غزل إستشهادي

 

غـزل إستشهــادي!
بدا وجهه بدراً فمن ذا يماثلُه
وهل كان للبدرِ التّمام ممثالُه
هو الحسنُ أو أعلى من الحسنِ وصفُه
 فآخرُ أوصافِ الحسانِ أوائلُه
جمالٌ إذا أبصرْته صرتَ مدْنفا
يبادلكَ العشقُ الونا وتبادلُه
تراهُ فتهفُو للوصالِ ووصلُه
إذا كان موصولاً فقد عزَّ واصلُهُ
محاسنُ لم يُشهدْ لحوراءَ مثلُها
فسلْ شْعرَكَ المفتونَ كيف يغازلُه؟
يطأْطىءُ بالأوزانِ شعراً فينحني
إذا همْهمتْ بعضُ القوافي تحاولُه
ترى روعةَ الإشراق في بَسماتِهِ
ذوائبـهُ فتـَّانةٌ وجدائـلُه
ورمش تحدَّى السَّحر لكنَّ سحرَه
ستأسِر ألبابَ الرجال رسائلُه
وخدُّ كما تزهو الورودُ بلونها
وثغرُّ على أقوى الرجال صوائلُه
قوامٌ كما ميـسُ الغصونِ برقـِّةٍ
إذا لاعبت روضَ الربيع بلابلُه
وصوتٌ كتغريدِ العنادلِ قد صفا
يرقُّ ترانيماً ، وتحـلُو فواصلُه
يمسُّ فؤادَ الصَّبِ بعدَ سقامِه
وقد شُفيتْ بعد السماع ذوابلُه
بعثتُ إليه الشِّعرَ أرجو وصالَه
فعاد حزينـاً بعدما فاض سابلُه
يقول ، وقلبي حينَ أسمع قولَه
لهيبٌ من الأشواق فاضت جوافلُه
: توقَّ أُخَيَّ الحبَّ إنّ عذابَه
على كلِّ عُشَّاق الجمالِ صياقلُه
فقلتُ فإنّي قد غدوتُ (محزَّماً)
أفجِّر جسمي دونَه ، وأواصلُه
حامد بن عبدالله العلي

الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 03/01/2010