الرمي بالحمأ المسنـــــــون على ما قاله بل كلنتـــون

 

الرمي بالحمأ المسنـــــــون على ما قاله بل كلنتـــون

حامد بن عبدالله العلــــــي

يُحكى أن الأسد رأى حفرة الفأر ، وهي في مكان مناسب في طريقه إلى صيد الغزلان ، فاشتهى وأعجبه أن يقضي حاجته ـ أجلكم الله ـ فيها ، فقال للفأر ما رأيك لو جعلناك حليفا استراتيجيا لنا ، فما كان من الفأر إلا أن فرح بهذا العرض السخي الذي ملأه غرورا وانتفاخا ، ثــم طأطأ مقبلا قــدم الأسد على تفضّله بإيثار الفأر بهذا المقام العالي ، دون سائر حيوان الغاب !

قال الأسد بعد ذلك ، ارفع رأسك يا حليفي الاستراتيجي الفأر ، فإنك تقدم لي خدمة جليلة لولاها لم أخصك بهذا الفضل ، قال الفأر : وماهي يا سيدي الأسد ، فقال الأسد بيده : أن هكذا ، أي تنح قليلا أيها الفأر ، ثم استدار على حفرة الفأر ، وجلس على بابها ، فملأها مما هنالك ، ثم أخذ الفأر فتمسح به ، وألقاه ومضى في طريقه !!

وليعذرني القارئ الكريم على هذا المثال ، فلم أجد أصدق منه ، ولا أكثر مطابقة على إعلان أمريكا للدول الضعيفة حليفا استراتيجيا لها خارج الناتو ، وهي في طريقها لأكبر عمليات سطو تجري في التاريخ على العراق ، من قبل زعيمة العالم الحر ، حامية حقوق الإنسان في العالم !!

إن أمريكا تريد اليوم دول الخليج ، موضعــا لتلقي فيه قماماتها ، وقاذوراتها ، الفكرية ، والأخلاقية ، كما حولتها سرا إلى مكــبّ نفاياتها النووية أيضا ، وكما فعلت تماما ـ في ماضي الدهر ـ عندما صنعت ما صنعت في بانكوك ومانيلا ، عندما كانتا في طريق بواخرها وحاملات طائراتها ، فكان الجنود الصليبيون ينزلون ليلقوا قاذوراتهم هناك ، حتى حولت البواخر العسكرية الأمريكي تلك الديار ، إلى مبغى ملحق بالمبغي الكبير في البيت الأبيض الأمريكي ، وهي اليوم تريد أن تحول الخليج إلى ملحق ثان!!

لم يكن كلنتن ـ قاتله الله ـ حريصا على أن تقود المرأة المسلمة السيارة ، إلا بقدر ما تكسب أمريكا اقتصاديا من زيادة حجم صادرات سياراتها ، ولم تهتم أمريكا قط بأي منطقة في العالم إلا بقدر إمكانية تحويلها إلى صيد للشركات الأمريكية العملاقة تحت ستار العولمة التجارية ، أو إلى صيد لصندوق النقد الدولي أو البنك الدولي والنتيجة هي هي .

كما أن أي رئيس أمريكي لايهتم بأي منطقة في العالم إلا بقدر ما يمكن أن يفخر به أمام منظمات التنصير الأمريكية بإنجازاته في تلك المنطقة ، في إيجاد فتح جديد لرسالة التنصير .

لاسيما في جزيرة الإسلام التي طالما تحسروا على استعصائها عليهم دهرا طويــلا ، وخاصة إذا كان هذا الفتح الجديد يبدأ بإفساد الأسرة المسلمة ، وتخريب الفضيلة ، وتقويض القيم الإسلامية ، ونشر الفواحش والعهر بين الحرمين وفي تلك الربوع الطاهـــــرة .

وأيضا لايهتم أي رئيس أمريكي ، بأي منطق في العالم إلا بقدر ما يفخر أمام اللوبي الصهيوني بأنه حول تلك المنطقة إلى مرتع للاستخبارات الصهيونية وشركاتها ،ودعارتها السياسية ، والاقتصادية ، والثقافية ، والأخلاقية .

