كتمْتُ عن سمْعِ ذاتِ الحُسْن أفكاري ** وصغْتُ من كلمات الحبِّ أسراري
وغصتُ في الحبِّ فكري في محاسنِهـا ** والحبُّ كالنهْر أو كالسلسل الجاري
وجدتُ من وَلَـهٍ صوتَ الحبيب لَـهُ ** في السرِّ عزْفٌ يقول الحبُّ مزماري
الحبُّ أغنيةٌ تهفوُ القلـوبُ لهَــا ** ونغمـةٌ تتغنـًّـني بيــن أشعاري
جاءتْ تزفُّ إلى قلبي مباهجـَـهُ ** والحـزنُ يُجْلـَـى بألحْــانٍ وأوتارِ
الحبُّ إنْ لامسَ الأحزانَ أذهبَهـا ** كمـا تشــتَّتَ إظـلامٌ بأنـوارِ
الحبُّ همسُ رياحِ السَّعْد ضاحكةً ** وبهجـةُ الورْد فـي روضات أزهـارِ
فقل لمن راحَ للأحبابِ يزْجرُهـُم ** مهْلا ، روَيـدَك ، لاتعجـلْ بإنكـارِ
دعْهم فإنَّ سهامَ العشْقِ تجْرحُهُمْ ** أشــدَّ من كـلِّ صمْصـامٍ وبتـّارِ
كأنَّ سلَّتـَه والبـرق يصحبُها ** لنصْـرةِ الدّيـن فـي ورْدٍ وإصـدارِ
الشّمس للأرض نورٌ غيرُ مُنقشع ** والشُّهـب للظّـلْم ، من نارٍ وأحجـارِ
وهل علتْ ببني الإسـلام صولتهم **إلاّ بجــوْلات عـزّام وصبّـــارِ
فقل لمـن قام للإسـلام يطعنُـهُ **نشبـتَ باللّيـْثِ فـي نابٍ وأظفـارِ
دينٌ من النـُّور قدْ شعّت دعائمُه ** وسيفُهُ من صميـم ِ الحـقِّ ، والنّـارِ
وشرعةٌ بسطَ الإسْـلامُ دولَتَهـا ** سلطـانَ مرْحمـةٍ ، أحكـامَ أبـرارِ
يغشى القلـوب بأنـوارٍ تخالطُهـا **فيبعثُ الروحَ ، تحيـا بعـدَ إقفـارِ
وإن أنار توارَى كـلُّ ذي إحَنٍ ** إلـى الظّلام ، وأرْدى كـلَّ جبـارِّ
كم دولةٍ فيه لمْ تفْنى مآثُرهـا ** إلـى الحضـارةِ تهُـدي خيـرَ آثـارِ
كأنمَّا ملكُه واللـّــهُ ينصـرُه**عالٍ من المجْد ،فـوقَ الكوكب الساري الكاتب: حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 12/09/2007 عدد القراء: 6181
أضف تعليقك على الموضوع
|