قصيدة قافـلة الحريـَّـة
انثُر عليها مَلابـا* ** نثـْرا يبلُّ الرِّحابـا
وأملأ عُباباً رعاها ** دُرَّا ، وتبْـرا مُـذابا**
وانشد قصائدَ حتّى ** تميسَ ذهابــا إيابا
فغزَّةُ صارتْ بعرْسٍ ** عروســاً تجرُّ الثيابا
والبحرُ يرقصُ فيـه ** والدورُ ماستْ طِرابا
وزغردتْ هضباتٌ ** تيــهٌ أصاب الهضابا
فالتُّرْكُ جاءوا بسُفْن ** كادتْ تطولُ السَّحابا
جاءوا لكسْرِ حصارٍ ** تهـوي إليهِ إنصبابـا
والنَّاس ترنوا إليهـم ** تعجـُّبا ، وارْتقابـا
والقدسُ صار ضيـاءً ** والقدسُ عادَ شبابـا
جاء السفينُ بغيـْثٍ **وانهـلَّ منهـا عُجابا
الله أكبــر إنـِّي ** جرتْ دموعي انسكابا
والتُّركُ أضحي يغنـّي ** لهـا القصيدُ وطابـا
لهـا مديحي فشعْري ** يُهْدي إليها احْتسـابا
إنْ تلْقهمْ تلقَ شعبـاً ** شهْمـاً أذلَّ الصّعـابا
والمجدُ يزهـُو عليـه ** فاقـرأْهُ فيـهِ كتـابا
ـــ
* الملاب : العطـر
** التبر : الذهب
حامد بن عبدالله العلي