خطبة عيد الأضحى لعام 1427هـ

 

قصيدة عن خبر إعدام صدام
رابط ثابت للإستماع لخطبة العيد
إستمع أيضا للخطبة من هنـا
أو من هنــا
نزل الخطبة من هنا
خطبة عيد الأضحى لعام 1427هـ
أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .

الله أكبر خلق الخلق فاحصاهم ، ومن كلّ نعمه رزقهم وآتاهـم ، وبالحـقّ أنزل عليهـم شريعته فأمرهم ونهاهم ،

الله أكبر عــزّ ربنا مجـدا عظيما وسلطاناً ، سبحانــه وتعالى عنــت الوجوه لعظمته تسليما وإيمانـا ،

وخضعت الخلائق لقدرته إنقيادا وإذعانا ،
الله أكبر عدد ما ذكره الذاكرون ،
والله أكبر عدد ما هللـه المهللون ،
والله أكبـر عدد ما كبره المكبرون ،

الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً .
الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج لربهـم وطافوا وسعـوا فاستكثروا من الخيرات والحسـنات ،

الله أكبر عدد ما صعـد الحجاج على صعــيد منىً ، ومزدلفة ، وعرفات ،

الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام ،

الله أكبر عدد مـا عظـّم شعائر الله، أهـلُ الإســلام

الحمد لله الذي علما سبيل الـهدى ويســرها تيسيـرا ،
وأبانها بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم بيانا وافيا كثيــرا ،
، وله الحمد ، والله أكبر كبيرا

، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ملك فقهر ،
وتأذن بالزيادة لمن شكر ،
وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ،
تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده بحكمـة وقـدر$$$

، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام النهـج الأنور ، والجبين الأزهر ، الوضاء المظهر ، والنقـي الطاهـر المخبر ، أفضـل
من دعا إلى الله وبشر وأنذر ،

وخيــر من عبـد الله تعالى ، وحج واعتمر ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر . . .

أما بعـــــد

فإن الحج مدرسة في الإسلام عظيمـة المعاني ، يتربـّي فيهـا المسلم على خيـر الأعمال ويكتسب أفضل الأخلاق والصفات ،
وفيها دروس جليلة ،

أجلهــا سـبعـة :
فأولها درس التوحيـد ،

وهو أعظم دروس الحـج ، ولهذا كان شعار الحــج : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك ، لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك ، لاشريك لك )

وكان أفضل ما قيل في يوم عرفة ( لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير )

ولهذا كان أول من تأذّن بالحج ، نبيّ التوحيد الأعظـم ، إبراهيم الخليل الذي تذلّل لربه وقال له أسلم ، فأسلم ،

والتوحيــد هو إعتقاد العبد إفراد الله تعالى الموصوف بصفات الجلال والكمال المطلق ، بالربوبية على خلقه ، وإفراده بالعبادة ، كما قال تعالى ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) .

والتوحيد هو أعظم أركان الدين ، وأول واجب على المكلفين ، وأول وصية الرسل ، وأول دعوة الرسل ، وغاية الخلق ، وغاية الجهاد، وغاية إنزال الكتب ، وأفضل ما يختم به العبـد عمله ،

في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : ( إنّ نبيّ الله نوحا صلى الله عليه وسلم ، لما حضرته الوفاة ، قال لابنه : إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين ، وأنهاك عن اثنتين ، آمرك بلا إله إلا الله ، فإن السموات السبع ، والأرضين السبع لو وضعت في كفة ، ووضعت لا إله إلا الله في كفة ، رجحت بهــن لا إله إلا الله ، ولوأن السموات السبع والأرضين السبع ، كنّ حلقة مبهمة ، قصمتهنّ لا إله إلا الله ، وسبحان اللهوبحمده ، فإنها صلاة كل شيء ، وبها يرزق الخلق ، وأنهاك عن الشرك والكبر) رواه أحمد وغيره .


والشرك أعظـم ذنب ، وأعظم ما حذرت منه الرسل ، وأعظم ما يدخل النار ، وهو الذنب الذي لايغفره الله تعالى أبدا يوم القيامة قال تعالى ( إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )

والشرك أنْ يوجّه العبد العبادة لغير الله تعالى، أو ينسب إلى غيره ما يختص به سبحانه من صفات الربوبية ، وهو إتخاذ الأنداد ، أو الأرباب ، أو الآلهة ، أو الطواغيت ، مع الله تعالى ،

فمن كـفر بهذه الأربع ، وآمن بالله تعالى ربـا ومعبودا وحده لاشريك له ، فقد حقق التوحيد ، وتبرأ من الشرك

والدرس الثاني :
درس الولاء والبراء

فالحـج مدرسة تعلم المسلمين أن يوالي بعضهم بعضا ، على أساس الإيمان لاشيء سواه ، فلهذا هم يأتون من كلّ أنحاء الأرض يستجيبون دعوة إبراهيم عليه السلام ، ويمتثلون سنّة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيجتمعون منحازين بإسلامهم لوحدهم عند بيت الله تعالى لله موحـّـدين ، مفارقين لأهل الجاهلية والمشركين ، كما قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ) .

