خطبة عيد الفطر لعام 1425هـ .. نحو تحرير الأمة

 

 

خطبة عيد الفطر لعام 1425هـ .. نحو تحرير الأمة

حامد بن عبدالله العلي 
 ...

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا .

الله أكبر وأبشري يا أمة التوحيد ، بنصر قريـــب من الله وعـــود إلى العز حميد ، وهذه بشارات النصر تلوح ، ورياح الحق بالتمكين والعــز تفـــوح .

الله أكبر ولله الحمد ، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لاتحصى ، وشرع لنا الصيام وصلاة العيد لنذكره فلا ننسى ، الحمد لله العظيم شأنه ، القوي سلطانه ، القاهر ملكوته ، الباهر جبروته ، أشهد أن لا إله إلا الله الغني الحميد ، الفعال لما يريد ، وأشهد أن محمدا صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبــه عبده ورسوله ، أرسله بالمحجة البيضاء ، والملة الزهراء ، بأوضح البراهين ، وأمره بجهاد الكافرين والمنافقين إلى يوم الدين ،

وبعــــــــد :

فيا أيها المسلمون ، لم يعد خافيا على أحد بعد اليوم ، إن أمتنا العظيمة ،في صراع سيطول أمده ، فقد حل بديارها عدوُّ شديد حنقه على الإسلام و حرده ، كثير عدده ومدده ، ولكن هــذا البــــــــلاء ليس بجديد عليها ، فطالما غُـزيـــت في تاريخها فانتفضــت ، فما لبثت حتى عزت وانتصـــرت فعادت قوية شديــدة البــاس، وتلك الأيام يداولها الله بين النــاس .

ولهذا السبب كانت أمتنا أمة الجهاد ، قال تعالى ( فجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ) كما قال ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) والجهاد هو رأس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجُماعُــه ، ومجمع شأنـــــــه وبابــــه .

فهي لاتحرر من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد إلا بالجهاد .

فالواجب ان ترفع أمتنا اليوم شعار الجهاد لتحرريهـــــا ، فهذا هو شعار مرحلتهــــــا التاريخـــــيّة التي تعيشـــهــأ ، فالجهاد قد انطلق ولاشيء يوقفه ، والعدو لن يستطيع أحد بعداليــوم ـ بإذن الله ـ أن ينصره ويسعفـــه :

ونعني تحريرهــــا مما يلي :

اولا : تحريـــــرها من هوى النفوس وطاعة الشيطان ، كما قال تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )

وقال تعالى : ( إن الشيطان لكــم عـدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) .

وأول خطوات الطريق ، وبشارات التوفيق ، أن يُهدى العبد إلى مخالفة هواه ، وإلى العزم على عدواة شيطانه ، فمن جاهد هذين العدوين حق الجهاد ، فقد هدي إلى سبيل الرشاد ، وصار جهاد ما بعدهما أهون عليــه .

وقد صح في الحديث ( إن الشيطان قعــــد لابن آدم بأطرقه ، فقد له بطريق الإسلام ، فقال : تسلم وتذر دينك ، ودين آبائك وأباء أبائك ؟! ، فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة : فقال : تهاجر وتدع أرضك وسماءك ، وإنما مثل المهاجـــر كمثل الفرس في الطول ! فعصاه فهاجر ، ثم قعد له بطريق الجهاد ، فقال : تجاهد فهو جهد النفس والمال ، فتقاتل فتقتل ، وتنكح المرأة ، ويقسم المال ؟! فعصاه فجاهد ، فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، ومن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة ) خرجه احمد والنسائي وابن حبان عن سبرة بن أبي فاكه رضي الله عنه .

فتأمل كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم المسلم في جهاد دائم مع عدوه الذي لايفارقه ، وأنه مادام كذلك ، فإذا مات كان حقا على الله أن يدخله الجنة .

