نداء عام لعلماء الأمّة ومفكّريها ودعاتها وخطباء المساجد : هذه خطط المشروع الصهيوأمريكي طاغوت العصر ، وهــذا واجبـــنا لكســره

 

نداء عام لعلماء الأمّة ومفكّريها ودعاتها وخطباء المساجد : هذه خطط المشروع الصهيوأمريكي طاغوت العصر ، وهــذا واجبـــنا لكســره

 حامد بن عبد الله العلي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبـــه أجمعين وبعد :

مقدمـــــــــة :
كان الرئيس بوش نفسه وفي خطابه الشهير الذي ألقاه يوم 24/6/2002، حول الشرق الأوسط، وجه فيه تحذيرا واضحا للأنظمة العربية التي تعتبر مناوئة للسياسة الأمريكية وخصص من بينها سورية .

وقال بوش في خطابه: "الدول إما أن تكون معنا أو علينا في الحرب على الإرهاب.. كل زعيم ملتزم فعليا بالسلام سينهي التحريض على العنف..ويدين علنا التفجيرات القاتلة ، كل دولة ملتزمة فعليا بالسلام ستوقف تدفق الأموال والمعدات وعمليات التجنيد في الجماعات الإرهابية الساعية لتدمير إسرائيل بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله..على كل دولة ملتزمة فعلا بالسلام أن تمنع شحن الإمدادات لهذه الجماعات وأن تعارض الأنظمة التي تشجع الإرهاب مثل العراق ، ويجب على سوريا أن تأخذ جانب الحق في الحرب على الإرهاب بالقيام بإغلاق معسكرات الإرهابيين وطرد المنظمات الإرهابية ، ويجدر بالزعماء الراغبين في أن تشملهم عملية السلام أن يظهروا بأفعالهم تأييدهم التام للسلام.. بناء علاقات أوثق دبلوماسيا وتجاريا مع إسرائيل بما يؤدي إلى تطبيع تام للعلاقات بين إسرائيل والعالم العربي بأسره".

كما ذكر جيمس وولسي (المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية) في مقال نشر يوم14/4، يطالب فيه بتوسيع رقعة التغيير في المنطقة، بقوله: "الآن وقد تواجدت القوات الأميركية في بغداد..الرهان هو توسيع رقعة الديموقراطية إلى أطراف العالم العربي والإسلامي، التي تهدد الحضارة الليبرالية التي عملنا على بنائها والدفاع عنها طوال القرن العشرين..وباستثناء إسرائيل وتركيا لا يوجد أساساً في الشرق الأوسط أي ديموقراطية..من الواضح أن الحرب الإرهابية لن تختفي طالما لم نغير وجه الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي بدأنا تماماً فعله في العراق..) .

الدور الصهيوني :
ـــــــــــــــــــ
ومن قبل كان ريتشارد بيرل قد كتب تقريرا عن ( سوريا بعد العراق ) ، وذلك قبل ثماني سنوات، عندما كان يعمل خبيرا في معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية العليا، الذي له فرع في القدس، وفرع في واشنطن، وكان يعمل مستشارا لبنيامين نتنياهو عندما كان رئيسـا لوزراء إسرائيل، عنوان التقرير هو: (تغيير واضح: سياسة جديدة لحماية الأهم (يقصـد اسرائيل) ، وكان قد قدمه إلى نتنياهو وكتبه معه آخرون وبعضهم الآن في مناصب كبيرة في وزارة الدفاع وفي وزارات أخرى، ولأن التقرير كتب قبل فترة طويلة فان تصورات كثيرة اعتمد عليها فشلت مثل إعادة الهاشميين إلى بغداد، وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط التقرير مؤخرا :
وهذه مقتطفات من التقرير بتصرف إسرائيل أمامها مشكلة كبيرة، وهي فشل حزب العمال، الذي يقود الحركة الصهيونية منذ سبعين سنة ، ومن أسباب ذلك أن السياسيين العماليين الاشتراكيين الصهيونيين اعتقدوا أن حل مشاكل إسرائيل هو في التعاون مع العالم الخارجي، وأيضا التعاون مع الدول العربية تحت شعار «شرق أوسط جديد» .
ولكن هذه السياسة أثرت على شيئين:
الأول: أثرت على شرعية اسرائيل، وقادتها نحو شلل استراتيجي، أجبرتها على الالتزام بـ«عملية السلام» .
الثاني: أثرت على الإحساس الوطني الإسرائيلي، وإصابته بالحيرة، والتوتر، والخوف.
ولهذا لجأ حزب العمال إلى أميركا لتساعده على حل هذه المشاكل ، ووافق حزب على الضغط على المواطنين الإسرائيليين ليفعلوا الآتي، رغما عنهم .
أولا : التفاوض مع العرب حول عاصمتهم القدس .
ثانيا: التساهل في الرد على العمليات الإرهابية الفلسطينية .
ثالثا: قبول جو الخوف والقلق في حياتهم اليومية .
رابعا: قبول إجراءات معاكسة لمصالحهم ورغباتهم.
ثم قال التقرير : «لحسن الحظ جاء إلى الحكم حزب الليكود بقيادة نتنياهو، الذي اصبح رئيسا للوزراء، والذي قرر العمل باستراتيجية جديدة، تعتمد على أرضية ثقافية جديدة، وتعيد بناء المشروع الصهيوني.

