المخرج من الأزمة في فلسطين

 

المخْرج من الأزمة في فلسطــين
نزل من هنا قصيدة ضج الحطيم للشيخ حامد العلي عن حفريات الأقصى إلقاء المنشد أبو الحسن الكويتي ـ إصدار مرئي خاص بالموقع مع صور الحفريات 
،
حامد بن عبدالله العلي
،
كلّ شيء يفعله اليهود ، ومعهم من أدخلوه من الخائنين في مكرهم ، يتجه إلى هدف واحـد ، تهويد القدس وطمس ملامحها الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى إلى أن يهدمـوه ، لبناء هيكلهم المزعوم مكانه ،
 والمستوطنات التي تُبنى ، والحفريات التي تجري الآن حول الأقصى وتحته ، إلى هذا الهـدف تتوجـّـه ، وكلّ مسيرتهم المجرمة منذ أن وطئوا أرض فلسطين المقدسة ، هذه هـي غايتها ، وجميع كيدهم يبتغي الوصول إلى هذه النتيجــة لاغيـرها $$$
 
وليس ثمة أمـّة في الأرض ، ولا في تاريخ البشرية هـي أعظم خداعا ، وكذبا ، وتدليسا ، وتّلونا ، وليا بألسنتهم للحقائق ، أكثـر من أمـّة اليهود ، فلم يدعوا شيئا لم يقترفوا فيه هذا كلّه ، حتى كتب الله المنزلة ، ورسله المرسلة ، وآياته المبعوثة ، قـد كذبوا على الله تعالى ، وعلى كتبه ، ورسله ، وملائكته ، واليوم الآخر ،  ولم يدعو جريمة إلاّ ركبوها ، ولا خطيئة إلاّ وفعلوها ،
 
وما فساد العالم اليوم بقيادة أمريكا إلاّ لأنّ اليهود تسلطوا عليها ، ففتحت على البشرية بذلك أبواب الشـرّ ، والدمار .
 
ولهذا كانوا أشدّ الناس عداوةً لهذه الأمّة ، إذ كانت هذه الأمّة خير أمّة أخرجت للناس ، فلا تكون الأمّة الأشدّ عداوة لنا ، إلاّ أرذل الأمم ، وأخسّها ، وأبعدها عن الخيـر.
 
ولهذا كان جهادهم أشرف الجهاد ، وأعلاه ، وأزكاه ، وأفضله عند الله ، لما في ذلك من صلاح عظيم على العالم أجمع ، ليس على المسلمين فحـسب.
 
ومعلوم أن الكيان الصهيوني قد بات اليوم في أضعف أحواله ،
 
 أولا : لأنَّ الحبل من الناس الذي يتعلق به اليهـود  ،  وهو القوة الأمريكيـة ، هـي في أشد أحوالها بؤسا وضعفا ،  وما سيأتي من الزمـان لن يكون على أمريكا إلاّ الأسوء  ، فهي فـي إدبار متواصـل لامحالـة ، سنة الله تعالى في الطغاة ، ولن تجد لسنته تبديلا ، ولن تجد لسنته تحويلا .
 
 واليهود لاتكون لهم قائمة قـط منذ أن ضرب الله عليهم الذلة ، بتكذيبهم بالمسيح عليه السلام إلاّ وراء غيرهم ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وأما كون اليهود كانوا ينتصرون على العرب ، فهذا لا يعرف ، بل المعروف خلافه ، والله تعالى قد أخبر بما يدل على ذلك  ، فقال تعالى : ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) ،
،
فاليهود من حين ضربت عليهم الذلّة أينما ثقفوا إلاّ بحبل من الله ،  وحبل من الناس ، لم يكونوا بمجردهم ينتصرون لا على العرب ، ولا غيرهم ،  وإنما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الإسلام ، والذلة ضربت عليهم ، من حين بعث المسيح عليه السلام فكذبوه ) أ,هـ
 
وثانيا : لأنهّم هـم أنفسهم ، أعني اليهود في كيانهم الصهيوني ،  قد أُنهكوا ، وتفرّقوا ، وتشتّت أمرهم ، وضعف حالهم ، وتمزّقت قوّتهــم ، وإنما يقتاتون على خيانات الأنظمة العربية فحسـب .
 
