الأمة بين التفجير والشخيـر

 

الامة بين التفجير والشخير


حامد بن عبد الله العلي

أترى هو مضحك أم مبك ؟! أم هما معا ؟! كما قيل شر البلية ما يضحك ، اعني تناقض الحال بين الوضع المتفجر فـــــــــــي فلسطين ، والشخير ـ وهي كلمة فصحى ــ الذي يسمع من ثكنات الجيوش العربية ، فما تحس منهم من أحد ولاتسمع لهم ركزا ، والعجب كم هو الفرق هائلا بين التفجير والشخير ، غير أنهما اجتمعا بقدرة قادر في أمتنا ، كيف حصل ذلك ؟ لهذا قصة طويلة ، دعونا نحكي لكم طرفا منها :

لا يتناطح كبشان في أن الكيان الصهيوني ما هو إلا دولة وظيفية أتى بها الغرب المحتل إبان الانتداب البريطاني بعد إعلان وعد بلفور ، وزرعها في قلب الوطن العربي راميا علينا هذه النفاية المزعجة والطائفة الملعونة ، وليحقق بذلك أهدافا أبعد مدى ، وأعمق استراتيجية مما بدا ذلك الوقت ، وقد كانت أطوار الاحتلال الغربي لبلادنا قد مرت بهذه المراحل :

المرحلة الأولى : مرحلة العنف والاجتياح العسكري المدجج بالسلاح .

المرحلة الثانية :مرحلة التجزئة والتقسيم وتفكيك الوطن العربي إلى أجزاء صغيرة.
المرحلة الثالثة : مرحلة الإلحاق الاقتصادي والعسكري والسياسي .

المرحلة الرابعة : مرحلة زرع النخب التي تؤدي دور المحتل في التغيير الثقافي لصالح ثقافة المحتل .

المرحلة الخامسة : زرع الكيان الصهيوني .

المرحلة السادسة : إحكام وثاق ما يسمى بالنظام الدولي الجديد بزعامـــــــــة أمريكا ـ بعد الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي ــ على الدول العربية ، وإجبارها على أن تسير في فلك الاستراتيجيات الغربية ، التي من أهمها ، حماية أمن الكيان الصهيوني .
 
وقد نجحت هذه المراحل إلى حد كبير ، وسارت الرياح كما تشتهي سفنهم ، فطمع الأعداء فيما هو أبعد من ذلك ، طمعوا فيما يسمى بالتطبيع مع اليهود ، وراودهم حلم استبدال جامعة الدول العربية بمفهوم الشرق أوسطية ، يكون الصهاينة فيه السيد الذي له ما ملك ، والعرب أتباع يدورون في ذلك الفلك .

ولكن فجأة ، جاء مالم يكن في الحسبان ، وذلك عندما اكتشف الشعب الفلسطيني أن مسيرة أوسلو لك تكن سوى خدعة لكسب الوقت ، لتوفير الأمن لليهود ، وإنهاء الانتفاضة ، وتهويد القدس ، وأما حقوق الفلسطينيين فأهالوا عليها التراب ، وأما قضية اللاجئين فسراب إثر سراب

وتبين لهم أنه لن يبقى إن مضى اتفاق أوسلو إلى منتهاه ، والذي وضح أنه ليس سوى أقوال ليس لها أفعال ، لن يبقى لهم إلا فتات وطن بائس مقطع الأوصال ، فانفجر الشعب انفجار البركان الهائج ، واندفع اندفاع الإعصار المائج ، وانطلقت العمليات الاستشهادية ، فقلبت كل الموازين البشرية .

وعلمت يهود أن من يسلك هذا الطريق لا محالة سيسود ، وأنهم وصلوا إلى طريق مسدود ، وخشوا من انتشار ثقافة الجهاد ، وأن يلتف حولها العباد ، فتعيد إليهم البلاد ، وعلموا أن ذلك لا محالة ــ مع صيحات الله أكبر ــ آت آت ، وسيرجع اليهود من حيث أتوا من الشتات ، فصاحت شياطينهم هلكا وجبنا ، وملأ الله قلوبهم رعبا ، وتخبط زعيمهم شارون ، وأخذ يصيح كالقرد البابون ، ويعوي عواء الكلب ، وصدق فيهم قول الله تعالى ( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب ) ، هذه قصة تفجير المجاهدين الذي سيحقق النصر ، والشخير الذي هو نتيجة الهيمنة الأمريكية والقهر .

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 06/12/2006