ومن المفارقة العجيبة أن هذا يذكرني ، كيف اجتمعت هذه كلها فيما قاله مستشار الرئيس كلنتون السابق جيمس كاربل ، فقد قال " كنت أمني نفسي وأقول: لو ولدت، فسأود أن أكون رئيسا أو بابا، أما الآن فإني أود أن أكون سوق مال، إذ سيكون بإمكاني أن أهدد من أشاء". فخ العولمة ص136

أما كلينتون هذا اليهودي الروح ، الصهيوني القلب ، فقد كان رئيسا ، وهو يريد اليوم أن يحصل على دكان في سوق المال الجديد الذي تشيده أمريكا في العراق والخليج .

وفي نفس الوقت ، وبطريقة مــا ، يريد أن يكون رجل دين ، فينطق بفمه الذي تنجس بما تنجس به في تلك الغرفة الخلفية في البيت الأبيض مع عاهرته ، ينطق باسم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم لايجد من يقطع لسانه الخبيث ، الذي تحول فجأة إلى مرشد لنساء المسلمات ، فوا أســــفاه والله.

إننا لن ننسى أيها اليهودي كلنتون ، أنك قد حطمت الرقم القياسي في تقريب اليهود في عهدك .

وإليكم هذه الحقائق تذكروها ولاتنســوهـــا :

1ـ في إدارته كان اليهود يسيطرون عليها بنسبة 100% وقد تكفّلوا بكل المهام على النحــو التالي :

· المسؤول عن أعمال الرئيس وبرامجه اليومية : ريكي سايد من .

· المستشار الاقتصادي : روبرت روبين .

· المستشار القانوني : أبنيرميكفاه .

· المسؤول عن الإعلام : ديفيد هايزر .

· نائب رئيس طاقم البيت الأبيض : ليل لايدا .

· مدير الجهاز : أليس روبين .

· المسئول عن خطة التطوع : إيلي سيكل .

· المسئول عن خطة الصحة : إييرا مازينا .

2- مجلس الأمن القومي : قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية (( إن هناك في مجلس الأمن القومي الأمريكي سبعة من أصل أحد عشر عضوا تبوؤا أهم المناصب في هذا المجلس ، وقد وضعهم الرئيس كلينتون في أكثر المواقع حساسية في هيئة الشؤون الأمنية والخارجية للولايات المتحدة وهم يتحدثون بالعبرية داخل الاجتماعات الرسميّة ، ويصلّون من أجل جنود جيش "إسرائيل" وهؤلاء الأعضاء السبعة الخطرون هم :

1- صمويل برغر : نائب رئيس مجلس الأمن القومي .

2- مارتن أنديك : مدير شعبة عالي المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الأوسط وجنوب آسيا

3- دان شيفتر : مدير شعبة رفيع المستوى ومستشار كلينتون ومسئول عن شعبة أوربا الشرقية .

4- سندي ورشفار : مدير شعبة أوربا الغربية ومستشار للرئيس كلينتون .

5- دون شتا ينبرغ مدير شعبة أفريقيا ومستشار للرئيس كلينتون .

6- ريتشاردفا ينبرغ : مدير شعبة أمريكا اللاتينية ومستشار ورفيع المستوى للرئيس كلنتون .

7- ستانلي روس : مدير شؤون آسيا ومستشار كلينتون .

فهؤلاء كانوا يمثلون الولايات المتحدة في الهيمنة على جميع أصقاع الدنيا وقاراتها ، في عصر ما يسمى بالنظام الدولي الجديد ، وقصد تسخيرها لمصلحة أمريكا و"إسرائيل" ، في عهد كلنتون .

3- وزارة الخارجية : كان كلنتون قد وضع طاقم ما يسمى "عملية السلام في الشرق الأوسط" في يد رئيسه اليهودي دنيس روس ، وثم عين سفيرا يهوديا للولايات المتحدة في الكيان الصهيوني لأول مرة في تاريخ العلاقات الديبلوماسية بينها وهذا السفير هو مارتن أنديك .

4- وكان من أكبر مستشاري الرئيس كلنتون هو "عما نويل" الذي لا يبعد مكتبه عن مكتب كلينتون إلا بضع خطوات ، وهو مسؤول عن تنسيق المشاريع الخاصة في البيت الأبيض .

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية في ملحقها الأسبوعي الصادر في أوائل شهر شتنبر 1994 : (( إن غالبية مستشاري الرئيس الأمريكي والمسؤولين عن الشؤون الخارجية والأمن في الإدارة الأمريكية هم من اليهود ... وإن هؤلاء المستشارين والموظفين اليهود يملأون ردهات البيت الأبيض ومكاتب وزارء الحكومة الأمريكية )) .

