Global Strike

 


Global Strike


حامد بن عبدالله العلي

" في آخر شهر يونيو من العام الجاري، أصـــدر كينيث تيمرمان (Kenneth Timmerman) وهومن أبواق دعاية المحافظين الجدد والدوائر الإسرائيلية اليمينية المتطرفة من حولبنيامين نتنياهو، كتابا بعنوان "عد تنازلي للأزمة: المواجهة النووية القادمة معإيران" ، يذكر فيه عددا من الإدعاءات المنافية للعقل كلها مبنية على معلومات مقدمة منقبل منظمة "مجاهدي خلق"، وهي جماعة إيرانية مسلحة مدرجة على قائمة وزارة الخارجيةالأمريكية للجماعات الإرهابية الأجنبية.

يشدد تيمرمان على أن إيران كانت وراء هجمات 11 سبتمبر ، وأن إيران تمتلك جميع مكونات القنبلةالنووية وأن إيران قد توصل هذه القنابل النووية لخلايا إرهابية متغلغلة في بعضالمدن الأمريكية .

إذا كانت كل هذه الإداعاءات تبدو مشابهة بشكل مثير للإدعاءات التي أثيرت قبل غزوالعراق في مارس 2003 فلا تستغرب، لأن الهدف هو ذاته. نفس الشخصيات من مايكل ليدينإلى ريتشارد بيرل وديك تشيني التي جلبت لنا حرب العراق تريد اليوم جرنا إلى حرب ضدإيران. لكن هذه المرة، بوجود 170000 جندي أمريكي غاطس في رمال العراق فإن تشينيووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وآخرين يروجون خطتهم العتيدة من بداية التسعيناتالرامية إلى شن ضربات استباقية نووية. "
مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيوـ عدد 12 أغسطس الجاري

" ويبدو أن الهيمنة العسكرية الأمريكية غير المسبوقة في العالم والتي أدت كلفتها الباهظة الى خنق الاقتصاد الأمريكي، لم تضعف المقاومة لنا في الخارج ولم تجعـــل الأمريكيين أكثر أمنا " جيمس كارول ـ بوسطن غلوب أغسطس 2004

" إن عدم اتساق السياسة الخارجية الأمريكية ليس طارئا، بل هو تعبيـر عـن جانبين بازرين في الشخصية الأمريكية .. والأخرى أخلاقيات التوكيد المطلـــق للذات التي أشعلتها الروح الصليبية "
J. william fulbriat ,the arrogance of power (new york random house 1966 p.245-46

" والآن لايستطيع المسيحيون أن يدعوا جانبا العهد القديم الحقيقي ، لسبب بسيط هو أن عهدهم الجديد ، مشتق مكمل للعهد القديم ، وبصيغة أخرى ، إذا كانت اليهوديـة زائفة ، تكون المسيحية أيضا زائفة " والترأ.مكدوجال ، أرض الميعاد والدولة الصليبية ص 289

سيمضي الصليبيون والصهاينة قـُدُما ، نحو أهـدافهم ، يحدوهـم غرورهـم الديني الكاذب ، سيمضون إلى السقوط المــدوّي في الهاوية ، ومعهــم من إغتـر بهم ، وأعانهم على باطلهم ، لاسيما أولئك الذين لعب الشيطـــان في رؤوسهم ، يمنّيهم بعودة الحكم الصفـوي ! وما يعدهم الشيطان إلاّ غرورا .

من الواضح أن تعثـّـر المشروع الأمريكي ـ الذي جعله بوش مسألة حياة أو موت بالنسبة لأمريكا ـ في العراق ، والذي حوّلتـه المقاومـة إلى كابوس حقيقـي ، من أهم أسباب إعاقة بـدء إنهاء الصفقة مع الصفويين في العراق ، بتوجيه هجوم إلى إيران ، إضافة إلى وقوف الرأي العام الإيراني مع المشروع النووي ، والخوف من آثار الهجوم على الإقتصاد العالمي بسبب ما تملكه إيران من إحتياط نفطي ضخم ، لاسيما في ضـوء إرتفاع الأسعار القياسي الحالي ، وخوف دول الجوار من الهزات الإرتدادية عليها فيمـا لـو ثـار البركان الإيراني ، خاصة بعدمـا تبين لها أن البركان العراقي الذي أشعلتها الحماقات الأمريكية يوشك أن تصلهم حممه .

