ظننتُ الحسنَ في بدْر الفضاءِ ** وفي شمسٍ تشعُّ من الضّيـاءِ
فلمَّا جاءت الهيفاءُ تمشي ** توارى الحسنُ من كبدِ السّماءِ
كأنَّ رموشَها في العينِ سحرٌ **جَرى في القلب جَرْى الكهْرباءِ
كأنَّ الجيدَ فوق الصدْر عاجٌ ** يكادُ يضيءُ من فرطِ الصفاءِ
كأنَّ الشَّعر مسدولاً حريرٌ ** كلــوْن حريرةٍ من كسْتناءِ
وثغـرٌ ما رأيتُ له نظيـراً ** شفاهٌ تلكَ ، أمْ خمـرٌ لرائـي
شفاهٌ شقَّها الباري فشقَّت ** طريقـاً للقلـوب بلا عنـاءِ
إذا نطقتْ كأنَّ الصوت عزفٌ ** فتسمـعُ قولهَـا سمْعَ الغناءِ
وفي خدِّ ترى(غَمْزا) خجولا ** إذا ابتسمتْ كتريـاقِ الشّفاءِ
إذا التفتـَتْ تثنَّتْ في دلالٍ ** فيا حسـنَ التفـاتٍ وإنثـاءِ
وأمّا الخصرُ في جسْمٍ رشيقٍ ** فلا شِعرٌ يُقال على الوفـاءِ
وبينَ جمالها والنّاس سـترٌ ** مـن الإيمانِ موفـورَ الحيـاءِ
***
فهل مثلي يقولُ الشِّعر وصفاً ** لحسْن الغيد من ألِـفٍ ليـاءِ
ولكنّي زهدتُ بهنَّ طوْعــاً **وودَّعتُ الصّبابَة من ورائـي
فكلُّ جميلةٍ فإلـى ذبـولٍ **وكــلُّ جمالهـا فإلـى إنطفاءِ
تُفرِّقُنا الحوادثُ بعد إلفٍ ** أليســتْ هـذه دارُ الفنـاءِ
تغرُّ الغرَّ في كيْـدٍ خفـيّ ** وتُسـلمـُه إلـى مرِّ القضـاءِ
قضاءُ الموت موئل كلِّ حيِّ ** قضـاءٌ نقْتسـمْه على السواءِ
هي الأقلامُ تحسب ما جنينا ** وآمـالُ الصَّبابـة من هـواءِ
فلم أرَ إذْ ذكرتُ سوى خيالٍ ** يلوحُ وما لمستُ سوى هباءِ
سأطلبُ جاهداً جنَّات خلْدٍ ** وألبسُ صالحاً خيـرَ الكسـاءِ
فمن يعمل سيلقى ما جناه ** ويُجــزَى الكـلُّ في دار البقاءِ
حياةُ الحرِّ في الدنيـا جهادٌ ** وما للصالحـين سوى الرضـاءِ
حامد بن عبدالله العلي الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 12/04/2008 عدد القراء: 5409
أضف تعليقك على الموضوع
|