وهذه كانت بعض الخطوات التي بدأ يقوم بها نتنياهو:

أولا: التعاون مع بعض الأردن وتركيــا لمواجهة أعداء اسرائيل الحقيقيين.
ثانيا: إلغاء شعار «السلام الشامل».
ثالثا: الاتفاق مع دول معينة للمحافظة على ميزان القوى في المنطقة.
رابعا : مطاردة الإرهابيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
خامسا : التركيز على القيم الحضارية المشتركة مع الغرب».
والخطوة الأولى التي نقترحها هي عن «عملية السلام»:

نحن نقترح وقف الالتزام بشعار «الأرض مقابل السلام»، لانه كان السبب في سلسلة من الهزائم السياسية، والثقافية، والعسكرية لإسرائيل.
نقترح، بدلا عن ذلك، التركيز على القيم الحضارية المشتركة بين اسرائيل والدول الغربية، ونقترح استعمال شعارات جديدة، مثل: «السلام مقابل السلام» و«السلام عن طريق القوة» و«القوة لضمان السلام» و«سلام ميزان القوى» ،
«جزء من الاستراتيجية الجديدة التي نقترحها هو خلق ميزان قوى جديد في منطقة الشرق الأوسط ،هذا سيعتمد على التعامل مع كل دولة بمعزل عن الدولة الأخرى، بهدف الوصول إلى اتفاقية ثنائية مع كل دول لحماية المصالح المشتركة معها ، ولكن، قبل ذلك، لا بد من تخفيض دور سورية في المنطقة، أما باحتوائها، أو بإضعافها، أو حتى باستعمال القوة لإجبارها على تقليص نفوذها.

ولكن، قبل سورية، لا بد من القضاء على قوة العراق ،
وهذا هدف إسرائيلي استراتيجي هام، وسيحقق شيئين في نفس الوقت:

الأول: سيكون سببا في تقليل نفوذ العراق.

ثانيا: سيكون سببا في تقليل نفوذ سورية.

لهذا لا بد أن تركز الاستراتيجية الجديدة على القوة، وعلى الرد على الهجوم قبل وقوعه، لا على انتظار الهجوم للرد عليه»، «وعندما تحس اسرائيل بالأمان من جيرانها، ستقدر على الاهتمام بمشاكلها الداخلية، وخاصة تعميق الهوية اليهودية، وتحقيق الطموحات الصهيونية،
لهذا فان الهدف من قوة اسرائيل هو فرض سيطرتها الاستراتيجية على المنطقة، وذلك بتأسيس أحلاف بين مختلف الدول ) أ.هـ

ومن الواضح أن شارون يقود الصهاينة أعداء أمتنا الاستراتيجيين إلى تنفيذ جزء كبير من هذا المخطط ، لاسيما وقد امتلأت الإدارة الأمريكية حتى التخمة هذه الأيام بأصدقاء الكيان الصهيوني ، ممن يطلق عليهم الصقور ، وتعاظم نفوذ النصارى المتصهينين في البيت الأبيض حتى صار رئيسه منهم .

أهداف احتلال العراق:
ــــــــــــــــــ

هذا والتحالف الصهيوأمريكي يهدف الآن إلى تحقيق مايلي باحتلال العراق :

1- تأمين النفط العراقي وإتاحة فرص استثماره للشركات الأمريكية ومن ثم السيطرة المباشرة أو غير المباشرة على المخزون النفطي العراقي المقدر بثلاثمائة مليار برميل باستثناء الصحراء الغربية للعراق وهي الاحتياطات الكفيلة بتغطية الحاجة الأمريكية المتزايدة من النفط لمائة عام قادمة، بما ساعد الإدارة الأمريكية على التحكم في سوق النفط وتهميش دور منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك.

2- تعيين حكومة موالية لها في العراق بعد تأمين التواجد العسكري الأمريكي في العراق، وتحويل العراق إلى دولة بلا جيش فاعل، حيث يتم صياغة العقيدة العسكرية العراقية على النسق والقيم الأمريكية وبطابع دفاعي صرف.