لقد أستطاعت إيران أن تستثمـر الحماقات الأمريكيــة بصورة استراتيجية فعّالة ، وقـد غـدت اليوم واثقة ـ في نفسها ـ تماما ، أنّ ما في جعبة الإدارة الأمريكية من الحماقات ، يكفي وزيادة ، لمزيد من المكاسب ، ناظرة إلى إمتداد خاصرتها التي ستمتلأ بالنفط العراقي عندما تبلتع جنوب العراق ، ثم جنوبا نحو الخليـج ، في أوسع مشروع استعماري صفوي ، يحلم أن يلوّح بالعصــا النوويــة ، في الوقت الذي يملك أكبر مخزون نفطي في العالم !!

سيما وأن مما تتميـّز به الحماقة الأمريكية أنها طورت موهبة قياسية ـ عبر سلسلة الفشل الذهبية في السياسة الخارجية ـ في القراءات الخاطئة، وتكرار الأخطار المبنية عليها ، ولهذا فمن المتوقع جـدا ، أن تغرق أمريكا في ظل قيادة صاحب أكبر رقم قياسي في الإجازات الطويلة للرؤساء في تاريخ أمريكا ، في مستنقع جديد ، بشن حرب جديدة ، لاسيما والخوف الصهيوني المستمر يدفعها من جنون إلى جنون ، هذه الحرب يطلقون عليها (Global Strike) ، أي الضربة العالمية ، وقـد تكون ضربة نووية .

ذلك أنه من الواضح أن الصفقة الصهيوصليبية الصفوية في العراق ، تريـد أمريكا أن تنهيها إلى حـدّ ، لايريد الصفيون أن ينتهوا إليه ـ كما يحـــدث في كل صفقات الشـر للدول المارقة ـ وحينئـذ ستكون العصا الأمريكية لترسيم الشكل النهائي للمؤامرة "الصهيوصليفوية" هي الحل المفضّـل .

ولهذا فلا يُبعد من يقول : قريبا ستبدأ أبواق الإعلام في تعبئة الفضــاء العربي الرحب الذي لايرد يـدّ لامس ، ضد الصفوييـن الجدد ، وتهيئة الأجواء لحرب جديــدة ، وأما الكيانات العربية المزيفة ، من الذين تركوا دينهم فسلط الله عليهم الذل ، فلــن يزيدوا على " الغيبة والإنتظار" ، كأنهم آثروا هذه العقيدة التي تركها أهلها !! على أن يكون لهم أي دور فاعــل .

غير أننا متفاءلون بحمد الله ، أن الله تعالى سيسلّط الله الظالمين على الظالمين ، ويبوءُ كلُّ من أعان ظالما ، بإثمه وإثم الظالمين ، وكما قالت الحكمة ( من أعان ظالما بـُلي بـه ) ، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ، ولن تجد لسنة الله تحويــلا .

وسيقـرّ الله تعالى عيوننا بطاغوت العصـر الأكبر يتهاوى ، ويتبعثر ، ويتناثر ، هـو وأعوانه .

وسيكون ـ بإذن الله ـ المستفيد الأكبر ـ كما كانوا دائما ـ تلك الوجوه المباركة التي لـمْ نرَهـا ، ولا نعـرف أسماء أصحابها ، ولانسمع عنهم إلاّ بعدمــا يُنجزون صناعتهم لتاريخ الإسلام ، الذين لـمْ يعـد يخشـــى أعداء الإسلام إلاّ هــم ، ولايحسبون حساب أحداً غيــرهم .

الذين يناطحون الموت ، ليحيى الإسلام ، لايعرفون فلسفة المنظرين علـى الفضائيات ، ولا يهتمون بتنميق الكلمات ، ولا يتحدثون عن أنفسهم قــط ، بل تتحدث عنهم صنائعهم وهم صامتون .

أولئك الجنود المخلِصـون المجهولون ، الذين لايبحثون عن فتات السلطــات المزيفة ، تتصدق عليهم بألقاب مخادعة ، ومناصب مزوّرة ، بل يبحثون عن الموت في سبيل الله تعالى ، قد حوّلوا أجسادهم إلى تربة توضع فيها بذرة نصر هذا الدين العظيم ، ودماءهم ماء يسقون بها تلك البذرة المباركة ، يتطلّعون ، بعزّة نفوسهـــم الحرّة ، إلى عـزّة الإسلام فحسب ، لا إلى شيء سواه .

فسيجعل الله تعالى مكر أعداءه ، مكرا لهم ، وسعيه في إطفاء نور الإســلام ، تمهيدا لدولتهم ، وجهوده الحثيثة لنسف بنيان الجهاد الإسلام ، نسفا لبنيانه هـو ،،،،

(إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَـــادُ ، يَوْمَ لايَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ


الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/12/2006