لاتفرّقهم العصبيات ، ولا الجنسيّات ، ولا الوطنيّات ، ولا القوميّات ،
قال صلى الله عليه وسلم : (أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى).

وفي رواية عند الطبراني عن العدَّاء بن خالد قال: قعدت تحت منبره صلى الله عليه وسلم : فصعد المنبر فحمد الله، وأثنى عليه وقال: (إن الله يقول: (يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ) ، فليس لعربي على عجمي فضل، ولا لعجمي على عربي فضل، ولا لأسود على أحمر فضل، ولا لأحمر على أسود فضل إلا بالتقوى. يا معشر قريش لا تجيئوا بالدنيا تحملونها على رقابكم، وتجيء الناس بالآخرة، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً. أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان: رجل تقي كريم على الله، وفاجرٌ شقي هين على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب) رواه الترمذي واللفظ له، وأبو داود وغيرهما

والدرس الثالث :
درس الإتباع لمحمّد صلى الله عليه وسلم ،

فالحـجّ يعلم المسلمين أن لا يتقدموا بين يدي نبيّهم صلى الله عليــه وسلم في شيء ، فيقتفــون آثاره وأعمالـه ، ويتبعـون سنّتــه ويعملون بأقوالــه وأفعالـه ، فيضعون أقدامهم حيث وضعها ، وأيديهم حيث استلم ، ويبيتون حيث بات ، ويمشون طريـقه في الأمكنـة ، ويلتزمون ما فعل في الأزمنة ، مسلمين لـه أمرهم في الطاعــة ، في إنتظـام تام على هيئة الإجتماع والجمــاعة
وإنما ينصر الله تعالى هذه الأمـة على قـدر قربها من نبيّها ، وحبّـها ، واقتفاءها آثاره

إنّ البريـّة يـوم مبعث أحمـدٍ نظـر الإله لهـا فبدّل حالها
بل كرّم الإنسان حين اختار من خيـر البريـة نجمها وهلالها
لبس المرقّع وهـو قـائد أمـةٍ جبت الكنوز فكسّرت أغلالها
لمـا رآهـا الله تمشـي نحـوه لا تنتظـر إلا رضاه سعى لها

والدرس الرابــع :
التجرّد من الدنيا والتعلّق بالآخرة ،

وذلك درس يتعلّمــه الحاج من الإحـرام ، فهو تجّرد من كل متع الدنيـا ، وملذّاتها ، ليبقى القـلب متعلقا بالله تعالى والدار الآخــرة ، عاكفا قلبه على ربه ، راجيا ثوابه ، خائفا مـن عذابه وعقابه .

والدرس الخامـس :
درس التخلق بمكارم الأخلاق ،

فلهذا نهي الحاج عــن الرفث ، والفسوق ، والجدال ، وهو تمرين على تواضع المسلـم لإخوانـه المسلمين ، لاتمـيّز بينهم حتــى في الثيـاب ، في مقامات واحدة ، ومناسك واحـدة ، يؤدونها جميعا أداء واحدا ، فيقف الغني ، والفقير ، والأمير والمأمور ، كلّهم في موقف واحـد.

والدرس السادس :
درس التضحية من أجل الدين

درس التضحية من أجل الدين ، فالحاج يجاهد شيطانه ، وهواه ، فيبذل ماله ، وراحته ، ورفاهه ، ويقطع المفاوز ، ويطوي البلاد ، من أجل أن يقيم دينه ، ويمتثـل أوامـر ربه .

والدرس السابع :
درس الحنين إلى الوطن الأوّل

وهـو الجنـة التي نزل منها أبونا آدم ، والعمل الدوؤب من أجـل الرجوع إليه ، وأن هذا هو الهدف الأسمى من الوجود في الأرض ، فالحاج يسير جاهدا إلى حيث الحجر الأسود الذي نزل من الجنة ، فيقبّله ، أو يستلمه ، أو يشير إليه ، متذكـّرا أنه كالمبايع لربه على العودة إلى جواره في جنته حيث نزل هذا الحجر من هناك ،

قال تعالى ( فمن زُحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ، وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور ) .

