على حلبٍ تنافسنا بشعرٍ
نهنّئُها ونُنْشِدُها قصيدا
وننثرُ بالقصيدِ وروُد نغْمٍ
فخيرُ الشعر مايُهدِي ورودا
قصائدُنا إلى حلبٍ حجيجٌ
تعجّل نحو مشعرها ورودا
فمنّا من يقول الشعرَ جزلا
ومنّا من يحاول أن يُجيدا
وكلّ محاولٍ يُجزَى بخيرٍ
إذا ما كان مقصدُهُ سديدا
سأجعل إنْ قرضتُ الشعر فيها
أسودَ الحرب تطلقُهُ نشيدا
لأنّي إنْ قرضت الشعر فيهم
كأنّ مدافعا دوّت رعوُدا
لقد عاصرتُ في عُمْري رجالا
تشاهدهم فتحسبهم أسودا
ولكنْ ماشَهِدتُ بطول عمْري
أسودا ترتدي ناسا جلودا!
لعمركَ كيف في حلبٍ رجالٌ
عزائمُها تشقُّ بها حديدا؟!
تذكّرنا صلاحَ الدين ، سعْداً
وخالدَ ، والمثنـى ، والجدودا
أفي حلـبٍ لعمركَ خَبءُ سرِّ
يشكّل جيلَها جيلاً وحيدا
وحيدا بالشجاعةِ لا يُبارى
عنيدا يمتطي بأسا شديدا
أم النسلُ الذي فيها مصفّى
من الأصحاب إنجابا فريدا
أم الأبناءُ فيها ليت شعري
مراضعُهم ترى فيها فهودا
ترضّعهم حليبا من شموخٍ
يمـدّ عروقهـم عـزّا مزيدا
عدمتُ الشعر ليس به مديحٌ
لفرسانٍ علوْا دربا رشيدا
قد اتّبعوا الجهاد ولم يبالوا
بمن صاروا لمن يطغى عبيدا
وقطعانا تقودُهمُ قرودٌ
قرودُ الذلِّ يتبعون هودا
ألا إنّي أُحيّيهم بشعـري
وأرسله إلى حلبٍ بريدا
بكم صارت وجوه العُرْبِ بيضا
وحوّلتم وجوه الفرْسِ سودا
وأمّتنا بكـم عزّت كعِـزِّ
مضى التاريخ يذكرُهُ مديدا
رعى ربّي رُبَى حلبٍ أراها
لكلّ فتى به شممٌ ولودا
إذا ذُكِروا تذكّرنا زمانا
تسامينا إلى الجوزا صعودا
تسيّدنا جميع الناس حتى
يرون مكاننا نجما بعيـدا
ألا حيّوا معي ياقومُ جيلا
يحقّق ربّنا فيه الوعودا
بإذن الله ، ثم نعيد مجدا
عظيما من حضارتنا تليدا
سلامٌ ياربُى حلبٍ ختامي
يعود إذا انقضى غضَّا جديدا
حامد بن عبدالله العلي