3- العمل على تحويل العراق إلى محمية أمريكية وقاعدة ارتكاز للمصالح الأمريكية في المنطقة لإضعاف القوى الدولية الأخرى إضافة إلى إضعاف الكيانات السياسية الرئيسة في المنطقة وتقوية الكيانات الوظيفية التي تخدم المصالح الأمريكية الصهيونية.

4ـ تحويل العراق إلى مرتع للتغريب ، وتخريب ثقافته وهويته الإسلامية.

5- إنهاء الصراع مع الكيان الصهيوني، خاصة في ظل حكم الإدارة الأمريكية الحالية المتصهينة، وإيجاد حالة من الهدوء في المنطقة تسمح بتحقيق الإدارة الأمريكية لمصالحها في المنطقة بشكل سلس.

الرسالة الأمريكية في الاحتلال العراق :
ـــــــــــــــــــــــــــ
ومن الواضح أن ما حدث في العراق، هو رسالة صهيو أمريكية إلى كل من يحدث نفسه أن يقف في وجه السياسة والإرادة الأمريكية ، بأنه سيكون مسخوطا عليه ، دولة كان أو حزبا أو نظاما أو جماعة أو هيئة ، وسيسعى الصهاينة والأمريكيون إلى إزالته تماما .

وهي رسالة تريد أن تقول أيضا بوضوح لحركات المقاومة للمشروع الصهيو أمريكي :

لا فائدة من استمرار المقاومة والتصدي للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة ، فهذه قضية خاسرة ، وعلى كل واحد منكم أن يفهم أولا الرسالة بطريقته الخاصة، ثم يكيف نفسه بطريقته الخاصة لتغيير جذري في ثقافته و كيانه ، إذا أراد أن يبقى في اللعبة ، ويجب أن يكون التغيير إلى درجة تكفي لترضينا ، ولا يرضينا إلا إتباع ملتنا ، بمعنى أن يكون مشروعكم تابعا لمشروعنا ، إما بانعزال لا يعترض على الواقع الجديد المفروض ، أو بانضمام إلى حملتنا ، بإعانة عملية ، أو بتسويغ فكري يقرب مشروعنا من ثقافة المنطقة .

المطلب الأمريكي من علماء الأمة :
ـــــــــــــــــــــــــــ

أو بفتيا شرعية :

على طريقة فقهاءكم : فتقول الفتيا ، إننا أهون خطرا من أخطار الأنظمة العربية وبالتالي فقبولنا فرض شرعي على كل شعوب المنطقة .

أو على أقل تقدير : فتيا تحيـّد الشعوب ، أو تحولها إلى قطعان قابلة للانقياد لنـــــا بسلاسة ، على طريقة التصوف الذي يقول : دعوا الدنيا للكفار وأصلحوا انتم دينكــم ، فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر .

المطالب الأمريكية من دول الخليج في المرحلة القادمة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا وسوف يمضي هذا المشروع الصهيو أمريكي قــدما بالضغط علــى دول الخليج كلـها لتخضع لتغيير سياسي ، وثقافي ، واجتماعي هائــل ، ينطلق من أربعـة محاور رئيسية :

1ـ القبول بالديمقراطية بما فيها من تعددية وإطلاق الحريات التي لا يحق للدين أن يقيّدها ، وإلهاء الشعوب بلعبة الإنتخابات التي يتم من خلالها :

ـ السماح بتغلغل العناصر التغريبية المزروعة إلى مواضع صنع القرار في هذه الدول ، عن طريق دعمها ماديا وإعلاميا في الانتخابات .

ـ وضع دساتير علمانية تقصي الشريعة الاسلامية ، وتجعل فصل الدين عن الدولة أمرا مفروضا واقعا ومقننا .

ـ اشغال الحركة الإسلامية بالصراعات فيما بينها على مكاسب هذه اللعبة الديمقراطية ، وبالتالي تفريغ مشروعها من أهدافه الحقيقية ، ليتحول تدريجيا إلى هدف واحد هو استماتة الحزب للبقاء في اللعبة ، وتكثير مكاسبه منها فحسب ، كما حدث ويحدث للحركة الإسلامية في الكويت .

2ـ القبول بتغيير تدريجي لثقافة المرأة ووضعها الاجتماعي ، نحو التغريب .

3ـ القبول بتغيير تدريجي للمناهج الدراسية .

4ـ القبول بالمفهوم الغربي للتسامح الديني الذي يفرض تسهيلات لحركات التنصير كما يحدث في العراق تحت الاحتلال الأمريكي الآن ، وسوف تطالب الحملة الصهيوأمريكية جميع دول الخليج ـ عن قريب ـ بالسماح ببناء الكنائس وتسهيل عمل الأنشطة التنصيريّة فيها .

