ذهبَ الكبيرُ العالمُ المسماحُ
فتعطَّلت من بعدِه الأفراحُ
وتحشْرجَتْ بالصّدر أطولُ غُصّةٍ
والقلبُ مزَّقَ جانبيْهِ جراحُ
وبدا كأنّ الجوَّ يبكي نائحاً
فعليهِ لو حلَّ النُّواحُ يُناحُ
وبدا بمكَّةَ كلُّ شيءٍ صامتاً
من صدمةٍ في طيّها الأتراحُ
أمُّ القُرى تبكي ، وطيبةُ مثلُها
والقدسُ دمعُ خدودِها لوّاحُ
مامات واحدُ أمةٍ في أمةٍ
بل هُدَّ من تحيا به الأرواحُ
أفكارُهُ سبُلُ الهدى ، وكلامُهُ
درب الفلاح ، وعقله مصباحُ
قطبُ العلومِ ، فكلّ نجمٍ حولهُ
ومحمَّدٌ قطبٌ به الإصلاحُ
من أسرةٍ بالدِّين رُبـَّي أهلُها
فعطاؤُها بين الورى فوّاحُ
ياناشراً بالناس علماً نافعاً
يُغْدى على أدواحِهِ ويُراحُ
مامِتَّ ، كلاّ ، بل تعيش مخلَّدا
فبكلِّ جيلٍ مادحٌ صدَّاحُ
مازال نورُ العلم يرفعُ أهلهُ
والجاهلون بكلِّ عصرٍ طاحوا
العلمُ يحْيي بعد موتٍ عالما
والجهلُ موتٌ بالحياة صُراحُ
حامد بن عبدالله العلي الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي التاريخ: 04/04/2014 عدد القراء: 7266
أضف تعليقك على الموضوع
|