وثانيا : تحرير النفس من الخلود إلى الأرض ، وحب الدنيا ، فإن هذا الداء العضال ،هو الذي قعد بالأمة عن تحقيق رسالتها ، وقد بين الله تعالى أن الرفعة الإلهية لاينالها من خلد إلى الأرض ، فالأرض دنيـــا ، والجنة في القمة ، والخالد إلى الأرض من فرد ، أو أمة ، لايستحق القمة ، قال تعالى : ( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث .. الآية ) ، وتأملوا كيف شبه الله من يحب الدنيا ، ويخلد إليها ، بالكلب أجلكم الله ، فمن جهة هو ضرب مثل للعالم الذي لايعمل بعلمه ، ومن جهة أخرى فيه إشارة إلى أن من أخلد الأرض ، وأحب الدنيا ، صار كالكلب ، يرضى بما يلقى إليه من فتات العظام ، ليكون تابعا لغيره.

وقد صح في الحديث ( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ، ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ، ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

وثالثا : تحرير وتطهير أرضها من كل الجيوش الكافرة ، ومن القواعد العسكرية التي تدنس أرض الإسلام في كل مكان ، ذلك أنــه قــد نـُـزّل علينا في الكتاب المبين ، وهدي سيد المرسلين أن الرضــا بعلو الكافرين على بلادالمسلمين ردة عن الدين ، وسلوك سبيل المفسدين ، وسفول إلى قاع المنافقين .

ورابعــا : تحرير الأمــة من هذا الإستسلام البائــس لإهــدار حقوقها السياسيّة ، ومن الخنوع لـرق الأنظمة المستبدة ، التي سلطها عليها أعداؤها ، يسومونها سوء العذاب ، ويصادرون حقوقها ، ويسيرون فيها سيرة الكفرة الظلمة ، يُسخرون شعوبها سُخرة لأشد الناس عداوة لها .

فيجب أن يسعى العلماء والمفكرون والدعاة ، إلى تحريــر الأمّة من الاستبداد السياسي ، ومن كل من يُحسّّنه من علماء السوء ، الذين باتوا يُخدرون الشعوب المسلمة ، مزوّرين شريعة الله تعالى ، كاذبين على الله تعالى ، مفترين على دينه ، إذ يأمــرون المسلمين باسم الدين ، أن يخضوا للكفر ، ويرضوا بالظلم ، ويسكتوا على استرقاق الكفار وأولياءهـــم لهـــم ، ونهبهم خيرات بلادهم ، واستلاب حضارتهم ، وارتهان استقلال قرارهــم السياسي الذي به عزهم ، فماذا بقي بعد هذا كله لهذه الأمة ، وماذا بقي من دينها ؟! وماقيمة أمة تصير تابعة لعدوهــا ، وقد حذرها ربها قائــلا : ( ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) وقال ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ، وقد أمرها الله تعالى قائلا ( ولا تهنوا ولاتحزنوا وانتم الأعلون أن كنتم مؤمنين ).

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف ، يقولون مالايفعلون ، ويفعلون مالايؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) رواه مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .

أيها المسلمون إن أيّ أمة ، لن تتشخص حضارتها ، ولــن تظهر هويّتها ، ولن ترقى بين الأمم ، ولن تدخل حلبة المنافسة العالمية ، إلا في إطار نظام سياسي منبثق منها ، من صلب ثقافتها ، فهو الذي يقودهـــــا إلى الفـــلاح .

وسبب خضوع الأمّة لأعداءها اليوم ، أن نظامها السياسي الذي ينبغي أن يوجه طاقات شعوبها ، وخيرات بلادها ، لتحقيق أهداف بعث الله لهـــــا ، إنما هو نظام سياسي جاهلــي مستورد ، مفروض عليها من أعداءها ، حقــق السبيل للكافرين على المسلمين وهو أمــر خطيــر ، قــد حذر الله منه المؤمنين أعظــم التحذيــر ، فهو جاثم على صدرها ، منذ أن أسقط الغرب الصليبي الخلافة الإسلامية ، بالتعاون مع صهاينة اليهود ، وجاء بهذه الكيانات التي لم تزل تحقق أهداف العدو ، لا أهداف الأمــة ... فاستبدلت :

1 ـ بشريعتها الحقة ، قوانين الجاهلية ، وقد قال تعالى ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ) .