كما قال ابن القيم رحمه الله :

فحي على جنات عدن فأنها ** منازلها الأولى وفيها المخيــم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ** نعود إلى أوطاننـــا ونسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ** وشطت به أوطانه فهو مغرم
وأي إغتراب فوق غربتنا التي ** لها أضحت الأعداء فينا تحُكم

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمــد


عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟ قال " لكنَّ أفضل الجهاد وأجمله ،حج مبرور ،، رواه البخاري

وقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : العمرةإلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلاالجنة ،، البخاري ومسلم .

وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام " من حج هذا البيت فلميرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" متفق عليه .

وسئل النبي صلى الله عليهوسلم " أي الأعمال أفضل ؟ قال " إيمان بالله ورسوله . قيل ثم ماذا ؟ قال " الجهاد في سبيل الله . قيلثم ماذا ؟ قال الحج المبرور " متفق عليه

وفي الحديث القدسـي : إذا أصححت لعبدي جسمه ، ووسعت عليه في المعيشة فأتت عليه خمسة أعوام لم يفد إلي لمحروم رواه ابن حبان

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يلبي إلاّ لبي من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر ، حتى تنقطع الأرض من ههناوههنا " صحيح ، رواه الترمذي

وقال رسول الله صلى الله عليهوسلم " من طاف بهذ االبيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة " صحيح الترمذي . وقال " لا يضع قدماً ولا يرفعأخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتبت له بها حسنة .. "صحيح رواه الترمذي ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجر الأسودوالركن اليماني : " إن مسحهما كفارة للخطايا " صحيح  رواه الترمذي

وقال رسول الله " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول " ما أرادهؤلاء ؟ " رواه مسلم

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحجاج والعمار وفدالله ، دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم روه البزار
فأكثروا يا عباد الله من الحـج والعمـرة ، فإنهّما خير مـا يحصّله العبد من عمل صالح .

هذا وقـد شرع الله تعالى في هذا اليوم العظيم ، شعيرة عظيمة من شعائر الدين ، وهي الأضحيـة

وهـي سنة مؤكدة جدا ، للقادر عليها ، وقال بعض العلماء بوجوبها وهو قوي في الدليل ،

فَضَحُّوا عن أنفسكم ، وأهليكم ، أبتغاء للثواب ، وإقتداء بنيّنـا صلى الله عليه وسلم

والأضحية من بهيمة الأنعام. إما من الإبل ، أو البقر، أو الضأن ، أو المعز ،
ولايضـر اختلاف أصنافها .

ولا تجزئ إلا بشرطين، الأول: أن تبلغ السن المعتبر شرعا،
الثاني: أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع الأجزاء،
فأما السن ففي الإبل خمس سنين،
وفي البقر سنتان،
وفي المعز سنة،
وفي الضأن نصف سنة .
وأما العيوب التي تمنع من الإجزاء فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال: (أربع لا تجوز في الأضاحي: العرجاء البَّين ظلعها، والعوراء البين عورها، المريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقى) رواه احمد وأبو داود.

. فالعرج البيّن هو الذي لا تستطيع البهيمة معه مجاراة الصحيحات،
والعور البين هو الذي تبرز معه العين، أو تنخسف ، فأما إذا كانت لا تبصر بها ولكن لا يتبين العور فيها ، فإنها تجزئ ولكنها تكره،

والمرض البين ، هو الذي يطهر أثره على البهيمة ن إما في أكلها ، أو مشيها ، أو غير ذلك من أحوالها، ومن الأمراض البيّنة الجرب ، سواء كان قليلا ، أو كثيرا ، فأما المرض اليسير ، الذي لا يظهر أثره على البهيمة ، فإنه لا يمنع ولكن السلامة منه أفضل.

والعجف الهزال ، فإذا كانت البهيمة هزيلة ليس في عظامها مخ ، فإنها لا تجزئ عن الأضحية. فهذه هي العيوب التي تمنع من الإجزاء.

وكذلك إذا كانت الأذن مقطوعة أكثر من النصف ،  فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التضحية بها .

وهناك عيوب أخرى تكره ، ولكن لاتمنع الإجزاء ، فتكون الأضحية معها صحيحة ، لكن الأولى تركها إلى التي خلت من هذه العيوب ، مثل قطع الأذن ـ مالم يكن أكثر من النصف فلا يجزىء ـ وشقها ،وكسر القرن،

وأما سقوط الثنايا ، أو غيرها من الأسنان، فإنه لا يضر،
ولكن كلما كانت الأضحية أكمل في ذاتها وصفاتها فهي أفضل،
والخصي ، والفحل ، سواء ، كلاهما قد ضحى به النبي صلى الله عليه وسلم
لكن إن تميز أحدهما ، بطيب لحم ، أو كبر جسم ، كان أفضل من هذه الناحية.

والواحد من الضأن ، أو المعز ، أفضل من سبع البدنة ، أو البقرة
، وسبع البدنة أو البقرة يقوم مقام الشاة في الإجزاء،

فيجوز أن يشرك في ثوابه من شاء، كما يجوز أن يشرك في ثواب الشاة من شاء،

والحامل تجزئ كما تجزئ الحائل.

