الفؤادُ أُسَارُهُ  
          سجْـنٌ جميلٌ ، قيـْدُه أهواهُ
هو مُنْيتي ، وحَديدُه في مُقلتي
           حِلْـمٌ لذيذٌ أشتهـي ذِكراهُ
دعني أسيراً لا أريـدُ تحـرُّري
          فـ(غونتنامو) لا أُريـدُ سِواهُ
قد كنتُ في سجْنٍ فحطَّمَ سورَه
            هذا الجمـالُ وحرَّرتْني يداهُ
قلْ لي هلْ البدْرُ التَّمامُ ضياؤُه 
           من نورِ حسْنكِ يستعيرُ سَناهُ
قل لي هلْ الوجهُ الوضيءُ بخدِّه
           شمـسُ الضّياءِ بنورِها ترْعاهُ
قلْ لي هلْ الرِّمشُ العليلُ قتيلُهُ
        دَمُـهُ مبـاحٌ أمْ هـواهُ وداهُ
قل لي هل الثغرُ الجميلُ سيلتقي
          يومـاً بثغـري أرتوي بِنَداهُ
ومتَى الشِّفاه تذوقُ منْ سكراتِهِ
          ومتَى الشِّفـاهُ تُذيبُها شفتاهُ
ومتَى تضمُّ يدِي يداهُ معانقـاً
         وتمسُّ قلْبـي بالهـوى كفَّاهُ
وأغوصُ في حُبِّ لذيذٍ حـالمٍ
        ويـزولُ عن قلْبِ المحبِّ أساهُ
جاوزتُ؟! كلاَّ ، ما أثمتُ لإنَّني
          ما قلْـتُ إلاَّ ما أبـاحَ اللهُ
فالله أبدعَ فـي الحياةِ جمالهَـا 
          حتّى نحُـبَّ جمالهَـا ونـراهُ
حامد بن عبدالله العلي

الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/11/2012