5- وكان في مجلسه الوزاري وزيران يهوديان خطيران هما : ميكي كنطور وزير التجارة الدولية وروبرت رايخ وزير العمل .

*الخلاصة : لقد كان كلنتون بحق خير عون لليهود الذين لم يمنعوا الفلسطينية من قيادة السيارة فحسب ، بل من منعوها من مقومات الحياة الأساسية ، ومن أن تصل إلى المستشفى لتنقذ نفسها ، أو أولادها من الموت ، أو لتلد جنينها ،

فلم يسأل هذا الذي برز علينا في ثياب الواعظ عن حقوق المرأة في أرض الحرمين !! لم يسأل آنذاك عندما كان رئيسا ، عن حق المرأة المسلمة في الحياة ، وليس في قيادة السيارة ، واليوم بكل وقاحة يريد أن يعلم المسلمين كيف يحترمون المرأة !!

لقد كنت يا كلنتون مجرما تقتل نساء فلسطين ، ونساء وأطفال العراق ، حتى مات أكثر من مليون طفل عراقي في الحصار الذي كنت راعيه ، ولازالت الأجيال من الأجنّة تحمل ، وستحمل لوثة اليورانيوم الذي لوثتم به الخليج والعراق ، إلى أجل غير مسمّى .

لا ليمهّـد الطريق لقيادة المرأة الخليجية للسيارة ، بل ليمهّـد الطريق للموت والامراض التي تفتح الطريق لمستشفيات أمريكيّة جديدة ، ولمزيد من جشعكم المادي ، ستبقون تقتلون الناس ثم تسيرون في جنازتهم باكين .

ولازال فقراء العالم يموتون جوعا ، بسبب سياسات إمبراطوريتكم زعيمة الإجرام ، والمهيمنة على تجارة الرق العالمي ، والمصدرة لإهانة المرأة في نشر الدعارة في العالم ، والمصدرة للموت ، والدمار ، والبؤس في كل مكان .

فلن تخدعنا اليوم في حديثك المنافق عن حرية المرأة ، وارجع ـ خيبك الله ـ خائبا إلى عاهرتك ، قاتلك الله ومن رفع بك رأســـــا .

وأخيرا فإن المرء ليتذكر قول السير توماس أرنولد في كتابه " الدعوة إلى الإسلام " : " ويظهر أن أخلاق صلاح الدين ، وحياته التي انطوت على البطولة ، قد أحدثت في أذهان النصارى في عصره تأثيرا سحريا خاصا ، حتى إن نقرا من الفرسان النصارى ، قد بلغ من قوة انجذابهم إليه ، أن هجروا ديانتهم ، وهجروا قومهم ، وانضموا إلى المسلمين ،وكذلك كانت الحال عندما طرح النصرانية فارس انكليزي من فرسان المعبد يدعى " روبرت أوف سانت إلبانس " ، عام 1185م ، واعتنق الإسلام ، ثم تزوج بإحدى حفيدات صلاح الدين ، وبعد عامين غزا صلاح الدين فلسطين وهزم الجيش النصراني هزيمة منكرة في واقعة حطين ، وكان جوي ملك بيت المقدس بين الأسرى ، وحدث في مساء المعركة أن ترك الملك ستة من فرسانه ، وفروا إلى معسكر صلاح الدين بمحض إرادتهم " ص 82ـ83

يتذكر هذا التاريخ ، عندما كانت الأمّة مجاهدة ، وقادتها هم أعظم رجالها ، وكيف أنها كانت قدوة للأمم ، ويأسى علـى ما وصل إليه حالنا ، عندما رضينا أن يتحكّم فينا الرويبضات ، فتحوّلت جزيرة الإسلام إلى حفرة بائسة ، تلقي فيها مادية الغرب رجيعها النتن .

بعدما كنا نطهّـر روح البشرة من رجس الشيطان .

آه …

قد كانت لنا همم تسموا بنا صعدا ** إلى المعالي ورأس المجد والرشد
حتى بلغنا ومن كيــد العداة لنــا ** ألا يكـون بنــا أنَفٌ مـن النكد
يبغي علينا علج سوء في محافلنا ** فلا يرد عليـه البغـي مــــن أحـد

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/12/2006