إنـّي سأحْكي قصَّةَ الخُسرانِ ** أرضٌ تردَّتْ في هوَى الشيطانِ
من بعدِ ما ماتَ الهداةُ عليهُمُ ** رحماتُ ربيّ الواحـدِ الديّـانِ
حلَّ الجدالُ على ثوابِتها التـي **كانت تنيرُ مرابـعَ الأوطـانِ
الشرعُ والتوحيدُ بالدِّينِ الذي ** قامتْ عليهِ دعـائمُ السلطانِ
إنَّ المخطَّطَ أنْ يصيرَ جدالهُـم ** يُفضي إلى التشْكيكِ والنسيانِ
ويضيعُ حكمُ الدّين بعدَ علوِّه ** ويصيـرُ سُخريـةً على الآذانِ
شُغلوا بأسْخفَ ما يُقال فغيِّبوُا ** عن أمـِّة تاهـتْ عن القرآنِ
فالقدسُ تبكي والعراقُ نديمُـهُ ** شجوُ الحزينِ ، بأنـِّةِ الولهـانِ
والرفضُ يعبثُ في رُبانا مجْرماً ** والغربُ ينهبُ والصليبُ الجـاني
والكفرُ يفعـلُ ما يشاءُ بأرضِنا ** من قُدسِـنا حتَّى ثَرى الأفغانِ
أطفالُ غَـزّةَ تستغيثُ بجوعِها ** أينَ الرجـالُ وأخـوةُ الإيمـانِ
ومنابرُ الحرمين عُطِّل دورُها ** والمصلحـونَ بقبْضـةِ السَّجـانِ
ومنابرُ الإعلام صارتْ للأُولى ** تبِعوُا دعـاةَ الغرْبِ ذي البُهتانِ
والفسقُ يمْرحُ جهـرةً متفاخراً ** والمنكـراتُ تظاهـرتْ بعَيـانِ
ومنـارُ طيبةَ يشتكي وتُرابهُـا ** دينَ الروافض ظاهـراً بلسـانِ
والشرعُ بُدِّلَ بالقوانينِ التـي ** جـاءتْ بكلِّ مصيـبةٍ وهوانِ
فسدَ القضاءُ وأصبحتْ أحكامُه ** تزْري بطهْـرِ شريعةِ الرّحمـنِ
صارُ الجهادُ مجرّماً وشبابـُـه ** صاروا طريدةَ كلِّ ذي طغْيـانِ
ما كنتُ أحْسبُ أن يعزَّ بأرضهمٍ **جهـلُ الجهول وخسَّةُ الخوَّانِ
جعلُوا الفتاوى في هوَى حُكّامِهمْ ** والدينَ وفْقَ مطامـعِ التِّيجانِ
والآن أصبحَ شغْلُهمْ برضيعـةٍ ** ورضاعِها ، وسَلَوْا عن الأركانِ
ونسوا بأنَّ الدينَ مُزِّق شملـُهُ ** وبلادُنا في قبضـةِ الكُفــرانِ
ياقومَنا خلُّوا الجدالَ وأسّسوا ** حكماً يزلْـزلُ سطْوةَ الطغيـانِ
هاذي خلافـتُنا تريدُ رجوعَهـا ** وتئنُّ شاكيـةً من الهجْـرانِ
واسْعوْا جميعاً للجهاد وحرِّروا ** كلَّ الشعـوب بثورة البركـانِ
فالعزُّ مقرونٌ بضربةِ ماجـدٍ ** بالحـقِّ يُصدع في هدى الفرقـانِ
حامد بن عبدالله العلي