2ـ وبملّــة الإسلام التي تجمعها في ولاء واحد ، صنم الوطنية التي فرقت الأمّة لمّّا نصبت لها ولاءات أبطلت بها موالاة الله ورسوله والذين آمنوا ، ثم أفضت بها إلى أن كلّ صنم صغير من هذه الأصنام الوطنية ، يوالي الأوثـــــــان الكبيرة ، من القوى الصليبية الشيطانية ، فهم يبتغون رضاهم ، ويؤثرون ولاءهم على موالاة المؤمنين.

ثم رضوا أن يدخلوا في شريعة تلك الأوثان العصرية الكبيرة ، فيما يسمى شرعة الأمم المتحدة ، وقد قال تعالى ( وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثــم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضــا ومأواكم النار ومالكم من ناصــريــن )

وقال : ( إنما وليّكــم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا ، فإن حزب الله هم الغالبون ) .

وقال ( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين ، أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا ) .

وهذا السلطان هوالذل الذي سلط على الأمّة بسبب موالاتها لأعداءها .

3ـ وبقوة الجهاد التي تحمي الأمّة :

أـ الخنوع ، والميوعة ، واللخانة ، والعهر الذي تحمله وسائل الاعلام ، فيتربى عليها الأجيال.

ب ـ وما يفتنهم به أعداؤهم مما يسمى تنشيط الأسواق ، وتحرير التجارة العالمية ، ووسوسوا في عقولهم : أن أنفقوا خيرات المسلمين ، في فتح أسواق بلادكم لتجارتنا ، وتحويلها إلى مراتع لسياحة جيوشنا ، وجنودنا ، فذلك يجلب عليكم الإزدهار والتقدم ، وإياكــم أن تنفقوها في التسليح ، فإنه محرم عليكم ، ودمار تجرونـــه إليـــكم !!

بينما الأعداء أنفسهم ، ينفقون عظيــم موارد بلادهم في الميزانية العسكرية ، ويخترعون أشد الأسلحة فتكا ، ويمتلكون ترسانات منها ، تهلك الحرث والنسل ، وياتون بها هنا ، يقتلوننا ، وينهبون كنوزنا ، ويحتلون بلادنا ، ويقول عبيدهم الذين تسلطوا على أمتنا ، جاءوا ليحرروكم فاشكروهم ، وقَدمــوا ليرتقـــوا بكــم سلم الحضارة فـأعينوهـــــم ، ويفتي بهــذه الضــلالــة شيوخــهم ومفتوهـــم !!

وخامســا : تحرير الأمة من الخوف الذي زرعه اعداؤهم فيهم ، ولم يــزل يتعاهده أولياؤهم بأنظمة القهر ، والظلم ، والسجون ، والتعذيب ، والتجسس ، حتى تحولت الأمة إلى غثاء من خــــــــوف ، كالخراف المذعورة ، تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ، خوفا من سكّين الجزار التي يلوّح بها كلما أرادوا أن يسألوا حقوقهم المشروعة ، أو يطلبوا عزهم المفقــود بين الأمــم .

ثم وصل بهم الحال أن جعلوا هذا الخوف حكمة ، وصيروا الذل لعصــا عدوها ، دينــا يدان به لله رب العالمين ، القائل في محكم التنزيـــــــل ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية ، وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال ، لولا أخرتنا إلى أجل قريب ، قل متاع الدنيا قيل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا ) .

وسادســا : تحرير الأمة من الشرك ، والخرافة ، والأوهام والظنون الضالّة ، والبدع المضلّة ، من الأضرحة الممدّدة ، والقبور المشيّدة ، وآراء الفرق الضالة ، والنحل التي هي عن طريق السنة زائلة ، وإعادتها إلى صفاء الوحي المنزل، والهدى النبوي المطهـّـر الأول ، قال الحق سبحانه ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) وقال ( وإن تطيعوه تهتدوا ) .

قلت ماسمعتم ، وأستغفر الله العظيم لي ولكــم .

***************

الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد

الحمد لله منزل الكتاب ، ومفصل الخطاب ، والهادي للصواب ، ومانح أسباب الثواب ، شديد العقاب ، أشهد أن لا إله إلا هو ، ملك الملوك ، ومسبب الأسباب .

وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، بعثه بالحق بشيرا ونذيرا ، حقا يقينا بغير شــك ولا ارتياب .

وبعد :

فإن الأمة متى ما تحررت من هذه الأدواء التي ذكرت ، وفي الخطبة آنفا إليها أشرت ، حققت عنوان هذا الدين ، وقطب رحى رسالة المرسلين ، وهي لا إله إلا الله ، فصارت بذلك حــرة ، لاتُستعبد لأحد ، ولا بغير دين الله تدين .

فإذا قامت في القلب كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) ، انقادت لها الجوارح ، فآتت أكلها كل حين بإذن ربها ، كما قال تعالى : ( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) ، وإذا حقق الموحــــّــد ذلك ، لم يحب شيئا كحب الله ، ولم يقدم شيئا على نصرة دين الله ، وإعلاء كلمة الله ، ولم يخش أحدا كخشية الله ، ولم يؤثر شيئا من الدنيا على جوار الله في الآخرة ، ولم يقدم طاعة أحد على طاعة الله تعالى ، وبذلك يكون قد خرج من عبودية كل شيء إلى عبودية الله .

وإذا انقاد العبد لله بالتوحيد الخالص ، متحررا من كل عبودية لغير ربه ، فذلك الذي وصفه الله ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا ) ، وذلك العبد الذي رفعه الله تعالى على من أبى الإنقياد لله تعالى ، وإذا اجتمع خُلّص الموحدين يجاهدون لإعلاء كلمة الله ، أذل الله لهم المستكبرين ، وإذا قاد الأمة هؤلاء ، قادوها إلى العز والتمكين .

ولهذا لما كانت أمتنــا حـــرّة وعزيزة بدينها ، استرقــّـت غيرها من الأمم ، واستولت على أعلى القمم ، فلمــّـا تركت دينها ، ورغبت عن عبوديتها لله تعالى وحده ، ورضيت بالرق والإستعباد للعباد ، ذلّت فاسترقهـــا أذل وأحقرالناس وهم اليهود الذين تحالفوا مع عبدة الصليب ، فجاءونا محتلين ديارنا ، فوجدوا أمّة نسيت هذه الحقيقة العظمى : أن قدرهــا أنها لاتُعـــز إلا بالدين ، لأنها الأمة التي ورثت التوحيد ميراث الرسل ، وهي خاتمة الأمم فليس بعدها أمّة ، فإذا تركت دينها وراءها ، فقد تركت ميراث مسيرة الأنبياء عبر التاريخ ، فسوف تذل حينئذ ، ولن يعود لها العز إلا بعودة صادقة إلى دينها ، كما قال تعالى ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ) ، وقال ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمـــد .

أيها المسلمون تحلوا بالتقوى ، فإنها زينة المؤمن ، ووصية الله لنا ولمن قبلنا ، وزاد الآخرة، ومفتاح كل خير في الدنيا ، فاتقوا الله حق تقاته ، واتقوا الله في السر والعلن .

وإذا استغنى الناس بالدنيا ، فاستغنوا بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا ، فافرحوا بالله ، وإن أنسوا بالمعاصي فاجعلوا أنسكم بالله ، وإن تعرفوا على ملوكهم ، وكبرائهم ، وتقربوا إليهم ، لينالوا بهم العزة ، والرفعة ، فتعرفوا أنتم إلى الله ، وتوددوا إليه ، تنالوا بذلك عز الدنيا ، والآخرة ، قال بعض العلماء : ما علمت أحدا سمع بالجنة والنار ، تأتي عليه ساعة لايطيع الله فيها ، بذكر ، أو صلاة ، أو قراءة قرآن ، أو إحسان .

