قصيدة ( الشـات ) !!

 

وقفتُ على الحبِّ أشكو له ** وقلبي يعاني صنوفَ العـذاب
فقال ليَ الحبُّ إنـّي أرى ** محبَّا يذوق الهـوى بالتهــاب
 
فقلتُ وما لـيَ لا أكتــوي **بوجهٍ جميـلٍ كحسن القمـر
شفـاهٌ كأنَّ الجنى يحتـوي  ** لآلــئ صفـَّت كنظم الدرر
 
أرى لحظَها من خلال النقاب ** فيسقط قلبي بسهـم صريع
وأسمع صوتا كعزف القيـان ** فيسكرُ سمعي ، وعقلي يضيع
 
وخدُّ كأنَّ الضياء انتشـى **  فألقى عليها سطوعَ الشعـاع
وشعرُّ كلمس الحريـر الذي** يشــعُّ بحسْن بدا بإلتـماع
 
إذا ما تبسَّـم ثغـرٌ بـدا ** كـأنْ قد تنفَّس ، ضوءُ الصباح
وجسمُ رشيقٌ وجيدٌ طويل** وخصـرٌ نحيـل ،  وغنجُ الملاح
 
وعطرٌ يهـبُّ كريح الرياض ** له في هوى كلِّ قلب هبوب
تفــوق جمال جميع الملاح ** وتسبي بعشـق جميع  القلوب
 
فقال لي الحبُّ هل واصلـتْ ** وألقتْ إليك رسـول الهـوى
وهل جاء منها ولو بسـمـةٌ ** لتضـرم في القلب نار الجـوى
 
فقلتُ وكيف أقول لهــا ** بأنـِّي أريـــدُ ، بأنْ تبسـم
وإنَّ عليهـا فؤادي يحـوم ** ولــوْ كان فوق الردي يقتحم
 
فقال ستهدي لهــا وردةً ** وأعني بهــا من رويّ القصيـد
وذاك سلامٌ بوحيِّ لطيـف **  وخيـرُ التحيـّة  طيُّ النشـيد
 
فألـقِ السلام : وقلْ مقلتــي ** فردِّي علـيَّ ولـوْ بابتسـام
ترفَّـق بصوتك قلْ : مهجـتي **جوابُ التحيـَّة فـرض الكلام
 
فردَّت بضحْك وراحت تقول** فقـمْ ياحبيـبي لوقـت الصلاة
وطار المنام كحلـْمٍ سريع  **  كـذاك الســراب بأرضٍ فلاة
 
كذاك الغـرور (بشات) الضياع ** شراك الخداع بهـا كمْ عليل
وكمْ من فتـاة وكمْ من فتـى ** وكـمْ من جريح بها أو قتيـل
حامد بن عبدالله العلي

الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 13/05/2008