ندى الحسـن

 

ندى الحُســن
أصبحتُ أكثرُهُم في الحُبِّ تعذيبـا** وكنـتُ أعهدُه عذْبـاً ومعْذُوبــا
يا أيها الحبُّ هل يكفيك أنَّ دمي ** يجري معَ طيفــِكَ الورديِّ مسكوبا
قد يطلبُ الحبَّ لعابٌ فيدركُـه ** ويصبحُ الحـبُّ بعد اللهْـو أُلهوُبــا
علامَ نفعلُ هــذا يا أحبَّتــنا **  ونجعــلُ القلبَ  مهموما ومشبوبا
ناداني الرّمشُ بالألحاظِ مُبْتسمـاً **  أنتـمْ تريدون هذا الهـَـمَّ مطلوُبـا
الثغرُ يا صاحِ والأجفانُ تأسرِكـمْ ** والقـدُّ يُعجبكُـم والشَّعـرُ حُلْبوبا
والمقلةُ الحسْناءُ بالنظرات تقتلُكُمْ ** يرتدّ منْهــا فؤادُ الجلـْـد مسْلُوبا
والخدُّ بالشَّامة السَّمراء جَنَّنكـمْ ** والجيدُ ، والغنجُ بالضحكات مجلُـوبا
فراحَ شاعركُم  يشدُو بقافيــةٍ ** يغـازل الغيـِـدَ بالألحــان تشبيبا
ونحن ما ذنبُنا والحسْنُ قِسمـُتنا ** والله يقسـمُ بيـن الخـلْق موهوبـا
ما ضرَّكم لو غضضتم طرفكم ورعاً**  ألاّ يجـُرّ على قلـبِ الفتى حوُبـا
فقلتُ للرّمش قدْ أخطأتَ بُغْيَتنـا ** ليسَ الجمالُ كمــا قدْ قلتَ مرغوبا
فردّ في عَجَبٍ حيـْرانَ منْدهشـاً ** و غضَّ صوتا وأضْحى الوجْهُ  محجُوبا
ما الحسنُ ويحكَ يا هذا ،فقلت كما **  يحبـُّه اللهُ  بالإيمـــان  مصحوبا
الحسنُ  يارمشُ بالآدابِ مختمـراً ** وبالخمـــارِ يصيـرُ الحسْنُ محبُوبا
وبالحياء ترى في الحسْـن بهجتَه **   وبالعفــاف ، وإلاّ كـانَ مكذوبا
لاخيرَ في صورةٍ تُغويـكَ فتنتُها  **   وتجعـل القلـبَ بالآثام مصلُــوبا
إنا لنبصرُ في الحسْـنـاء فتنتَـها **   ونحسـنُ الوصفَ بالأشعار ترتيبـا
لكنّنا أمـّة تأبــى مشاربُنــا **  إلاّ العفافَ عن الفحشــاء مشروبا
حامد بن عبدالله العلي

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 04/01/2008