قالها تعليقـاً على خبـر حبس فرعون مصر
بتهمة الإستيلاء على المال العام وقتل المتظاهـرين
من أيِّ شعْبٍ يا (مباركُ) تسْرِقُ **
من شعِبِ نِيلٍ بالإباءِ تخلَّقـُوا
وبأيِّ حقِّ أمْ بأيّةٍ حُجَّـــةٍ **
تغتـالُ أرواحَ الأُباةِ وتُـزْهِقُ
الثائريـنَ على الطُّغاةِ لأنهَّـم **
أحـرارُ شعـْبٍ بالعدالة يُورِقُ
أعجبتَ يا جبَّارُ كنتَ مُبجَّـلاً **
فغـدوْتَ (مخفوراً) دعاكَ محقِّقُ
أعجبتَ كنتَ مسلَّطاً بزعامـةٍ **
فإذا السجونُ عليكَ منها الضِّيقُ
وإذا الحديدُ يلفُّ معصمَكَ الذي **
قدْ كانَ من ذهبٍ يُضيءُ ويبْرُقُ
وتبيتُ بينَ الحبْسِ رهـْنَ قضيةٍ **
قضبانُـهُ دَهَشـاً بحالِكَ ترْمُقُ
وهناك صحنٌ من حديدٍ صادىءٍ **
وهناك (مرحاضٌ) قديمٌ مُخَرْقُ
وسريرُك المكسورُ يعْجَبُ مطرِقاً **
كيف اجتمعناوالبساطُ المـُخْلَقُ؟!
وطعامُكَ العدسُ الذي أبقيـْتَهُ **
في أهل غزة والحصارُ يُطـبَّقُ
وتبدَّلتْ فيكَ الأمورُ بضدِّهـا **
بيـنَ الثريـَّا للثَّـرى تتزحْلقُ
ياقاهرَ الأحرارِ فوقكَ قاهــرٌ **
يأوى الضعيفُ لبابِهِ والمُشْفِـقُ
دعواتهُـم مرفوعـةٌ لجنابـِـهِ **
وقلوبهـُـمْ لجوابـِهِ تتحرَّقُ
أنت الإلهُ الحقُّ حكمُك عادلٌ **
والظُّلْمَ تحرقـُهُ ، فينجـو المرْهَقُ
ياليتَ شعري هل يضيعُ دعاؤهم **
كلاَّ، سيرجـعُ كالسِّهام تمزِّقُ
فرعونُ ، هذا اليوم جاءَ دعاؤُهم
ماكنتَ تسخرُ منهُ ، وعدٌ صادقُ
ياساجنَ الضعفاءِ كيف نسيتَها **
دعواتُ ليلٍ في السَّمـاء تحـلِّقُ
تُنْمَى له ، والله جـلَّ جلالـُهُ **
كنفٌ لهـم , وبهمْ أبـرُّ وأرفقُ
في الظِّلم سرُّ لايـراهُ قرينُـهُ **
أعمى البصيـرةِ كالحمارِ ،وأحمقُ
فالظُّلمُ عقدٌ بين حُكْمٍ ظالـِمٍ **
إبليسُ يعقـدُهُ الخبيـثُ المارقُ
والعقْدُ وقتٌ ينقضي ، وتمامـُهُ **
ثمـنٌ سيدفعُـهُ الظَّلـومُ فيُوبَقُ
وبقدْرِ ماحصَدَ الظلومُ بظلْمِـهِ **
يلقى من الذلِّ العظيمِ ،ويُحْرَقُ
للظلم يومٌ ، والشعوبُ قضاتُـهُ **
وهي التي بينَ القضاةِ الأصدقُ الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 13/04/2011 عدد القراء: 7216
أضف تعليقك على الموضوع
|