أما الإلحاق الاقتصادي والعسكري والسياسي فهذه المحاور هي تحصيل حاصل أصلا بالنسبة لدول الخليج .

****واجبــــــــــنا .. المطلب الإلهي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

والواجب على العلماء وقادة الفكر في الأمة الإسلامية ، أن يتبنوا مشروع مقاومة ضارب وشامل لهذه الحملة ، يتم بواسطته :

*** 1ـ ضخ روح التحدّي طويل الأمـــد في الشعوب الاسلامية ، فالحروب الصليبية السابقة أخذت عقودا من الزمن ولم تفت في عضد قادة الأمة ، حتى حققت النصر . قال تعالى ( وكأيّن من نبي قاتل معه ربيون كثيرة فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) .

*** 2ـ نشــر ثقافة البراءة والرفض ، رفض الانصياع للمخطط الاستعماري الجديد ، وفضح مخططاته ، (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ) .

*** 3ـ كشف وتزييف المتخاذلين والمنهزمين نفسيا ، سواء من خونة المثقفين العرب ، أو من علماء السوء الذين يهوّنون من خطر هذا المخطط الخبيث .
( ولتستبين سبيل المجرمين ) ، ( إن الله مخرج ما تحذرون ) .

*** 4ـ بث روح التفاؤل ، ولكن التفاؤل الواقعي الذي لا يزيف الواقع ولايبني على الأحلام قصورا من أوهام ، قال تعالى : ( وأخرى تحبونها نصر الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ) . وقال ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ).

*** 5ـ استلهام التجارب الثرية التي استفادتها الأمة من الاستعمار السابق ، قال تعالى ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمـنّ الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ).

*** 6ـ تشتيت موجة الخوف والصدمة من النفوس ، وتنشئتها على الشجاعة والتضحية ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ).

*** 7ـ إعادة ترتيب الأولويّات والبرامج ليكون التصدّي لهذه الحملــــة على رأسها ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ) .

*** 8ـ دعم أي توجّه للجهاد في العراق ، وإفشال أيّ مخطط صهيوأمريكي لفرض الاحتلال الصهيوأمريكي للعراق على أنه الأمر الواقع الذي يجب قبوله ، قال تعالى ، ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ، وإن الله على نصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ).

*** 9ـ اعتبار مسؤوليّة صدّ هذه الحملة ، وكسر طاغوت الهيمنة الأمريكيّة ، مسؤوليّة عامَّة على كلِّ فرد من الأمَّة ، كلُّ فيما يقدر عليه ، ومن موقعـــــه ، ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) .

*** 10ـ تحصين عقول الأمة من زيف الإعلام الغربي الذي يمهّـد النفوس للرضوخ للاستعباد للمشروع الصهيوأمريكي >

وتشجيع الإعلام الذي يكشف الحقائق ، ويفضح أهداف هذا المشروع الخبيث ، فالإعلام يؤدي دورا أساسيا في هذه المعركة ، ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) ، ( فاصبر إن وعد الله حق ولايستخفنك الذين لا يوقنون ) .

ومنبر خطبة الجمعة هو من أهم المنابر الإعلامية التي يخطط المشروع الصهيوني لتوظيفه ، أو على الاقل تحييده في هذا الصراع ، وسيكلف الوزراء المعنيون في كــــل دولة ـ لاسيما دول الخليج ـ بوضع القيود على هذا المنبر الإعلامي الخطير ، لتبقى عقول الأمة تستقي من المصادر الإعلامية التي يسيّرها المشروع الصهيوأمريكي فحسب ، فتصنع الوعي ، وتتلاعب بالعقول .

فالواجب عدم السماح بذلك ، وإبقاء منبر الجمعة منبرا للصدع بالحق ، وحمايته من التسييس ، ومن وضعه تحت تصرف المشروع الصهيوأمريكي عبر الدول التي سمحت لنفسها أن تكون اداة بيد هذا المشروع الذي يريد أن يدمّر الامة .

وهيهات ، فهذه الامة لاتقبل التدمير ، بوعد إلهى ، فهي تمرض ولاتموت ، وتضعف غير أنها لايستحوذ عليها اليأس من النهوض ، وقد تتقهقــر في صراع الأمم خطوة ، لكن سرعان ما تتقدم بعدها خطوات وخطوات ، وهي منصورة لامحالة ، والعاقبة لها بلا ريب ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.

والله أعلى وأعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


الكاتب: حامد بن عبد الله العلي
التاريخ: 06/12/2006