وهم يعلمون أنـّـه لابقاء لكيانهـم بين المسلمين ، وأنهـم لن يفلحوا أبدا في إيقاف المـدّ الإسلامي المتفجّـر عليهم ، ولكنّهم قـوم مغضوب عليهم ، مخذولون ، يركبون ما يعلمون أنّ فيه غرقهم ، ويأتون ما يعرفون أنه ينتهي بدمارهم ، وهذا من قسوة قلوبهم ، وأنهـم باؤوا بغضب من الله تعالـى .
 
وهاهـم ينظرون بأعينهـم أنّ ما فعلوه في العراق بغية تدميره ليكونوا أشد أمنا في كيانهم المغتصـب ، إنما زادهـم رعبا ، فقـد أشعـل الجهاد في العراق وهو يمرّغ أنف أمريكا هنـاك ، أشعل الروح الجهادية في الأمـّة بأسرها ، وذكرها بأنَّ هذه الأمـة لايكتب لها العـزّ والنصر إلاّ تحت ظلال السيوف ، وأسنّة الرماح .
 
وهاهـم يشهـدون أنّ كل ما مكروه منذ ( أوسلو ) ، إلى الحصار الخانق على الشعب الفلسطيني بعد تولي حماس السلطة ، وتحريضهـم كلّ أولياءهم ليعينوهم على هذا الحصار ، كلّ ما مكروه ليقضوا على الروح الجهادية في الفلسطينيين ، وليستولي اليأس عليهم ، عاد إلى الضـد عليهــم .
 
والخلاصة أن معادلة الصراع باتت تجمع بيـن سهولة الفهم ، وصرامة الوضوح ،  فهي أشد ما تكون كارثية على العدو الصهيوني ، وهـي أعظم ما تكون رحمة وهدى للمسلمين ، وكذلك الله تعالى جعـل في كل دهـر معادلة الصراع بين الحق و الباطل ، السكينة والرحمة لأهل الحـق ، والعذاب على أهل الباطل ، ( باطنه فيه الرحمة ، وظاهره من قبله العذاب ) .
 
 وتلك المعادلـة هي أنّه لا أمـل البتة لهذا الكيان ، لا أمـل أن يبقى بين أمّـة ينطق قرآنها بأنّ الجهـاد ذروة سنام الدين ، وفي ذاكرة أجيالها مخزون ثقافي وتاريخي هائل يجعـل شرف الدفاع عن مقدساتهـا أعظـم أمانة تحملها الأجيـال ، ويجعـل الموت في سبيلها غاية الأمنيات ، وأعظم إنجازات الحياة ،
 
 فليت شعري من أين يأتـي اليهود الأمـل .
 
بينما الأمل كلّه عند هذه الأمة بنصر الله تعالى ، وأنّ اليهود عاقبتهـم إلى الهزيمة النكراء ، والرجوع إلى الشتات ، بما قدمـت أيدهم جزاء وافقا ، وما ربّك بظلام للعبيد .
 
وبمعنى آخر أنّ اليهود في غمـرة اليأس كلّه ، ونحن نمتطـي الأمـل كلّه .
 
ولن يغـلب اليأسُ الأمـل .
 
ولهذا نقول لأهلنا في فلسطين ، إلى الجهـاد يا رجال أمتنا الأبطـال ، هذا هو المخـرج الوحيـد للأزمـة، ليس أمامكم غيـره ،
فكونوا كما كنتم دائما على مستوى التشريف ،  واحموا الأقصى فأنـتم لذلك أهـل ، والله ناصـركم عـزّ وجـل .
وعلى جميـع الأمّة أن تسعى في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني ، ونصرته بكـلّ سبييل ، وهذا الفرض مقـدّم لما في الجهاد الفلسطيني من مزيـة تميــزه على كلّ البقاع الإسلامية المغتصبة .
 
ابنوا الجهـاد واستدعوا بـه الأملا **  ممهّدين إلى الأقصـى به السُّبــلا
وجيّشوا جيش أُسـدٍ من رجالكُمُ ** عرمرما تضرب الدنيا به المثــــلا
إنا لمن أمـّة الأبطــال آخرُنــا **في عزمة الليث يحكي الأعصُر الأُولا
حتّى إذا ما امتطينا الحرب طاحنـةً ** كنّا كأنـّا اشتملنا المجـد مكتمـلا
ونحن نحمي بسيف الحـقّ دولتنـا ** ونحـن أيضا بحــقّ نهــدم الدّولا
 

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 18/05/2007