بيان للأمة الإسلامية والمجاهدين بمناسبة شهر رمضان 1428هـ

 

بيـــان
إلى الأمـة الإسلامية بمناسبة الشهـر الكريم
لتهنئوا بإنجازاتـكم.. وامضـوا إلى النصـر
وإلى المجاهـدين ،، أصلحوا ذات بينـكم ..واصبروا وأبشروا
 حامد بن عبدالله العلي
 
الحمد لله قياما بحقـّه ، ووفاء بنعمه ، واستجلابا لرضاه ، والصلاة و السلام على النعمة المسداة ، والرحمة المهداة ، نبي الله، ومصطفاه ، محمد بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعـد :
 
إلى كلِّ مسلم حـرّ يقف اليـوم موقف الشرف الأعظـم ، مجاهـدا بالحـقّ ، دفاعا عن أمّته لئلا تستعبدها قِوى الظُّلم والاستبداد العالمي ، ولئلا تُسـتلب حضارتها من قِبل طغاة العالم ، ولئـلا تُطمس هوّيتها ، وتُخـرَّب ثقافتها من قِبـل مُخربـي الأرض وقراصنتهـا ، ولئـلا تُسرق ثروتهـا من قِبـل عصابات اللصوصية العالميّة .  
 
إلى كـلّ الذين لم ينخدعوا بزيف الشعارات الكاذبة التي يختفي وراءها عصابات الإبادة الجماعيّة للشعـوب ، وسفكة الدم الحرام ، وسُـرّاق النفط ، ومنافقوا العولمة ، وسدنـة مواخير العهـر السياسي العالمي $$$
 
 إلى الذين شرَّفوا الأمّـة بصمود الجبـال ، وعزائم الأسود ، وبأس الحديـد ، ليهزمـُوا أكبر مشروع إستعماري استهـلّ به القرن موجِّها إلى نحـر الأمّة الإسلامية ، فأرتـدّ على أعقابه خاسئا ذليـلا.
 
اذكروا قول الحق سبحانه :
 
 (وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ) .
 
واقبلوا تحيـّة إجلال وإكبار ، على ما حققتموُه من إنجازات عظيمة في العام المنصـرم ، بين رمضان إلى رمضان ، من إنتصار إلى إنتصار ، ومن عـزّ إلى عـزّ ، ومن شموخ إلى شـموخ.
 
وتذكَّروا أنّ العدوّ لمـّا عجز عن مواجهـة حصونـكم المنيعـة التي حفظتم بها الإسلام ، فاعتـزّ بكم وعلا ، وارتد عنه عدوّه ، وانجلى.
 
 لجأ إلى محاولات شقّ الصفوف ، وبذر الفتنة ، وإفساد ذات البين ، باذلاً الوعـود الكاذبة ، ومستغلاّ بعض الخلافات التي أورثت حظوظا للشيطان في النفوس ، وممُتطيا ظهـور الخونـة .
 
فالحذر ، الحذر ، من مكائده ، وامتثلوا ما أمر الله تعالى به من إصلاح ذات بينكم ، تقديما للمصلحة العامة ، وتساميـا على الجراح والخلافات الشخصية والحزبية ، ولا يتعاظمـنَّ منكم أحـدٌ أن يراجع الخطأ ، ويعتصم بالحـق ، ويلين بيد إخوانه ، كما أمر الله تعالى ( أذلِّة على المؤمنين أعزِّة على الكافرين ) .
 
 (يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله ، ولا تنازعوا ، فتفشلوا ، وتذهب ريحكم ، واصبروا إن الله مع الصابرين).
 
فكونوا يداً واحدة ، تشاوروا فيما بينكـم في شؤون جهادكـم ، متآخين ، متحابّين ، متعاونين ، وشدُّوا سواعدهم المباركة ،  بحملة صادقـة واحـدة ،  على عدوّ الإسلام وعدوّكـم ، ولاتقيلوا بيعتكـم لله أن تنصروا دين ربّكـم ، أو تموتوا دونه.
 
(قل هل تربّصون بنا إلاّ إحدى الحسنيين ، ونحن نتربّص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده ، أو بأيدينا ، فتربّصوا إنا معكم متربّصون).
 
فلاتهنـوا لعدوّكـم ، ولا تنخدعوا بمكره السياسي ،  ولاتقبلوا منه الصفقات السياسية المريبة التي تهدف إلى إجهاض ثمار جهودكـم ، وإبطال جهادكم ، وتضييع دماء شهداءهم..
 
 (ولا تهنوا ، ولا تحزنوا ،وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسْكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وليعلم الله الذين آمنوا ، ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين).
 
وإيّاكـم أن تستعجلوا ثمـرة جهادكم المبارك ، غير مقدّمين هدف تطهير البلاد من الإحتلال على سواه ، ولا متخاذلين عن هذه الغاية العظمى ، ولا طامعين في متاع الدنيا الفاني .
 
ونذكّرهم جميعا بأنّ الأيام القادمة حاسمة في مسيرة الجهاد ، والعدوّ قاب قوسين أو أدنى من الهزيمـة ..
 
 (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم).
 
واعلموا أن هذا الشهر الكريم ، موسم النفحات الإيمانية ، وسوق اللطائف الربانية ، ومهبط العطايا الإلهية ، فتعرضوا فيه للدرجات العلا عند ربكم ، بجهاد النفس ، والشيطان ، وأعداء الله والإسلام .
 
وإنّ النصـر الحقيقي هو إنتصار النفس بتجاوز عوائقها إلى الله تعالى ونيل رضوانه ، وأنّ من مات نائلا رضا الله تعالى فهو المنتصـر ناله ما ناله في سبيل ذلك ، ومن عاش مسخوطا في الملأ الأعلى فهو المنهـزم حاز ما حاز من متاع الدنيا الفاني.
 
فأنتم أيها المجاهدون بألسنتكم ، وسلاحكم ، وأقلامكم ، الذين شرفكم الله بأن استعملكـم درعا للإسلام ، وسهاما في صدور أعداءه .
 
القائمون بالقسـط ، الحامون حمى الدين ، المعظـّمون شعائـره ، الذابُّون عن هداه.
 
حول الأقصى المبارك ، وبأرض الرافدين ، وبأرض الأفغان ، والصومال ، وفي غابات كشمير ، والفلبين ، وجبال الشيشان ، وعلى كلِّ منبـر يصدع بالحـق ، وخلف كلِّ مؤسسة إسلامية دعويـّة أو خيريّة ثبتـت على الصراط المستقيم ، تمـدّ هذا الدين العظيـم ، بما تقدر عليه من الدعم ، والنصـر ، والتأييّـد.
 
أنتــم ، و الله ، المنتصرون حقا ، شهداؤُكم أبـرار ، وأحياؤُكـم أطهـار ، وآثاركـم خير الآثار.
 
فاصبروا ، وصابروا، ورابطوا ، وابشروا ، واستبشروا ،
 
(إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار).
والله أكبـر ، و العاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.
 
غرة رمضان 1428هـ

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 12/09/2007