كُفِّي عيونَك ، إنْ باءتْ بإثم دَمِي
أقتصُّ من شَفَةٍ يا حُلْوتي بفمِي
العينُ تجرْحنا ، والثغرُ نقْبَلهُ
يوفي القصاصَ بلا وكْسٍ ولانَدَمِ
حقُّ القصاصِ إذا قامتْ دلائلُهُ
يُوفـىَ لصاحبِـِه بالحلِّ والحَرَمِ
كفِّى عيونَكِ _ مهْلا _ إنَّنا بشرٌ
واللَّحظُ يجْرحُنا كالصَّارمِ الخذمِ
والجيدُ يُسْقمُنا إنْ طالَ معْتدِلا
والخدُّ يُتعبُنا من شـِـدِّة الألمِ
رحماكَ يا ثغرُ من نارٍ تؤجِّجُها
فالقلبُ مشتعلٌ ، والروحُ في ضَرَمِ
وأنتَ يا قدُّ في ميْسٍ تعذِّبنا
هلاَّ رحمت فإنَّ الناسَ من رَحِمِ
****
دعِ التغزَّلَ بالأشعارِ ، هلْ شَعَرتْ
بمدحِـكَ الغيدَ إلاّ ريشةُ القَلَمِ
ياشاعرَ الحبِّ قلْ للشِّعر ينقلُنا
لمحنةِ الشَّام بين البعث والعَجَمِ
تريـدُ معتصماً باللهِ ينْجدُها
فهلْ بكمْ أثرٌ من مجْدِ مُعتصمِ
وهل بكمْ بقيتْ أمجادُ أمِّتكم
أمْ أنها فنِيـَتْ كالموتِ بالعدَمِ
*****
يا أمَّةَ المجدِ _ كلاَّ _ أنتِ خالدةٌ
أبطالُكِ الغُـرُّ دوما في ذُرا القِمَمِ
أبطالُكِ الغُـرُّ في شامٍ تعلِّمُنا
موتاً نواجهُـهُ في ثغْرِ مبْتسِمِ
برَدَى دمشقَ إذا جاؤوا يُبشَّرهمْ
بشارة النَّصرِ ، والتحريرِ ،والشَّمَمِ
حتىِّ تحيِّي مياهُ النَّهرِ رايتَهمْ
من بعدِ وقْفتها كالجنْدِ للعلمِ
برَدَى دمشقُ وأمواهُ الفراتِ بها
فخرٌ يتيهُ بهم من رفْعةِ الهِمَمِ
فيهم سجايا علَى حُبِّ العُلا فُطرتْ
لو فُرِّقتْ بالوَرَى تكْفِي من العِظَمِ
يمشون للحرْبِ مَشْي العزّ تحسبُهُم
من جرأة النفس بركاناً من الحِمَمِ
أحرارُ أمّتنا ، آسادُها ، وهمو
أرباب نهضِتنا في أحْلكِ الظُّلَمِ
يا ناطقا باسمهم في الدَّهرِ تذْكُرُهم
لابدَّ تنعتهمْ : هُمْ خيرةُ الأممِ
حامد بن عبدالله العلي الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 17/06/2012 عدد القراء: 5526
أضف تعليقك على الموضوع
|