حامد بن عبد الله العلي
قال الامام ابن القيم رحمه الله : ـ
هذا ونصر الدين فرض لازم لا للكفاية بل علــــى الأعيان
بيد وإما باللسان فإن عجزت فبالتوجه والدعا بجنـــــان
ما بعد ذا والله للايمان حبة خردل يا ناصر الايمـــــــان
**********
بحياة وجهك خير مسؤول به وبنور وجهك يا عظيـم الشـــان
وبحق رحمتك التي وسعت جميع الخلق محسنهم كذاك الجاني
وبحق أسماء لك الحسنى معا فيهـــا نعوت المدح للرحمـــــن
وبحق حمدك وهو حمد واسع الأكوان بل أضعاف ذي الأكوان
**************
وبأنك الله الاله الحق معبود الورى متقدس عـــــن ثـــــان
بل كل معبود سواك فباطل من دون عرشــك للثرى التحتـــاني
وبك المعاذ ولا ملاذ سواك أنت غياث كـــل ملـــــدد لهفـــــــان
من ذاك للمضطر يسمعه سواك يجيب دعوتـــه مع العصيــــــــان
إنا توجهنا اليك لحاجــــة ترضيك طالبها احـــــــق معــــــان
فاجعل قضاها بعض أنعمك التي سبغت علينا منك كـــل زمـــان
-------------
أنصر كتابك والرسول ودينك العالــــي الذي أنزلت بالبرهان
واخترته دينا لنفســـــك واصطفيت مقيمه من أمــــة الانسان
ورضيته دينا لمن ترضــــاه من هذا الورى هــــو قيم الأديان
وانصره بالنصر العزيز كمثل ما قد كنت تنصـــره بكـــل زمان
يا رب وانصر خير حزبينا على حزب الضلال وعسكر الشيطان
************
يا رب كن لهم وليا ناصرا واحفظهــــــم من فتنة الفتـــان
وانصرهم يا رب بالحق الذي أنزلتـــــــه يا منزل القـــرآن
يارب إنهم هم الغرباء قــد لجؤوا إليك وأنت ذو الإحســــان
يا رب قــــد عادوا لأجلك كــل هذا الخلق إلا صادق الإيمان
ورضوا ولاتيك التي من نالها نال الأمان ونال كل أمـــــان
أ.هــ
------------
صدق من قال: لو كان لابليس دولة لنصب له فيها شيوخاً ومفتين .
وليس بخاف ان مشروع القرن الأمريكي ـ ومشروع الشرق الأوسط الكبير جزء منه ـ الذي نشرنا عنه في مقالات سابقة ما يغني عن اعادته، والذي بات تشيد أركانه، ويوزع وكلاؤه، ويمضي نحو أهداف سعيا حثيثا ـ مع الهاء المغفلين منا بالصراع مع وهم اسمه "الارهاب" ـ وأخطر أهدافه اعادة تشكيل الشرق الأوسط الكبير ـ الذي يضم باكستان الى تركيا مع الدول العربية والكيان الصهيوني ـ اعادة تشكيله ليصب في قالب الثقافة والسياسة والاقتصاد الأمريكي، المرتبط بالصهيونية العالمية، ليس بخاف أن هذا المشروع أيضا: بحاجة الى شيوخ ومفتين.
ووظيفتهم الاساسية هي ان يفتوا الناس ان الاسلام لا يعارض ان يمضي هذا المشروع قدما إلى أهدافه بسلام، كان هذا غاية ما تمناه الأمريكيون، بمعنى آخر: ان يفتي المفتون للمسلمين ان هذا زمان فتنة، فدعوا الخلق للخالق، ودعوا قدر الله يمضي، واكتفوا انتم بالصلاة، كما كان القاديانيون يفتون في زمن الهيمنة البريطانية.
لكن يبدو ان الأمريكيين كانوا أوفر حظا من البريطانيين مع القاديانيين، فقد غدونا اليوم نقول: يا ليت شيوخ المشروع الأمريكي ـ شيوخ الاباتشي ـ وقفوا عند هذا الحد، لكنهم ارتقوا فجعلوا كل أشكال المقاومة لهذا المشروع محرمة، ثم زادوا: بل هي من أشد الأمور تحريما، ثم ارتقوا أكثر فجعلوا المعترضين على الهيمنة الأمريكية، خوارج العصر !!
ثم تمادوا في غيهم يعمهون فقالوا: والفكر الخارجي أشد خطراً من هذا المشروع الأمريكي نفسه، وقال بعضهم كاذبا على الشريعة: النصوص الواردة في قتال الخوارج أكثر وأوضح!
ثم من هم الخوارج عندهم؟! تجد الكلام كله يصب في اتجاه واحد: من تسميهم أمريكا «إرهابيين»، هم خوارج العصر، والخلاصة النهائية: ان هؤلاء الشيوخ وضعوا تكييفا فقهيا ـ وجاء هذه المرة «سلفيا» أيضا ـ للمشروع الأمريكي.
وأحسب ان الأمريكيين قد تفاجأوا جدا بهذا الموقف ممن ينتسب إلى "السلفية" التي شوه صورتها النقية هؤلاء الجهلة البلهاء أو الحاقدون البُغَضاء أو الكائدون العملاء.
لقد كانوا يظنون انهم سيلقون أعنف ردة فعل لمشروعهم من «السلفيين» أنفسهم، غير انها جاءت هذه المرة خلاف التوقعات كلها، ولك ان تتخيل المتاعب التي سيواجهها المفكرون في البنتاغون، وهم يحاولون حل هذا اللغز؟!
غير انني سأسمح لنفسي بمساعدتهم ـ قليلا ـ في فهم هذه المعضلة، ان هذا الذي ترونه انما هو فكر جديد، ليس ما كنتم تتصورونه عن دلالة كلمة السلفية الصارمة والرافضة لكل اجنبي عن الدين، كلا بل هذا جنين مشوه، بدأ يتشكل مع اشتداد سيطرة المحافظين الجدد على السياسة الأمريكية في السنوات العشر الماضية.
بدأ يتشكل هنا بطريقة ما، وهو خليط من ثلاثية: القاديانية مع القدرية والمرجنة، واشياء من فهم اعوج لبعض التراث، وشيء من استمراء الذل للقوي المسيطر، ومعه كمية غير قليلة من التعصب والجهل، وأخيرا الركون إلى الدنيا وكراهية التغيير «الوهن» .
ولهذا فهنيئا لكم أيها الامريكيون به، خذوه وانشروه مع مذكرة الشرق الأوسط الكبير التي وزعتموها على الدول العربية.
غير ان المشكلة التي ستواجهكم مع هذا الفكر، ان مشروع الشرق الاوسط الكبير، يقدم حلولا " زائفة بلا ريب " لمنح الشعوب حقوقا واسعة تطال تداول السلطة، ومساءلتها عن توزيع الثروة، والسماح للشعوب بحرية الاحتجاج بكافة وسائله، بمعنى آخر سوف يحدث تغييرا جذريا في شكل الدول في المنطقة، وهذا الفكر يريد أن تبقى الشعوب قطعانا مسيرة تحت تخدير ثلاثية: القاديانية القدرية المرجئة!
غير أن الدائرة ستدور في النهاية عليكم يا سحرة البنتاغون ، وعلى غلمانكم هؤلاء ، وعلى أولياءكم من الحكام ، وسيقول قائل المسلمين : اخنقوا آخر طاغية بأمعاء آخر صليبي وشرايين آخر شيخ من شيوخ الأباتشي الضالين .