في ليلة ضرب المخاض حرم الزعيم على الديار

 

في ليلةٍ ضربَ المخاضْ
حرمَ الزعيمِ على الدِّيارْ
فغـَدا البشيـرُ مبِّشرا
كلَّ الرعيـّة بالجِهـارْ
أنَّ الوريث لشعبنـا
سيصيحُ مولوداً.. وصارْ
نبَـأُ المسـرِّة مُعْلَنـاً
للشَّعبِ ، واشْتهـرَ القرارْ
كلُّ البلادِ وحكمُها
لوليّ عهدِي باقْتـدارْ
كلُّ النُّفـوسِ من الوَرى
والبَـرُّ أيضا ، والبِحـارْ
ونظامُ دولتِنا لـهُ
حْتمـاً بقبْضَـتِهِ يُدارْ
...
ليسَ التعجـُّلُ حكمةً
قال الوزيرُ المسْتشارْ
فلربما أنْثى أتـتْ
فنعودُ حتـْما بانكسارْ
...
زجَرَ الزعيمُ وزيـرَه
وعلا بصوتٍ بإفتخارْ
كلا َّ.. أؤكـِّدُ موقِنـاً
في بطنها وَلَـدُ الكِبارْ
وفراسَتي من شأنهـا
تأتي كإبلاجِ النهـارْ
...
وغدا المخاضُ يهزُّها
وصراخُهـا ملأَ الجوارْ
وأطلَّ منهـا رأسُهُ
يا دهشةً بعـد اصطبارْ
أُذُنـَاهُ أوَّلُ خارجٍ
في مثل أحْجامِ الخيـارْ!
ماذا يكونُ ببطْنهـا ؟!
وبدا الجميعُ بـه يُحَـارْ
سَحبَ القوابلُ جِسمَهُ
فأصابهنَّ كمـا السُّعارْ
ماذا ؟ أحـقاً ما نَرى
أوليدُهُ منها حمِـارْ ؟!!
وغدا الجميعُ بحيـْرةٍ
ماذا نقولُ لـهُ ؟!.. فطـارْ
نبأُ الحِمـارِ بقصْـرهِ
فأتى لينظـرَ بابتـدارْ
وتجمَّـعَ الشعبُ الذي
قـدْ طالَ منهُ الإنتظارْ
وقفَ الوزيـرُ جوارَه
والخوفُ يملـؤُه.. فدارْ
وجهُ الزِّعيمِ لشعْبِـهِ
أوليسَ يُشبُهني ؟!!.. فثارْ
كلُّ الحضورِ بصيْحـةٍ
: في كلِّ شيءٍ .. بانبهارْ
ومليكُنـا يحيـا لنـا
وجُحيْشُه ، فينـا فَخَارْ
وشعارُنـا أُذُنـاهُ مــا
في النـّاس مثلُهما شعـارْ !!
.....
الشِّعر يُنشـدُ ظاهـراً
أما بواطنـُهُ فنـارْ !!
حامد بن عبدالله العلي

الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 30/05/2011