هَبَطَتْ تُغرِّدُ بالمساءِ أصيِلا **
عَصْفورَتي ، وبَدا الصفيرُ علَيلا
ألقت إليِّ جناحَهَا ، وتوسَّدَتْ **
بيَدِي ، ومالتْ تشْتكِي لي ذبوُلا
فسألتُ : ماذا قدْ جرى ؟! فتنهَّدَتْ **
عشـقٌ ! وتشْهَقُ بالكَلامِ كَلِيلا
صَدَقت ! فإنَّ عيونها في حِيرةٍ **
تَعِبَتْ ، وتُشْبِهُ عاشِقاً متْبوُلا
فَوَضَعْتُ كفِّي فوقَ ريِشِ جنَاحِها **
وجَعَلتُ أمْسحُ بالحنانِ عَذولا
وَشَرَعتُ أعْتبُ ، والدمُوعُ بخدِّها **
هملـتْ بهاَ عينُ المحبِّ همُوُلا
وسألْتُ : كيْفَ العِشقُ يأتي هكذا ؟!**
أَوَ تعْشَقينَ مُغِّرداً مجْهـُـولا؟!
شبحٌ ، ولاتدرينَ ، رُبَّ مُغَـرِّدٍ **
ذئـبٌ خبيثٌ يرْتدي التَّمثيلا
ينحطُّ في حُجَرِ (التويترِ) يبْتغَي **
خبَثاً ، وشهْوةَ عابثٍ مرْذولا
وكأنَّني أيقظْتُها من غفلةٍ **
فَصَحَتْ وأصْبَحَ وجهُها مقْبولا
طارَتْ ، فحطّتْ ، واستقامَ وقوُفُها **
أخَذَتْ بريشِ جَنَاحِها المنْدِيلا
مَسَحَتْ دموُع الخدِّ ثمَ تنَحْنَحَتْ **
وجعلتُ أضحكُ باسماً ، وقليلاَ
قالتْ أراحَ الله قلبَكَ يا أخِي **
وتهلـَّلَ الوجْـهُ النحيلُ جمَيلا
يا ناعماتِ العوُدِ بين (تويتـرٍ) **
غفَلَتْ ، فألقَتْ ستَرَها المسْدوُلا
حذرا من التغرير كم وقعت به **
غيـداءُ ، ثم تضلَّلتْ تضْليلا
كوُني بعزِّ الدِّينِ ليسَ ينالهُا **
ولْغ الكِلابِ ، ولاتهوُنُ نزوُلا
قالوا قديماً في الكِلام بحكْمةٍ **
كان العفافُ على الكِرامِ دليلاَ
حامد بن عبدالله العلي
الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 29/03/2012 عدد القراء: 5528
أضف تعليقك على الموضوع
|