أنّـت دمشقٌ وكمْ بالشام أنّاتُ
لا تنعت الحزنَ أبياتٌ وأبياتُ
كم بالمدائن والأنهار حشرجةٌ
وبالفراتِ وبالعاصي حزازاتُ
كم بالمساجد أشجانٌ تعذّبها
وبالمآذنِ غصّـاتٌ وغصّاتُ
حنّت دمشقٌ إلى أحضان أمّتها
والصدر فيه من الأشواق إثباتُ
مرّت عقودٌ على أنفاسها جثمت
عصابةٌ من دماء الشعب تقتاتُ
عصابة الشر من إبليسَ نطفتها
من المجــوس تلقّتها بويْضاتُ
حتى تخلّق بشارٌ وحافظهُ
في رحم عاهرةٍ فيه النجاساتُ
***
لكنّ بالشام آساداً وقد غضبتْ
أحفادُ خالدَ أبطالٌ سُلالاتُ
أليس بالوحي قد جاءت بلاريَبٍ
في فضلها من هدى القرآن آياتُ
وبالأحاديثِ ما ترويهِ أمّـتنا
صحّت ، ودوّنها بالنصّ أثباتُ
ثارت أسودُ وغى بالشام ثورتُها
فلم يكن مثلها في الأرضِ ثوراتُ
وأرسلت للعِدى من نارها حمَما
تطير من غضَبٍ منها شراراتُ
ليست صياحا بساحاتٍ مجردةً
من السلاح وأقصاها الشعاراتُ
بل الجهاد الذي فرضٌ بشرعتنا
تٌضيء رايـاتهِ بالنـورِ هالاتُ
وجلجل الشام بالتكبير منتفضا
فلبّت الأسْد ، والإقدامُ عاداتُ
وصار بشّارُ محصورا ودولتُه
وأكثر الجند من جرذانهِ ماتوا
وصاح بشارُ يا إيرانُ مختبئا
فعادت الفرسُ تطويها الجنازاتُ
وجاء حسونُ من لبنانَ ينجدهُ
فصار حسونُ تعلوُهُ المناحاتُ
وجيءَ بالروسِ فارتدوا على عقِبٍ
وحلَّ بالروس آفــاتٌ وآفـاتُ
هذي أسودٌ إذا ثارت فليس لها
جنْدٌ تكافئها ، إنْ عندكم هاتوا
لا أسْـدَ مثلهمُ ، يا قومُ إنهـمُ
حقا جدودُهمُ ، بالمجدِ ساداتُ
والشام منتصرٌ حتما بربّهمُ
ثم السيوفِ ، وللأقدار أوقاتُ
حامد بن عبدالله العلي
الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 17/03/2016 عدد القراء: 6121
أضف تعليقك على الموضوع
|