من اتقى الله ، اتقاه الناس ، ومن عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه ، وقره الله في قلوب الخلق أن يذلوه ، على قدر حب العبد لربه ، يُحــــبّ ، وعلى قدر طاعته لله ، يُطـــاع ، وعلى قدر انشغاله بالله يُنشغــل به ، وعلى قدر نصحه للأمــة ، ينصحون له ويقدمونه ، وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ، وإنما المعونة من الله على قدر صلاح النية ، ومن توفيق الله للعبد ، أن يشرح صدره لذكره ويحبب إليه عبادته ، فذلك قد أكرمه الله تعالى ، وإذا أراد العبد أن يعرف عند الله مقامه ، فلينظر فيما أقامه ، واستعيذوا بالله من مقام الخزي ، وأن يستعملكم في مساخطه .

داووا قسوة قلوبكم بذكر الله والقرآن العظيم ، وأصلحوا أعمالكم بالإستقامة على الطريق المستقيم ، وليكن ذكر الآخرة شغلكم ، وطلب مرضاة الله غاية همكم .

واحذروا المعاصي فإنها تثمر الضلال عن الحق ، ووحشــة القلب ، وضنــك المعيشة ، وشتات الأمر ، وقلق النفس ، ومحق بركة العمر والرزق ، وبغضا في قلوب الخلق ، وقلة التوفيق ، وسوء الخاتمة .

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك ، محمد بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه أجمعين .


اللهم نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم .

اللهم نسألك من الخير كله عاجله وآجله ، ماعلمنا منه ومالم نعلم ، ونعوذ بك من الشر كله ، عاجله ، وآجله ، ما علمنا منه ، وما لم نعلم

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، واللهم اجمع على التوحيد والجهاد كلمة أهل الإسلام والإيمان ، وانصرهم على أهل الشرك و الكفران ، وانصر المجاهدين في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، وفي كل مكان .

اللهم قاتل الصليبين والصهاينة ، وردهم عن بلاد المسلمين ، واخزهم كما أخزيت أسلافهم الأولين ، اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، اهزم كفرة أهل الكتاب ، الذين يقاتلون أولياءك ، ويكذبون رسلك ، ويصدون عن سبيلك ، اللهم اجعل الدائرة عليهم ، واخزهم ، وانصرنا عليهم ، واشف صدور قوم مؤمنين .

اللهم بأنك المنان بديع السموات والأرض الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، الحي القيوم ذو الجلال والإكرام ، رب العرش العظيم ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ، رب الملائكة وجبريل وميكائيل وإسرافيل ، ورب الرسل ورب موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ،

اللهم انصر المسلمين في العراق على عدوك وعدو الإسلام وعدوهم ، اللهم كن لأهل الفلوجة وليا نصيرا ، اللهم فرج كرباتهم ، وآمن روعاتهم ، اللهم أطعمهم واسقهم واكسهم وكن لهم ، ورد عنهم كيد المحتل الصليبي ، وخذ عنهم العيون ، وكف عنهم الأيدي العادية ، اللهم أهلك هذا العدو اليهودي الصليبي الحاقد ورده على أعقابه خائبا عن أطماعه ، وطهر ديار الإسلام من رجســه ،

اللهم اشدد وطأتك على عباد الصليب ، وفرق جمعهم ، وشتت أمرهم ، واملأ قلوبهم رعبا ، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، اللهم زلزل هذه الجيوش الصليبية المحتلة للعراق وبلاد الإســــلام ، اللهم قاتلهم بجندك الموحدين من أجناد العراق والمهاجرين ، وألف بين قلوب المجاهدين ، واشرح صدورهم للقتال ، وسدد رميهم ، وثبت أقدامهم ، وأنزل عليهم نصرك ، اللهم انصرهم ولاتنصر عليهم ، وأعنهم ولا تعن عليهم ، وانصرهم على من بغى عليهم ،

اللهم اجعل عاقبة أمرهم ظفرا ورشدا ، وامنحهم أكتاف أعداءهم فأحصهم بددا ، ولا تذر منهم أحدا ، اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، اللهم خذ الصليبين أخذ عزيز مقتدر عاجلا غير آجــــل ، اللهم صل وسلم على نبيك محمد وآله المبعوث بالحق بالراية المنصورة والجنود المباركة المبرورة إلى قيام الساعة آمين

 


الكاتب: حامد بن عبدالله العــلي
التاريخ: 07/12/2006