ومن كان يحسن الذبح فالأفضل أن يذبح بنفسه ، ومن كان لا يحسن فالأولى أن يحضـر عند ذبحها

فإن ذبحت له وهو غير حاضر أجزأت،

وإن ذبحها إنسان يظن أنها أضحيته فتبين أنها لغيره أجزأت لصاحبها لا لذابحها

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمـد

عباد الله، أوصيكم بالتوبة النصوح، وبالاستغفار من الذنوب والخطايا، يقول سبحانه وتعالى: (قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ)

. ويقول جل ذكره: (وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أُوْلَـئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ وَجَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ)

فالعيد يا عباد الله ، ليس من العودة إلى السيئات ، بـل هـو العودة إلى الله،
وليس هـو بمـد الموائد الشهية، ولا ركوب المراكب الوطيـّة ، ولا بسكـن القصـور البهيـّة.
العيد لمن خاف يوم الوعيـــد.
العيد لمن وصل ما بينه وبين الله بالتقوى
، وما بينه وبين العباد بالخلق الحسـن ، وكفّ الأذى ، وبذل الندى.
، العيد لمن أمر أهله بالصلاة واصطبـر عليها ، وعمّـر بيته بالقرآن وآيات الله وإشتاقت نفسه إليها
العيد لمن أقام في نفسه وأهـل بيته منهج الله تعالى وطاعتـه
وفي قلـبه حــب الله تعالى
إذا مـا كنت لي عيـداً فمـا أصـنع بالعيـد!!
جرى حبك في قلبـي كجري الماء في العود

الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرة وأصيلاً.

أيها المسلمون ، يامن آمنتم بالله واليوم الآخـر
تذكروا الموت والآخرة ، واجعلوا أوقاتكم بالخير عامرة .

واحذروا الذنوب فإنها أشــدّ البلاء ،وطريق الشقــاء ، وبها يتسلط الأعداء .

واغتنموا العمر بالطاعات ، وألزموا عمل الصالحات ، واستزيدوا من الحسنات ، وتحلوا بمكارم الأخلاق والعادات ..

قال نبيناصلى الله عليه وسلم : " رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة،وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " وقال " الصلاة نور، والصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار "،

عليكم بالذكر فإنه أفضل العمل ، وأفضله قراءة القرآن في صلاة الليل ، وهــي شرف المؤمن.

قال ابن مسعود رضي الله عنه " إنكم في ممر الليل والنهار ، في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبة ،ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع ، لا يسبق بطيء بحظه ، ولايدرك حريص مالم يقدر له ، من أعطى خيرا فالله أعطاه ، ومن وقي شرا فالله وقاه ،المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة ، إنما هما اثنتان ، الهدى والكلام، فأفضل الكلام كلام الله ،وأفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشـر الأمورمحدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، فلا يطولن عليكم الأمد ، ولا يلهينكم الأمل "

اللهم! إنا أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد،و موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وشكرنعمتك، وحسن عبادتك، وقلوبــا سليمة ، وألسنة صادقة ،ونسألك من خير ما تعلم،ونعوذ بك من شر ماتعلم، ونستغفرك لما تعلم؛ إنك أنت علام الغيوب.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك،و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك، و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا،و أبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، و اجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، و انصرنا على من عادانا، و لا تجعل مصيبتنا في ديننا، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا، و لا مبلغ علمنا، و لا تسلط علينا من لا يرحمنا.

اللهم انصر أمّتنا ، وردها إلى دينها ، ووحّدها أمة واحدة ، خلافتهــا فيمن خافك ، واتقاك ، وطلب رضاك .

اللهم انصر المجاهدين في الصومال ، وفي فلسطين ،والعراق ، وأفغانستان ، وفي كل مكان .

اللهم كن لهم ولاتكن عليهــم ، وانصرهم ولا تنصر عليهم ،وانصرهم على من بغى عليهم ، اللهم خذ عنهم العيون ، واملأ قلوبهم رضا بك وبدينك ونبيك ، واشرح صدورهم للجهاد ، وثبت أقدامهم ، اللهم كن لهم عونا ونصيرا ، واجمع كلمتهم ، وألف قلوبهم ، وسدد رميهم ، واجعل عاقبة جهادهم خيرا ورشدا ، اللهم اجعلنا من جنودك ، وارزقنا الشهادة في سبيلك ، واختم لنا بها حياة الصالحين ، اللهم هب لنامن أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، واجعلنا للمتقين إماما ، اللهم توفنا مسلمين ،وألحقنا بالصالحين ، آمين

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 27/12/2006