قالتْ ودمعُ العين يملأُ خدَّها **الآن بعدَ العرْضِ تسألُ عنْهــمُ؟!

 

قالتْ ودمعُ العين يملأُ خدَّها **الآن بعدَ العرْضِ تسألُ عنْهــمُ؟!
تنبيه : (مريم) في القصيدة ، اسم رمزي
أسرتْ فؤادَك بعد وصلِك مريمُ ** ضَحِكَتْ فحيَّت بالسّلام تسلّمُ
فرددتُ في فرحٍ وصِحْتُ أَقُولها ** إنّي أحبُّكِ فلْيلُمْنــي اللوَّمُ
إنّي لعمركِ لستُ يعنيني الورَى ** مادام ثغرُك فوقَ ثغـري يلثِـمُ
ويدي تداعبُ شعرَ رأسِكِ ثائراً** فيثور في نفسي شعـورٌ مُفعَـمُ
إنّي فديتكِ لستُ آبهُ ماجرَى ** مادام سيفُ الحقّ يفرِي فيهـُـمُ
المعتدين على العراقِ ودينِنـِا ** ويعينُهمْ كيـدُ المجوس الأَعجـمُ
اللحظ يُعجبني،ويحرقُ مُهجتي ** الجيدُ،والوجهُ الجميلُ،كذا الفـمُ
والقدُّ يجعلني بعـقلٍ تائـهٍ ** لجُمـتْ مداركُه ، فلا يتكلـّـمُ
لكنّني أدري ،ويدري مُصْلتي ** والرمحُ يدري ،والعوالي تعلــمُ
أنّ الشموخ إذا رغبت نوالـه ** يمحو صنائعَـه ، ويُثْبتها هُـمُ
لاتسألي عنّي فإنيّ عاشــقٌ ** والحربُ تعشقني ،ويعشقني الدمُ
والسيفُ يعرفُ أنّ قلبيِ مولعٌ ** بنزالِ أهلِ الكفر صَبُّ مُغـرمُ
ولربَّ شهْـمٍ في الجهاد وقائدٍ ** في الحرب يقدُم بالجنود ويحطِمُ
ذاعت مفاخرُه فأصبح ماجداً** فمدحته شعراً ،وغيري يُحجـمُ
ولربَّ حُسْنٍ يستبيكَ بنظرةٍ** تحت الملامح والجمال توهّـــمُ
لكنّ مريم إنْ بدت بجمالها ** فالبدر يخجلُ والشموسُ ستنــدمُ
كلُّ يشير إلى الجمال بشعـره **لكنّ شعري للجهاد يترجــمُ
***
لله ( صبرين ) التي بمصابهِــا ** فُجعتْ حرائرنا ببأسٍ يُجهـِـمُ
أمَّا العجيبُ بشأنها فهو الذي ** يبقى السؤال بـه يصكُّ ويَصْدمُ
من مكَّن الأنجاسَ أرضَ عراقِنا** حتّى عّلا فيه المجوسُ وحُكـّّمـوا؟
من يحبسُ الأُسْد التي لو أُطلقتْ ** بزئيرها نارُ المجوس ستُظلــمُ؟
قالتْ ودمعُ العين يملأُ خدَّها **الآن بعدَ العرْضِ تسألُ عنْهــمُ؟!
صبُّوا عليَّ الموتَ ليس بكم أخٌ ** كلاّ،ولا فيكم ليوثٌ تُقحِـمُ
هل يغرسُ الإسلامُ فيكم غيرةً **فتثورُ فيكمْ نارُ ثـَـأْر تُضِـرمُ
أمْ صرتـُمُ مثل العبيد بذلّها ** فالموتُ خيرٌ من حياة فيكـُـمُ؟!
***
سأقولها ولتحملُ الأيّام عنّي ذكرها ** حكَّامُنا هتكوا العراق وقسَّموا
كفروا وصلَّعت البلاد بكفرهم** وطغَوْا ولكنْ للعدوّ تحمحمـُـوا
علماؤنا كذبُوا وباعوا دينَهم ** والشرعُ أصبح سلعةً ، والمحُكـمُ
وإذا تنادى للجهاد أسودُنـا ** شنـَّـوا عليهم غــارةً وتجهُموا
فالعرضُ من (صبرين) أو أخواتها ** برقابهـمْ ودماؤُهـنّ المحْـرمُ
 
***
أما العراقُ فسوف يثأر غاضبا ** ويعود فيه العزًّ صرحٌ أعظــمُ
بالشمّ والأسْد الذين صروحهم ** عجبتْ لها إنْ طالعتهـا الأنجمُ
 حامد بن عبدالله العلي

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 21/02/2007